اعتبر الشيخ الدكتور محمد العوضي أن الإلحاد ليس ظاهرة لكن صوته عالٍ ومزعج يتعدى على الذات الشخصية وحقوق ومسلمات المجتمع»، مشدداً على أن خطورته اليوم وروافده تكمن في تحوله إلى ميليشيات»، مؤكدا أن «الموضوع يحتاج إلى طرح عميق واستيعاب وعمل مؤسسي ليسد الفراغات في كل جوانب الحياة والشريعة الإسلامية».وقال العوضي خلال محاضرة تحت عنوان «نهاية ملحد» التي نظمها قسم العقيدة والدعوة بكلية الشريعة بجامعة الكويت أمس إن «البعض يريد أن يظهر قضية ما على أنها ظاهرة من أجل التسويق والتكسب الشخصي أو الربح المادي»، مبينا أن «الظاهرة لها شروط في مقدمها أن يتكرر حدوثها وتتسع رقعتها ويتقارب زمانها وتزداد حدتها وتتنوع شريحتها وتستعصي على الحلول النمطية وتنطلق من فكرة يغذيها لا من رد فعل».وتساءل العوضي «هل هذه الشروط تنطبق على الإلحاد؟»، مردفاً «لا أعتقد أنها ظاهرة لكن صوتها عالٍ مزعج كأي إنسان مزعج يتعدى على ذاتك الشخصية وحقوق ومسلمات المجتمع».وبشأن تورط الملحد أكثر من غيره في المشاكل الاجتماعية، أوضح العوضي، «أن ذلك يحصل بسبب أن لديه التزامات دينية وهو ما يسبب إشكالات في المحاكم، إلى جانب أن الملحد ليس له حق في الميراث ولا يدفن في مقابر المسلمين»، مؤكداً أن «الإسلام عقيدة تنبثق عنها شريعة وهي عبارة عن عبادات مثل أحوال شخصية واقتصاد ونظام سياسي وأخلاق فهي تنظم جميع مناحي حياة الإنسان، فإن ألحد فإنه ينعكس على جميع مناحي حياته وحياة من حوله».وقال العوضي إن «الجيل الحالي يتلقى شبهات على مدار الساعة من ثقافة الصورة العارية واختزال الإنسان بقصة يومه الصغيرة مثل الأكل والتسوق والكافيهات، وكلها قنوات تصنع منه إنساناً مادياً».وعن سمات الإلحاد الجديد ذكر العوضي «في السبعينات عندما كنا نناقش التيار اليساري أو الاشتراكي نكتشف أن لديهم منظومة متكاملة وفكراً وتصوراً كاملاً أما اليوم فالبعض منهم (حاط بنت واره ووشم) وليس لديه استعداد للسماع وهذا الالحاد على النمط الأميركي أي إلحاد الفلتنان والسطحية»، مشيراً إلى أن الإلحاد الجديد بدأت مشكلته بعد 11 سبتمبر حين تحول فلاسفة الإلحاد الغربي الشرسين من معاداة الكنيسة والآلهة إلى الدين الإسلامي إضافة إلى الدعاية العلنية للإلحاد في بعض الدول.وحذر من خطورة دراسة أبنائنا في بعض البلاد التي يكثر فيها الإلحاد، قائلاً إن الخطورة تكمن في تبسيط الإلحاد للأطفال من خلال أفلام الكرتون والكتيبات الخاصة الجاذبة للأطفال، داعياً إلى ضرورة التحرك بالحب والقناعة العقلية وعدم الإساءة للآخرين، وإنزال كل معادٍ للدين مكانته، موضحا أن الذي يعتدي ويطعن بالثوابت له أحكام شرعية أخرى، أما الشريحة التي شكت أو حارت بحثاً عن الحقيقة هذه لها الدعوة الاسلامية التي تنطلق من الحب وتحقيق عبودية الله سبحانه تحقيقا للآية الكريمة «ومَنْ أحسن قولاً ممَنْ دعا إلى الله».

طرح أفكارنا في العالم العلماني فكرة مثالية

بشأن التجاذبات التي تحصل عند استضافة مفكرين أو دعاة إلحاد، قال العوضي لـ «الراي»، إن «أي فكر يأتي إلينا من الخارج يجب أن نتعرف عليه، ومن خلال المعايير نعرف إن كان هذا الفكر صالحاً أم فاسداً، وهل يوافق نظام الدولة وقانونها أم لا، مشيراً إلى أن هذه المعايير يجب أن تُطرح عند مجيء مَنْ ينتمي لفكر آخر إلى البلاد.وعن طرح أفكارنا الدينية في العالم العلماني أوضح العوضي أن هذه الفكرة مثالية وتحتاج إلى مراجعة.