تلتئم الرؤية في سياقها التجريدي في أعمال الفنانة التشكيلية الأميركية جاكي كازاريان، وذلك وفق صياغات فنية تتقاطع مع أفكار الفنان العالمي بيكاسو، فيما تعبر ألوانها وخطوطها عن إحساس عن تماهي حقيقي مع العديد من المضامين المتعلقة بالواقع والحياة.هكذا جاء معرض كازريان- الذي افتتح في متحف الفن الحديث- ثمرة للتعاون بين المجلس الوطني للثقافة والفنية والآداب السفارة الأميركية في الكويت، في حضور الأمين العام للمجلس الوطني المهندس علي اليوحة والسفير الأميركي لدى الكويت لورانس سيلفرمان... وتضمن 29 عملا استخدمت فيها الفنانة الألوان المائية.وأشاد لورانس سيلفرمان بالأعمال التشكيلية التي يحتويها المعرض، بفضل ما تتضمنه من مواضيع تجريدية، تخدم الحياة، وتساعد على اقتفاء اثر الجمال، فيما شكر الكويت متمثلة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لإتاحة هذه الفرصة للجمهور المتابع للتشكيل الأميركي، من أجل التعرف على أعمال هذه الفنانة، والاستمتاع بما قدمته من لوحات.وقال: «نحن سعداء لدعم هذه الأنشطة من خلال كازاريان هنا لعرض أعمالها الفنية بجانب العديد من اللوحات الجميلة الأخرى للفن الحديث»، وأضاف: «إن كازاريان فنانة تجريدية تستخدم أكثر من تقنية في الرسم وطلاء اللوحات والكولاج، تتسم لوحاتها بمحتواها العاطفي والألوان الزاهية، وهي مستوحاة من الطبيعة والطقوس والشلالات والأشجار والنباتات وأيضا من خلال العمارة خصوصا في المناطق الحضرية».وأشار السفير الأميركي إلى زيارة كازاريان إلى اليابان وسورية وإسبانيا وتأثرها بذكريات المناظر الطبيعية، ووجود علاقة وثيقة بين أعمالها الفنية ومسقط رأسها في شيكاغو، وأشار إلى أن الفنانة ستعمل خلال تواجدها في الكويت بشكل مكثف مع طلبة الجامعة من خلال ورش العمل الميدانية في سوق المباركية والمرسم الحر، كما ستقدم محاضرة في منصة الفن المعاصر «كاب».من ناحيتها، تحدثت كازريان عن تجربتها مع الألوان، والأساليب التشكيلية التي تتبعها خلال رحلتها الفنية الطويلة.وتعتمد كازريان على إحساسها في رسم لوحاتها، وهو إحساس يميل إلى الرمز مضاهاة لأسلوب بيكاسو، الذي تتحاور فيه الخطوط والأشكال في أنساق فنية جذابة، ولقد أعطت هذه الرؤية لأعمال المعرض تناغما شفافا يمكن استلهامه بسهولة عبر الألوان المتوهجة والعناصر الفنية التي تتكون منها مواضيع اللوحات.ومن خلال ما تعتمده الفنانة من معالجات فنية للخيال في لوحاتها، فإن تواصلها مع الرمز بدا متفاعلا مع حزمة من الإشكاليات المتعلقة بالطبيعة وما تمثله الموجودات فيها من استلهامات شديدة الارتباط بالغموض تارة والوضوح تارة أخرى، وهذا التكنيك الفني، تواصل مع حيوية الألوان وتحركاتها المستمرة على أسطح اللوحات.وخبرة كازريان في تجسيد الجمال وفق منظومات فنية مختلفة سواء باستخدام تقنية  الفيديو المرئي أو الرسومات، ساعدها في إبراز فكرتها بأكبر قدر من التكثيف والإيحاء، ومن ثم بدت مضاهاتها لأعمال بيكاسو، والاستفادة من تقنياته المتنوعة في ظهور أعمالها في أشكال جمالية عدة، تتحاور فيها مع الواقع ولكن من منظور تجريدي رمزي.وكازريان تقيم محاضرات في أميركيا وغيرها من بلدان العالم، والتحقت في عام 2008 بمهد لدراسة الفنون في كولومبيا، فيما تخرجت في معهد للفنون في شيكاغو، وعرضت أعمالها في العديد من المتاحف والمعارض حول العالم، مثل نيويورك وميامي وإسبانيا واليابان وسورية.وخلال العاطفة والالتصاق بمجالات حسية وفنية عديدة، استطاعت كازاريان أن تؤسس لنفسها شخصية تشكيلية مستقلة تعتمد في المقام الأول على العاطفة بمحتوياتها الفريدة، وتنوعها الإنساني الخلاق، وبمعطياتها الفنية التي تتحاور مع الإنسان في حالاته المتنوعة، بالإضافة إلى اقترابها التقني من لغة تشكيلية أساسها التجريد وروحها تحتفي بالجمال في مختلف صوره.ومن خلال لوحات تشكيلية بأشكال ومقاسات مختلفة عبّرت كازاريان عن الكثير من المشاعر التي تختلجها، ومن ثم قضى جمهور المعرض وقتا ممتعا شاهد فيه مواضيع تبتهج بالعاطفة وتحتفي بالفكرة، وتتفاعل مع الحياة، وفق رمزية متقنة، ولغة تشكيلية تتحرك في أكثر من اتجاه.