حالت ظروفها الأسرية دون أن تُكمل مسيرتها الفنية، فتخلَّت عن الساحة، قبل 11 عاماً، بقرار قاطع، لكن من دون اعتزال للفن! إنها الفنانة هبة سليمان، التي كانت من أبرز الممثلاث منذ بداية التسعينات إلى أوائل الألفين، قبل أن تتفرغ للعناية بأسرتها، مكتفية بمشاركات إذاعية تقول إنها عوضتها عن غياب صورتها. «الراي» التقت هبة سليمان، التي عادت مجدداً إلى الساحة بعدما تغيرت الظروف، من خلال مسلسل «سموم» مع القدير سعد الفرج، وسألتها عن سنوات الغياب، وما الذي دفعها إلى العودة، ثم ما الذي أجبرها على الابتعاد أيضاً، وهل وجدت فروقاً على الساحة الفنية بين الغياب والعودة؟ هبة سليمان أجابت بصراحة عن أسئلة «الراي»، أما التفاصيل فتأتي في هذه السطور:
? أطلتِ الغياب عن المسرح والتلفزيون... فما ظروف العودة مجدداً؟ وما الدافع؟- بالفعل خرجتُ من الساحة الفنية منذ ما يزيد على 11 عاماً... حيث كان آخر عمل شاركتُ فيه هو «بلا هوية»، بصحبة عبدالرحمن العقل.? قبل أن نعرف جديدك الفني... ماذا وراء قرارك التوقف عن الفن، وهل فكرتِ في الاعتزال؟- الظروف الأسرية كانت وراء قراري الابتعاد عن الساحة، حيث كنتُ مضطرةً إلى مرافقة والدتي فترة مرضها قبل رحيلها (رحمها الله)... وفي هذه الفترة كانت لديّ طفلتان، فلم أجد في وسعي سوى التفرغ للأسرة ولحياتي الخاصة، لذلك انسحبت، ولم أصرح حينذاك بأنني أفكر في الاعتزال، بل هو كان ابتعاداً فقط.? أنتِ عدتِ إلى المسرح من خلال مهرجان الكويت المسرحي في دورته الـ 18 من خلال مسرحية «هلوسة»... ماذا عن شعورك في ذلك اليوم؟- كنت خائفة من ردة فعل الناس... وكان يشغلني السؤال: كيف أعود بشكل مناسب؟ وبصراحة لم أفكر خلال المهرجان في الجائزة أو الفوز، بقدر ما كان هدفي هو العودة المؤثرة والإطلالة الراسخة، خصوصاً أنني قبل غيابي كنتُ أشارك في المهرجانات وحصدت جوائز في تلك الفترات.? وماذا عن التلفزيون... وأنت تشاركين في مسلسل «سموم»؟- سعيدة جداً بهذا العمل، وهو من تأليف الفنان أحمد جوهر، وبطولة الفنان الكبير سعد الفرج، وجمع من الممثلين النجوم، ومن إخراج البيلي أحمد، وأعتبر هذا المسلسل خطوة جريئة بالنسبة إليَّ، والدور المسند إليَّ جديد ومختلف، وأتكلم من خلال الشخصية باللهجة الهندية.? وماذا عن وقوفك أمام الفنان الكبير سعد الفرج، الذي كانت بداياتك الأولى معه؟- القدير سعد الفرج فنان إنسان، وهو من الناحيتين الإبداعية والإنسانية يعني لي الكثير، وقد عملتُ معه في بداياتي، وأذكر في مسرحية «عالمكشوف» - وهو أول عمل جماهيري أشارك فيه. كان ينصحني دائماً بأن أكون أول شخص يدخل المسرح، وتكررت تجاربي معه، وكذلك الفنان أحمد جوهر كانت لي برفقته أعمال تلفزيونية مهمة منها المسلسل الشهير «دلق سهيل».? وماذا عن ردود أفعال الزملاء بعد عودتك؟- «مستانسين»... وبينهم من شجعني على الاستمرار، ويناقشونني في الأعمال الجديدة، أما الجمهور فقد أذهلني بحبه لي. ? وما الأقرب إليكِ من الأعمال التي شاركتِ فيها قبل التوقف؟- مسلسل «يوم آخر» الذي صُور في قطر، وأعمالي المسرحية مع الفنانات هدى حسين، بجانب مشاركاتي في المهرجانات.? وماذا عن المسرح الجماهيري.. هل تعتزمين العودة ومواجهة الجمهور؟- لأكن صريحة معك... ليس لديّ أي مانع... لكن الأمر يتعلق بنوعية وقيمة ورسالة ما سيقدم لي من أعمال.? لكنك حتى في غيابك، كنتِ حاضرة دائماً في الإذاعة وأطللتِ من خلالها في مشاركات درامية وبرامج ثابتة منها «نجوم القمة»... ما السبب؟- نعم، أنا معك، وللأمانة أرى أن الإذاعة أرضت غروري نوعاً ما، فهي تمكنك من أن تحشد طاقاتك التمثيلية كلها في صوتك، وقد كانت لي مشاركاتي في مسلسلات بعضها رمضاني، وبعضها أُذيع خارج رمضان، إضافة إلى البرامج. بصراحة الإذاعة عوضتني كثيراً عن غيابي من ناحية، وعن حبي للفن من ناحية أخرى. ? وهل لاحظتِ تغيراً في ساحة الفن بعد عودتك... أم هو لا يزال بصورته التي تركتِه عليها؟- طبعاً تغير... أصبح في الساحة أناس لا أعرفهم ولا يعرفونني، وهذا أمر طبيعي، وكي أكون صريحة، أنا خلال فترة غيابي لم أكن متابعة كثيراً للفن، أما الأجواء فقد تغيرت بنسبة ما.? هل تنتظرين دوراً معيناً؟- لستُ طماعة ولا أحبذ الجري وراء أي شيء، حتى في حياتي الخاصة... فأنا أعلم أن لكل شيء وقته ومكانه، والظروف دائماً لها تأثيرها... ولذلك لا أجهد نفسي في التخطيط لأمور خيوطها ليست في يدي.? لكِ مشاركة في مسلسل مع الراحلة سناء يونس. ماذا عنها؟- كانت من خلال مسلسل «باحث في الديرة»، وكنا متوافقتين في التمثيل... قد يكون السبب وراء هذا الأمر أنها مصرية وأنا كذلك، وأصبحنا «بلديات» - كما نقول - وكان الدور جميلاً، والحقيقة أنني سعدت بالتمثيل مع الراحلة سناء يونس.? هل تنزعجين حين يقولون إنك من زمن الطيبين؟- إطلاقاً... بل أستانس كثيراً لأنني من زمن جميل وبسيط، وهذا الانتماء يسعدني.? ختاماً، ماذا تقولين لجمهورك، خصوصاً أن هذا أول لقاء صحافي مع «الراي»؟- هذا أول لقاء لي مع الصحافة بعد عودتي، ويسعدني أن يكون من خلال «الراي»، وأتمنى من الجميع أن يسامحوني إن كان هناك تقصير مني.