لم يَسبق لعرض أزياء استضافتْه بيروت أن أحدث ضجة كالتي أعقبتْ المشهدية «العسكرية» التي اختارتْها المصممة السورية منال عجاج لتختم مشاركتها في فعاليات Designers&Brands Fashion Shows.فعجاج تعمّدتْ أن تختم عرْض الأزياء الذي قدّمتْه في أحد فنادق العاصمة اللبنانية بخروجها مُحاطةً بعارضين يرتدون الزيّ الخاص بالجيش السوري ومع العلَم السوري على صدورهم ويؤدون التحية العسكرية.وإذ أثارتْ هذه الخطوة ذهولاً للحظات في موقع العرض قبل أن يتدارك الحاضرون مصفقين للمصممة، لم تلبث مواقع التواصل الاجتماعي أن «انفجرت» بتعليقاتٍ على هذا «الحدَث» الذي تقاطَع فيه مؤيدو النظام كما معارضيه على انتقاده كلٌّ من زاويته.ففي حين رأى مؤيّدو نظام الرئيس بشار الأسد أن الصور التي تمّ تداوُلها تشكل إساءة إلى الجيش السوري وهي «عار كبير بحق أبطالنا البواسل»، متّهمين عجاج بأنها قدّمت حفل تشويه لا تكريم لمسيرة وتضحيات الجندي السوري وأن ما قامت به يتعارض مع البرتوكول العسكري السوري، أثار مناهضون للنظام الأمر من زاويتين: الأولى تتصل بالحرب المستمرة في سورية والأدوار التي أداها الجيش السوري في «قتْل شعبه»، والثانية ترتبط بـ«تاريخ» هذا الجيش مع لبنان، إذ استحضر كثيرون يوم انسحابه من «بلاد الأرز» في 26 أبريل 2005 على وهج «انتفاضة الاستقلال» (14 مارس 2005) التي انفجرتْ بوجه سورية في أعقاب اغتيال الرئيس رفيق الحريري (14 فبراير 2005) واستدعتْ خروجه بعد 29 عاماً من وجودٍ شكّل، ولا سيما منذ 1990، مظلّة لما اعتُبر من البعض «وصاية» ومن آخرين «احتلالاً».وكتب البعض على مواقع التواصل الاجتماعي: «الجيش السوري عاد إلى بيروت»، منتقدين ما وصفوه بأنه مَظاهر متزايدة لـ «التطبيع مع نظام الأسد».وبإزاء كل هذا الصخب، أبلغت عجاج إلى «فرانس برس» أن «لسورية ثقافة وتاريخاً وسيدات ناجحات استطعن أن يؤدين دوراً تاريخياً ويبدلن الأحداث إلى الأفضل»، موضحة «أركز في عروضي على سورية أولاً لأنني سورية، وثانياً لأن بلدي يمرّ بأزمة صعبة». وأضافت: «كل واحد منا يجب أن يكون جندياً يدافع عن وطنه في هذه الظروف على طريقته ومن خلال مهنته».