سوائل أجسامنا هي بمثابة «أنهار» فعلية تسري في سائر أرجاء البدن لتمنحه نبض الحياة والحيوية والصحة والعافية، بل وينطبق عليها كل ما ينطبق على الأنهار الجغرافية التي تسري في أرجاء الأرض. فعلى غرار الأنهار الجغرافية، يمكننا القول إن أنهار سوائل أجسامنا لها منابع ومصبّات، وفيها تيارات تجري بسرعات متفاوتة، وفيها تسبح كائنات حية. بل ومثلما أن الأنهار الجغرافية قد تُصاب بالتلوث لأي أسباب بيئية، فإن أنهار سوائل أجسامنا معرضة أيضا للتلوث بالميكروبات أو السموم أو غير ذلك من مسببات الأمراض.لكن ما يسري في أنهار أجسامنا ليست مياها خالصة، بل هي مياه متنوعة وبها أخلاط، إذ يحمل كل نوع منها عوالق بيولوجية ومكونات تمنحه خصائصه الحيوية الضرورية لقيامه بوظائفه الكثيرة والمتنوعة في سياق منظومة البدن ككل، وهي الوظائف التي يجمع بينها قاسم مشترك واحد ألا وهو: المحافظة على استمرارية إبحار سفينة حياة البدن.من منطلق تلك الأهمية الفائقة لسوائل أجسامنا، نسلط ضوءا تعريفيا في هذه السلسلة المؤلفة من 3 حلقات متتالية أسبوعيا على سوائل الجسم الرئيسية، وتحديدا: الدم، وماء الذكر (المنيّ) وماء الأنثى اللذان يمكننا أن نطلق عليهما معا اسما جامعا هو «ماء التناسل»)، والسائل الأمينوسي، وحليب ثدي الأم، والسائل الدماغي الشوكي، والعصارات الهضمية، واللُعاب، والعرق، والبول.وفي هذا الجزء الأول من الحلقة الثالثة، نبحر معا في رحلة مع إفرازات وعصارات القناة الهضمية ابتداء من الفم ووصولا إلى الأمعاء، وتلك العصارات والإفرازات هي:• اللُعاب.• العصارة المَعِدِيّة.• العصارة الصفراوية (تفرزها المرارة).• الإفرازات البنكرياسية.• العصارة المعوية.ويمكننا أن نعتبر تلك العصارات والإفرازات بمثابة «روافد» متنوعة تصب في «نهر» مشترك ألا وهو القناة الهضمية، وهو النهر الذي يبدأ من تجويف الفم ويسري في مسار متعرج وصولا إلى نهاية الأمعاء.فلننشر شراعنا ولنبدأ إبحارنا في «روافد» ذلك النهر... الهاضم الهادر.

أولا: اللُعاب

اللُعاب البشري هو سائل تفرزه غدد لعابية خاصة موجودة في تجويف الفم وما تحت اللسان والفك. وهو يتألف في معظمه (بما نسبته 99.5 في المئة) من الماء، أما نسبة 0.5 في المئة المتبقية فهي عبارة عن مكونات كثيرة ومتنوعة (طالع الكادر تحت عنوان «مكونات لعابك... أكثر تعقيدا مما تتخيل!»).وهناك اختلاف في التقديرات حول كمية اللُعاب التي يتم إفرازها يوميا لدى الإنسان السليم؛ إذ تتراوح تلك التقديرات بين 0.75 و 1.5 لترًا على مدار اليوم؛ بينما ينخفض إلى مستويات متدنية في أثناء ساعات النوم.وظائفهتتمثل أهمية الإنزيمات التي توجد في لُعابك في الدور الذي تلعبه خلال أول خطوة في رحلة هضم الطعام، إذ تقوم تلك الإنزيمات بتفكيك المواد النشوية والدهنية إلى صيغ أبسط قبل إرسالها إلى المعدة. كما يقوم اللُعاب بتسهيل عملية بلع وإنزلاق الطعام بسلاسة، وذلك من خلال ترطيب الطعام ومنحه قوامًا لزجًا.وفي التالي نسرد عددا من أهم ظائف اللعاب:• التطرية والتزليق: يغطي اللُعاب بطانة الفم الداخلية وهذا يعمل على تطريتها وبالتالي حمايتها من التآكل والتلف خلال عمليات المضغ والبلع والتحدث. وعندما تكون كمية اللُعاب المفرزة لدى بعض الناس قليلة، فإنهم يعانون من تقرحات والتهابات في الفم.• الهضم الأولي: يسهم اللُعاب بدور مهم في بداية عملية هضم الطعام أوليا، فهو يساعد على تكوين مضغة الطعام بما يسهل إنزلاقها من الفم إلى المريء. ويعود الفضل في ذلك إلى كون اللُعاب يحوي إنزيم الـ«أميليز» الذي يعمل على تفكيك النشا وتحويله إلى سكر بسيط مثل سكر الشعير (المالتوز) والدكسترين.• مستودع أيونات ومحلول مُنظِّم: في الحالات الطبيعية يكون اللُعاب مشبعا بمختلف الأيونات التي هي بروتينات لُعابية تمنع الترسب الذي قد يؤدي إلى تكون الأملاح. وهذه الأيونات الموجودة في اللُعاب تجعله يعمل كمحلول منظم يحافظ على حمضية الفم عند مستوى معين.• نمو براعم التذوق: يحوي اللُعاب هورمون الـ«أنهيدراز الكَرْبُونِيَّ» الذي يدعم تجديد ونمو براعم التذوق على سطح اللسان.• نقل المذاق: للُعاب أهمية لا غنى عنها في عمل آلية حاسة التذوق، فهو وسط سائل يحمل المواد الكيميائية من جزيئات الطعام إلى مستقبلات التذوق الموجودة في اللحيمات اللسانية.• تحفيز أعصاب التنفس والهضم: يسهم إفراز اللُعاب بانتظام في تحفيز الجانب العصبي السمبثاوي الذي يشارك في تشغيل آلية التنفس. وبالطريقة ذاتها، يحفّز اللُعاب الجانب اللاسمبثاوي الذي يشارك في تشغيل وتنظيم آلية عمليات الهضم.

ثانيا: عُصارة المَعِدة

الطعام الذي تمضغه ثم تبتلعه يختلط مع العصارة المَعِدِيّة التي تفرزها غدد خاصة توجد في بطانة المعدة، ومن أهمها الغدة الفؤادية (فم المعدة) التي توجد في القسم العلوي من معدتك وتفرز بيكربونات ومادة مخاطية. وهناك الغدد المفرزة لحمض الهيدروكلوريك الهاضم. وهناك أيضا الغدد البوابية الكائنة في قاع أو أدنى جزء من المعدة.وكل من هذه الغدد تحوي أنواعا مختلفة من الخلايا التي يقوم كل نوع منها بإفراز سائل هضمي خاص، وهي الإفرازات التي يطلق عليها معا اسم «العصارة المَعِدِيّة».مكوناتها ووظائفهاتتألف العصارة المَعِدِيّة من ماء، وإلكتروليتات، وحمض هيدروكلوريك، وإنزيمات هاضمة، وعامل داخلي، وبروتين سكري، إلى جانب مادة مخاطية واقية خاصة تبطن جوف المعدة.أما حمض الهيدروكلوريك فهو من أهم مكونات العصارة المَعِدِيّة، إذ إنه حمض قوي المفعول ويتم إفرازه من غدد خاصة في جدار المعدة، وهو المسؤول عن تحويل مادة الـ«بيبسينوجين» إلى إنزيم البيبسين النشط الذي يعمل على تحّلل وتفكُّك البروتين الثلاثي والبروتين الثانوي لتسهيل عملية هضمه وامتصاصه لاحقا في الأمعاء الدقيقة. وفضلا عن ذلك يقوم هذا الحمض بوظيفة دفاعية متمثلة في أنه يقتل معظم الميكروبات الضارة التي قد تكون مختلطة بالطعام.أما «العامل الداخلي» فتفرزه الخلايا الجدارية للمعدة، ودوره مهم جدا لأنه يساعد على امتصاص فيتامين B12 الضروري لوظائف الجهاز العصبي ولإنتاج خلايا الدم.

ثالثا: العصارة الصفراوية

العصارة الصفراوية (أو عُصارة المرارة) هي أحد أهم سوائل الجسم. وهي سائل أصفر غليظ القوام نسبيا ومُر المذاق. ويقوم الكبد بإفراز هذه العصارة التي تتدفق منه عبر قناة المرارة ليتم تخزينها في حويصلة المرارة التي تتولى بدورها ضخ جرعات مناسبة من تلك العصارة في مجرى القناة الهضمية لدى مرور الطعام إلى الإثنى عشر، حيث يتمثل دورها في تفكيك وهضم المكونات الدهنية.وينتج الكبد كل يوم ما بين 500 و 900 مليلتر من عصارة المرارة التي تتألف من 80 في المئة من الماء بينما تكون المكونات الأخرى عبارة عن أملاح ومعادن وصبغات، إلى جانب دهن قطبي ذائب يتغلغل في داخل الدهون ويفككها تمهيدا لهضمها.وبينما تتولى أملاح عصارة المرارة مسؤولية تكوين المستحلب الدهني الذي يقوم بعملية تكسير وتفكيك جزيئات الدهون، فإن صبغات عصارة المرارة تتألف من مادة الـ «بيليروبين» التي تقوم البكتيريا المعوية النافعة بتحويلها لاحقاً إلى «مُوَلِّدُ ستيركوبيلين» الذي يُكسب البراز اللون البني.

رابعا: الإفرازات البنكرياسية

عصارة البنكرياس هي أقوى العصارات الهضمية مفعولا، وذلك بفضل كونها تحوي إنزيمات عدة تقوم بهضم أنواع المواد العضوية الثلاث، ألا وهي: (الكربوهيدرات والبروتينات والدهون)، بحيث إنه إذا مُنعت إفرازات البنكرياس من الوصول إلى الأمعاء الدقيقة لاختلت عمليتا الهضم والامتصاص، فتكون نتيجة ذلك زيادة كمية المواد غير المهضومة في البراز، وهو ما يُعرف طبيا بالإسهال الدهني.وعصارة البنكرياس قلوية بنسبة 85 في المئة تقريبا، وتحوي أيونات لمواد غير عضوية (بيكربونات الصوديوم) إلى جانب بعض الإنزيمات التي من أهمها ما يلي:• إنزيم الأميليز البنكرياسي: يعمل على استكمال عملية التحلل المائي للسكريات.• إنزيمي التربسين والكيموتربسين: يعملان على تفكيك جزيئات البروتينات إلى بروتينات ثنائية الببتيد وعديدة الببتيد.• إنزيمي ببتيديز وكاربيكسو ببتيدوز: يعملان على تحويل البروتيوزات والبنتونات إلى مواد ثنائية الببتيد.• إنزيم الليبيز البنكرياسي: هو أحد الإنزيمات المفككة لجزيئات الدهون.

خامسا: العصارة المعوية

تبدأ رحلة العصارة المعوية في بطانة الإثنى عشر، حيث توجد غدد تحمل اسم «غدد برونر»، وهي تفرز نوعا خاصا من المخاط يشق طريقه مع الطعام إلى داخل الأمعاء الدقيقة ليحمي بطانتها من تأثيرات الإنزيمات وبقايا الأحماض الهضمية.كما توجد في داخل الأمعاء ذاتها بعض الخلايا الطلائية التي تفرز مزيدا من المخاط للغرض ذاته. أما بقية الخلايا الطلائية المعوية فتفرز إنزيمات هاضمة. والبطانة الداخلية للأمعاء على شكل زوائد إصبعية الشكل (خملات) تتمثل مهمتها الرئيسية في إتمام عمليات هضم وامتصاص المكونات الغذائية وطرح الفضلات لتكمل طريقها إلى الأمعاء الغليظة.و في الأمعاء الدقيقة، حيث تُفرز الإنزيمات الهاضمة من أغشية الخملات، تتم معظم عمليات المرحلة الأخيرة في رحلة هضم وامتصاص المغذيات. وهذه الإنزيمات هي:• إنزيمات هضم الكربوهيدارت والسكريات: تقوم بتحويل الكربوهيدات الى مواد يتم هضمها وامتصاصها كسكريات أحادية.• إنزيمات هضم البروتينات: تقوم بتحويل الببتيدات الى موادها الأساسية كأحماض أمينية قابلة للامتصاص.• الـ «مالتيز»: إنزيم يحول سكر الشعير الثنائي (الـ«مالتوز») الى جزيئات سكر أحادي (غلوكوز).• الـ «سكريز»: إنزيم يحول سكر القصب (السكروز) الى سكر فواكه (غلوكوز وفركتوز).• الـ«لاكتيز»: إنزيم يحول سكر الحليب (الـ«لاكتوز») الى غلوكوز وغلاكتوز.• إنزيم أمينو الببتديز: إنزيم يقوم بتفكيك وفصل الرابطة الجزيئية الببتيدية.• إنزيم الفوسفاتيز القاعدي: يقوم بتحليل المركبات الغنية بالفسفور.

مكوّنات لُعابك... أكثر تعقيداً مما تتخيل!

صحيح أن نسبة 99.5 في المئة تقريبا من اللُعاب البشري تتألف من جزيئات ماء، ولكن من المثير للدهشة أن نسبة الـ 0.5 في المئة المتبقية تتألف من مكونات عدة أكثر تعقيدا مما قد يتخيل كثيرون. لذا، نسرد في التالي أهم المكونات الأخرى في لعابك الذي يسيل في فمك:• شوارد كهرلية (الكتروليتات): صوديوم من 2 إلى 21 مليلتر جزيء/‏‏لتر.• بوتاسيوم: من 10 إلى 36 مليلتر جزيء/‏‏لتر.• كالسيوم: من 1.2 إلى 2.8 مليلتر جزيء/‏‏لتر.• ماغنيسيوم: من 0.08 إلى 0.05 مليلتر مول /‏‏لتر.• كلوريد: من 5 إلى 40 مليلتر جزيء/‏‏لتر.• بيكربونات: 25 مليلتر جزيء/‏‏لتر.• فوسفات: من 1.4 إلى 39 مليلتر جزيء/‏‏لتر.• يود: نسبة تركيزه تكون عادة أعلى منها في بلازما الدم، ولكنها تختلف من لعاب شخص إلى آخر باختلاف نسبة اليود التي يأخذها في طعامه.• مخاط: المخاط الذي يوجد في اللُعاب يتألف في الغالب من «متعدد سكريد مخاطي» و«غلايكوبروتين».• مضادات بكتيريا: ثيوسيانات وبيروكسيدُ الهِيدْروجِين والغلُوبولين المَناعِيّ «A»).• مفكك النشا: تفرزه خلايا عينية توجد في الغدة النكفية وغدة تحت الفك السفلي؛ ويقوم بهضم بعض مكونات الطعام أوليا - وبالأخص النشا قبل - بلعها الطعام.• كاليكريين: هو إنزيم موسع للأوعية الدموية، وتفرزه خلايا خاصة في الغدد اللُعابية.• الغلوبين المناعي «A»• برولين غني بالبروتينات: يسهم في تكوين مينا الأسنان، وقتل الميكروبات.• شوائب أخرى: يمكن أن يحوي لعابك حوالي 8 ملايين خلية بشرية و500 مليون خلية بكتيرية للمليلتر الواحد. ووجود هذه الخلايا البكتيرية بكثرة هو الذي يضفي على اللُعاب رائحة كريهة.• أوبيورفين: مادة طبيعية مسكنة للألم توجد في اللُعاب البشري.• هابتوكرين: بروتين يرتبط بفيتامين B12 لحمايته من التحطم في المعدة إلى حين تفاعله مع العامل الداخلي الهاضم في الأمعاء.

لماذا لا تهضم المَعِدة نفسها؟!

هناك تساؤل يتكرر بين الحين والآخر، ألا وهو: بما أن المعدة تتألف من أنسجة لحمية وبروتينات وعضلات وفي الوقت ذاته هي تهضم تلك المكونات ذاتها عندما أتناولها على هيئة أطعمة، فلماذا لا تهضم معدتي نفسها؟والجواب ببساطة هو أن بطانة المعدة مكسوة بخلايا وأغشية مخاطية خاصة تعرف طبيا باسم الـ «موسين»، تتمثل وظيفتها في عدم السماح بنفاذ الأحماض والإنزيمات الهاضمة إلى نسيج طبقات جدران المعدة. وعلاوة على ذلك، فإن لبيئة المعدة تأثير قلوي لا يسمح بخروج الإنزيمات إلى خارجها.كما أن هناك أخاديد وثنيات دقيقة في تجويف المعدة وبقية القناة الهضمية، وهي الثنيات التي تفيد في توازن الأحماض والقلويات وفي المحافظة على البطانة المخاطية التي تبقي المعدة ملساء من الداخل، بحيث لا تؤثر العصارات الهضمية سوى على الطعام، وهو الأمر الذي يمنع المعدة والأمعاء من أن تهضم نفسها.وتقوم غدد مخاطية خاصة بإفراز مخاط غليظ القوام يومياً ليكسو بطانة المعدة ويعزل أنسجتها الخارجية كي لا تتأثر بالأحماض والإنزيمات الهاضمة.وإلى جانب تلك الإفرازات المخاطية التي تمنع المعدة من أن تهضم نفسها، تحوي العصارة المَعِدِيّة الهاضمة مكونات أخرى من أهمها ما يلي:• جزيئات ماء.• حمض الهيدروكلوريك: يقوم بتفكيك وتكسير مكونات الغذاء، فضلا عن قتل معظم البكتيريا التي قد تكون مختلطة مع الغذاء.• مولد البيبسين: يتحول تحت تأثير حمض الهيدروكلوريك في داخل المعدة إلى إنزيم بيبسين نشط. ويقوم هذا الإنزيم بهضم وتفكيك البروتينات إلى عديدات البيبتيد.• كيموسين (ويسمى أيضا «رِّينين»): يعتبر المسؤول عن عملية تخثر الحليب، حيث تقلل هذه العملية من معدل سريانه خلال المعدة.• عامل داخلي هاضم.• بروتين سكري.

البنكرياس وإفرازاته... حقائق مُدهشة!

في التالي نستعرض عددا من الحقائق المهمة عن البنكرياس:• إلى جانب وظائفه الهضمية، فإن الوظيفة الرئيسية للبنكرياس هي إفراز هورمونين حيويين هما الإنسولين والغلوكانون، وهما مسؤولان عن وظائف عدة من بينها تخزين وإطلاق وتوظيف جميع أنواع وقود عملية التمثيل الغذائي في الجسم، إلى جانب تنظيم والتحكم في مستوى سكر الدم في الجسم حيث يتمثل دور الإنسولين في تخفيض مستوى ذلك السكر عندما يرتفع عن المستوى الطبيعي بينما يقوم الغلوكانون برفعه عندما ينخفض عن المستوى الطبيعي.• البنكرياس مزود بآلية استشعار عصبية فائقة الحساسية تجعله يستشعر مستوى حموضة العصارة المعدية ثم على هذا الأساس يطلق كمية مناسبة تماما من العصارة القلوية لتحييد ومعادلة تلك الحموضة لدى وصولها إلى الإثنى عشر.• لأن البنكرياس يفرز عصارات هاضمة، فإنه يحمي نفسه من أن يهضم نفسه بأن يفرز إنزيمات مفككة للبروتينات (بروتوليتيك)، وهي الإنزيمات التي لا تؤذي مكونات العصارة البنكرياسية لكنها في الوقت ذاته تحول دون أن تتسبب تلك العصارة في هضم البنكرياس لنفسه بنفسه.• كل خلية من خلايا البنكرياس مصممة بحيث تستطيع أن تفرز جميع أنواع الإنزيمات والهورمونات الهاضمة.• يفرز البنكرياس أيضا هورمونات يتم ضخها مباشرة في الدم الذي ينقلها بدوره إلى مختلف أعضاء الجسم لتساعد في أداء وظائفها الحيوية.• لم يكتشف الأطباء الوظائف الحقيقية للبنكرياس وإفرازاته حتى منتصف القرن التاسع عشر تقريبا.• كلمة بنكرياس (pancreas) مشتقة من الكلمة اليونانية القديمة «pankreas» التي تتألف بدورها من مقطعين هما «pan» (أي «الكُل») و «kreas» (أي «لحم»)، بما يعني أن ذلك العضو لا يحوي سوى خلايا لحمية. وبهذا فإن مصطلح بنكرياس يمكن تعريبه من اليونانية إلى «الذي كُلّه لحم».