«شر البلية ما يضحك». ففي الوقت الذي طالب فيه الاتحادان البحريني والاماراتي لكرة القدم بتأجيل قرعة بطولة كأس الخليج «خليجي 23» التي اجريت صباح أمس في العاصمة القطرية الدوحة الى حين رفع الايقاف، شهدت أروقة مكاتب الاجتماعات المصاحبة لها حضور ومشاركة عضوين من «الاتحاد المنحل» هما مشعل السعيد والامين العام السابق سهو السهو.واللافت ان السعيد والسهو لم يظهرا اي تأييد ودعم للمطالبة برفع الايقاف، وهو موقف ليس بغريب عن الاشقاء الخليجيين الذين يحرصون، تمام الحرص، على مشاركة «الأزرق» في البطولة الإقليمية.ويبدو أن ثمة محاولة من الإتحاد الخليجي للعبة للضغط على دولة الكويت، من خلال الاتفاق مع الاتحاد المنحل ونقل صورة مغايرة للشارع الرياضي بأن كأس الخليج ستقام لا محالة ولا ينقصها سوى مشاركة «الأزرق».هذا الأمر لا ينطلي على أحد، فالبطولة واقعاً باتت في مهب الريح في ظل الأوضاع الراهنة في المنطقة ومقاطعة اتحادات السعودية والامارات والبحرين للقرعة امس.وكان أمين عام الاتحاد الخليجي، القطري جاسم الرميحي أكد تلقي الاتحاد طلبا رسميا من الاتحادين البحريني والإماراتي يقضي بتأجيل البطولة الى حين رفع الإيقاف على الكويت.واضاف أن المكتب التنفيذي في الاتحاد رفض الطلب، وتم الرد على الاتحادين بالتأكيد على إقامة البطولة في موعدها وبمشاركة سبعة منتخبات توزع على مجموعتين (إحداهما تضم أربعة منتخبات والثانية ثلاثة منتخبات) مع ترك مقعد للكويت في المجموعة التي تضم ثلاثة منتخبات كي يتسنى لها خوض غمار البطولة في حال تم رفع الإيقاف.وأسفرت قرعة «خليجي 23» المقرر اقامتها في الدوحة خلال الفترة من 23 ديسمبر الى 5 يناير المقبلين، عن وقوع منتخب الكويت «افتراضياً» في المجموعة الثانية مع السعودية والامارات وسلطنة عمان، فيما جاء المنتخب القطري حامل اللقب والمضيف على رأس المجموعة الاولى التي ضمت البحرين والعراق واليمن.وقال الرميحي في مؤتمر صحافي عقب القرعة انه في حال عدم مشاركة السعودية والامارات والبحرين، فإن البطولة ستقام بنظام الدوري من دور واحد بين خمسة منتخبات وهو العدد الأقل المسموح به لإقامة المنافسات.وأكد احترام اتحاده لقرار السعودية والإمارات والبحرين بعدم حضور القرعة، مشيرا الى ان الغياب لا يعتبر انسحابا لأن اللوائح لا تلزم الاتحادات بالمشاركة في القرعة.وأوضح أنه في حال الانسحاب بشكل رسمي فسيتم تطبيق اللائحة المعمول بها في الاتحاد، لافتا الى أن تناقص عدد المنتخبات المشاركة الى اقل من سبعة سيفضي الى تطبيق نظام الدوري من مرحلة واحدة.وحول مصير «خليجي 23» في حال انسحاب الاتحادات الثلاثة الغائبة عن القرعة وعدم رفع الإيقاف عن الكويت، قال الرميحي: «لا نريد أن نستبق الأحداث. ما نرجوه هو أن تشارك كل المنتخبات في البطولة من أجل إنجاحها خصوصا وأنها النسخة الأولى التي تقام تحت مظلة الاتحاد الخليجي بعد أن تم تأسيسه بموافقة الاتحادات الخليجية الستة والعراق واليمن».وأضاف: «هناك أمل كبير في أن يتم رفع الحظر المفروض على الكويت خلال الفترة المقبلة قبيل انطلاق البطولة، غير أنه في حال عدم حصول هذا الامر وانسحاب الاتحادات الثلاثة وبالتالي عدم اكتمال النصاب، فإن القرار النهائي سيعود الى المكتب التنفيذي للاتحاد وجمعيته العمومية من أجل بحث إقامة البطولة من عدمه».من جهته، أكد نائب رئيس الاتحادين الاسيوي والقطري لكرة القدم سعود المهندي ان المنتخبات كافة باتت تضع نصب أعينها المنافسة على اللقب خصوصا وأن الاتحاد الخليجي أوجد الدوافع والحوافز للفرق عبر رفع قيمة الجوائز المالية التي يحصل عليها البطل والوصيف.وأبدى المهندي ثقته في أن تقام البطولة في موعدها، داعيا «الاشقاء» الى فصل السياسة عن الرياضة من خلال المشاركة في «خليجي» الذي يبقى ملتقى الشباب الخليجي.