من العلاقات «الرائعة» و«الاستراتيجية» بين البلدين، الى بحث قضايا المنطقة، تمحورت محادثات القمة الكويتية - الأميركية في البيت الأبيض، بين سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال مسؤولون أميركيون لـ«الراي» ان البحث تركز على العلاقات الثنائية بالدرجة الاولى والقضايا ذات الاهتمام المشترك والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، لاسيما منطقة الخليج العربي والأزمة بين الدول المقاطعة وقطر، ومنطقة الشرق الاوسط وايران والسلام الفلسطيني - الاسرائيلي ومكافحة الارهاب، مؤكدين ان القمة «أرست أسساً جيدة لمستقبل أفضل في العلاقات الاميركية - الكويتية».وشدد سمو الأمير في كلمة خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ترامب، على عمق علاقات الصداقة بين الكويت والولايات المتحدة، التي وصفها بأنها استراتيجية، مؤكداً السعي لتعزيز هذه العلاقات، مستذكرا «دور الولايات المتحدة الذي لا ينسى في تحرير الكويت، وهو الأمر الذي يحفظه الكويتيون والعرب كافة».وأبدى سموه حرصاً كبيراً على دعم الجهود الأميركية في مكافحة الإرهاب والتطرف «لينعم العالم بالسلام والأمن والاستقرار ولا سيما في منطقتنا»، متحدثاً عن «حرص الولايات المتحدة على معالجة قضايا المنطقة، خصوصا ما يتعلق بمسيرة السلام، والأوضاع في سورية واليمن والعراق، وكذلك إيران».وأعرب سموه عن الامل بالخروج بنتائج ايجابية خلال المحادثات الثنائية مع الرئيس ترامب، مشيراً إلى «اننا عازمون على تحسين وتطوير هذه العلاقات بين بلدينا وتفعيل شراكاتنا التحالفية».وقال سموه: «لا أنسى أبدا أن أتوجه باسم الشعب الكويتي واسمي شخصياً بالدعوة للرئيس ترامب لزيارة بلدنا. فصحيح أن الكويت هي دولة صغيرة، لكن لها مكانتها بين الدول الأخرى كافة، وسيكون من دواعي سرورنا أن تحل ضيفاً عزيزاً علينا في الكويت».وقال ترامب: «إنه لشرف عظيم أن أكون مع أمير الكويت، وهو شخصية متميزة بشكل خاص، وقد سنحت لي الفرصة لأتعرف عليه بشكل جيد جداً».وأشار إلى أن «الكويت تشتري كميات هائلة من المعدات العسكرية الأميركية، فضلاً عن استثماراتها في الولايات المتحدة، ونحن من جانبنا نحب أن نسمع عن خلق مزيد من الوظائف والوظائف والوظائف».وأضاف: «الكويت تنفق الكثير من الأموال على شراء طائرات حديثة بما في ذلك طائرات (بوينغ) و(اف 18) التي تروق لها جداً كما تروق لي جداً أيضاً».وأعرب ترامب عن الامتنان للاستثمارات الكويتية في الولايات المتحدة قائلاً:«نحن ممتنون إزاء هذه الاستثمارات وإزاء كل الوظائف التي تخلقونها، فشكراً لكم».وقال:«نحن نعمل سويا مع الكويت على حل القضية بالنسبة لقطر وقضايا اخرى والامور تسير على ما يرام«، مؤكدا العمل على زيادة هذا التعاون».واضاف ان «سمو الامير شريك عظيم والعلاقة مع الكويت لم تكن اقوى من الآن في اي وقت مضى»، معربا عن تطلعاته للبناء على كل ذلك وتعزيز اواصر التعاون المشترك.وأقام الرئيس ترامب على شرف سمو أمير البلاد والوفد الرسمي المرافق غداء عمل.وكان سموه قام بالتوقيع على سجل الشرف، قبل أن يتوجه والرئيس ترامب إلى المكتب البيضاوي حيث عقدت المباحثات الرسمية بين الجانبين، وتناولت استعراض العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين والشعبين الصديقين وسبل تنميتها وتعزيز أطر التعاون بين البلدين على كافة الأصعدة والمجالات.وفيما يلي نص كلمة سمو الأمير في المؤتمر الصحافي:يسرني والوفد المرافق لي أن نتواجد اليوم في واشنطن هذه المدينة العريقة تلبية للدعوة الكريمة التي وجهها لي فخامة الصديق الرئيس دونالد ترامب. وأود بداية أن أجدد التعبير عن خالص تعازينا وصادق مواساتنا إلى فخامة الرئيس وإلى الشعب الأميركي الصديق بضحايا إعصار هارفي الذي ضرب ولاية تكساس الأميركية وبالغ التأثر لما نتج عنه من خسائر بشرية وتدمير كبير للمرافق العامة والممتلكات ونجدد هنا وقوفنا مع الأصدقاء في الولايات المتحدة الأميركية إزاء ذلك كما ندعو الله أن يجنب المدن أية أعاصير أخرى.لقد أجرينا مباحثات معمقة وشاملة عكست عمق علاقاتنا الثنائية والتاريخية والمتطورة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية بما يحقق المنافع المتبادلة لبلدينا وشعبينا الصديقين وأشيد هنا بما لمسناه من التزام الولايات المتحدة بأمن دولة الكويت.وفي إطار هذه العلاقات فإننا نستذكر بكل التقدير والعرفان الدور البارز والمشرف للولايات المتحدة الأميركية عندما تولت باقتدار قيادة التحالف الدولي الذي حرر بلادي من براثن الغزو العراقي الغاشم وأعاد لها حريتها وستظل هذه الذكرى ماثلة وإلى الأبد في وجدان أبناء الشعب الكويتي.وانطلاقا من العلاقات الإستراتيجية بين بلدينا فقد ناقشنا الوضع في المنطقة وفي مقدمة ذلك الخلاف المؤسف بين الأشقاء في الخليج وجهودنا لتطويقه وما حظينا به من دعم دولي لهذه الجهود كما ناقشنا جهودنا المشتركة وبالتعاون مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله وأود أن أشيد في هذا الصدد بالدور البارز الذي تقوم به الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب ولاسيما ما تحقق أخيراً من انتصارات عليه.كما تطرقنا إلى الوضع في العراق وإلى الأوضاع المأساوية في كل من سورية واليمن وليبيا وأكدنا على ضرورة وضع حد للاقتتال الدائر هناك عبر الحوار بين الأطراف المتنازعة وأكدنا على ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين الذي يمثل استمرار تلك الصراعات تهديدا مباشرا لهما ولقد أكدت على الرئيس ضرورة التحرك الدولي بشكل فعال لوضع حد لمعاناة المسلمين في ميانمار.وحول القضية الفلسطينية فقد أشدنا بجهود الولايات المتحدة التي قامت بها أخيراً لتحريك عملية السلام وأكدنا على ضرورة تضافر الجهود وصولا إلى حل شامل ودائم لهذه القضية على أساس حل الدولتين ووفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.مرة أخرى أشكر فخامة الرئيس على دعوته الكريمة لنا وعلى كرم الضيافة متطلعين إلى الالتقاء بفخامته في دولة الكويت لمواصلة مساعينا في توطيد علاقاتنا وشراكتنا الإستراتيجية بما يعود بالمصلحة على بلدينا وشعبينا الصديقين.وفي سياق الزيارة، تفضل سمو الأمير باستقبال أهالي أعضاء سفارة الكويت لدى الولايات المتحدة الأميركية وأهالي أعضاء المكاتب الكويتية العاملة في واشنطن والمدن الأميركية.