تربطني علاقة قديمة بالقلم تطورت معي منذ طفولتي إلى الآن، ابتدأت بالخربشات مروراً بالأحرف والعبارات البسيطة وصولاً إلى نضج القدرة ومهارة الكتابة.علاقتي مع الكتابة كعلاقتي بصديق قريب جداً لقلبي مخلص لي، إذ لا أحتاجه إلا وأجده حالاً، أفرح، أتضايق، أفخر، أتألم، أرضى، أسعد... في كل شعور تأتي الكتابة كملاذٍ آمن يضاعف المشاعر الإيجابية ويساعد على تقليص السلبي منها، رغم هجري لها وانشغالي عنها أحبها، رغم تحليقي بعيداً عنها أعود كطائرٍ لا يفتأ يعود إلى موطنه حتى وإن هاجر تكراراً، لأنها الصديق الأوفى دائماً وأبدا. وتمسكاً بعهد الوفاء الذي بيننا حق علي أن أكتب اليوم، لأقول للكاتبين، رفقاً بهذه النعمة العظيمة الراقية القيّمة، هل تهدَر صفحة من كتاب على صوت الساعة توت توت؟! هل يُهدَر وقت القارىء على موقف لا تُرجى أدنى فائدة من كتابته؟ أياً كانت شهرتك ومكانتك وجمهورك فلا تستغل ذلك الصيت. ان كنت لا تملك قدرة على الكتابة الهادفة امتنع، إن كنت تقدّم ما لا يُكتَب ولا ينفع بهدف ملء صفحات كتاب سيُخَط عليه اسمك فلا تكتب. من وجهة نظري، أهم ما يتحلى به الكاتب بعد المهارة أن يكون مسؤولاً أمام ربه ونفسه عمّا يقدمه لمختلف المراحل العمرية... ليس كل من يقرأ يغربل ويعي ويدرك. أنت أيها الكاتب مسؤول مسؤولية تامة عن كل فكرة خاطئة أو تافهة أو رديئة يقرأُها ثم يؤمن بها أي قارئ.وا أسفاه على شيئين ذكرهما الله عز وجل في كتابه العظيم، وبدأ الناس اليوم يحطون من مكانتهما وقدرهما، إنه القلم في قوله «نون والقلم وما يسطرون»، والقراءه في آية «اقرأ باسم ربك الذي خلق».وختاماً للقارئ أقول، إن كان ولا بد من كتابات لا تسمن ولا تغني من جوع، فكن قارئاً فطناً يعي ويدرك ما يُقرأ وما لا يُقرأ.a.a.h.alawadhi85@gmail.com