إذا كنت ممن يمارسون لعبة رياضية بدنية - سواء على سبيل الاحتراف أو الهواية أو غير ذلك - فعليك أن تحترس جيداً من مخاطر الأمراض والمشاكل الجلدية التي تقترن بمعظم تلك الألعاب، لا سيما تلك التي تتطلب اختلاطا واحتكاكا مع لاعبين آخرين، والتي تستدعي حركات معينة تشكل ضغطا حادا على جلدك، والتي تفرض عليك أن يلامس جلدك مواد معينة تُسبّب تهيجات أو تحسسات جلدية.وعليك ألا تستهين بالأمر إذا لاحظت ظهور أي مشكلة جلدية بالتزامن مع ممارستك رياضة بدنية، حتى وإن بدت مشكلة طفيفة، ولأن أي مرض كفيل بتنغيص أي متعة، ورغم أهمية وفوائد ممارسة الألعاب الرياضية بشتى أشكالها، فمن المهم، في الوقت ذاته، أن نحذر من أن هناك مخاطر جلدية كثيرة كامنة بين ثنايا تلك الألعاب، وهي المخاطر التي يمكننا أن نصفها بأنها «متاعب في الملاعب».التقرير التالي يسلط ضوءاً تعريفياً على تلك المخاطر التي تهدد جلود الرياضيين أكثر من غيرهم...فطريات «قدم الرياضي»«قدم الرياضي» هو مصطلح طبي يشير إلى مرض فطري يصيب جلد القدم تحديدا. ويتعرض الرياضيون أكثر من غيرهم للإصابة بهذا المرض لأن أقدامهم تكون عُرضة أكثر من غيرهم لارتفاع درجة حرارتها وزيادة رطوبتها بسبب ارتداء الأحذية الرياضية لفترات طويلة نسبيا أثاء التدريب والمسابقات الرياضية.وغالباً ما يكون مكان الإصابة بين أصابع القدم، خصوصاً بين الإصبعين الخارجيين الرابع والخامس.وفطريات «قدم الرياضي» مُعدية على نحو كبير، ويمكن أن تنتقل بسرعة وسهولة إلى الآخرين إذا مشى المصاب حافيَ القدمين على أرض حوض السباحة، أو على أرضيات غرف تغيير الملابس، أو تشارك استعمال المناشف أو الأحذية الرياضية مع آخرين. ويمكن أن تنتشر الإصابة أيضاً إلى أجزاء أخرى من الجسم، كجلد أظافر اليدين.ويتسبب هذا المرض الجلدي في إحداث حكة في الجلد المصاب مع ألم وانتفاخ والتهابات. وغالباً ما يتطلب العلاج استخدام مضادات حيوية.تغلُّظ الجلد (الكالّو)ينشأ تغلّظ الجلد (الكالو) بسبب تعرُّض الجلد لضغط ثقيل ومتكرر خلال ممارسة نشاط رياضي أو عمل شاق. لذا فإن هذه المشكلة الجلدية تصيب بشكل خاص وتصيب ممارسي رياضة التجذيف ولاعبي التنس.والـ «كالّو» هو عبارة عن نشوء نسيج أو بروز لحمي صلب يتكون من خلايا جلدية ولحمية ميتة وقاسية تتراكم على سطح الجلد، وتظهر مع الضغط الناتج عن الجلد والعظام.ولا ينتقل هذا المرض عن طريق العدوى، وقد يبدو على شكل بثور سطحية إلا أنها عادة تكون على شكل قمع عميق في الجلد يحدث ألما مزعجا إذا تعرض للضغط عليه.ومن أبرز أسباب ظهور «الكالّو»: انتعال أحذية ضيقة أو ذات كعب عالي أو ذات تكوين قاسي وغير طرية، والسير حافيا لفترات طويلة على أرض صلبة، وعدم ارتداء جوارب عند انتعال الأحذية، والإصابة بأمراض العظام أو الروماتيزم أو السكري.ومن طرق العلاج: مغاطس الماء دافئ مع صابون للقدمين وفركهما لتنشيط الدورة الدموية فيهما، والإكثار من تناول الأغذية الغنية بفيتامين B2.التهاب الجلد التلامُسيالالتهاب الجلدي التلامُسي أو (اكزيما التلامُس) هو مصطلح يطلق على التهيّج الجلدي الذي ينتج عن ملامسة الجلد لمسببات حساسية، وهو يظهر في بداياته على شكل إلتهاب جلدي على الرقبة والجذع والأطراف.وفي عالم السباحة، يكون سبب هذا الالتهاب الجلدي التلامُسي هو نوع من الحساسية تنشأ عند تلامس جلد الغواص مع مُركّبات كيماوية معينة توجد في المطاط التخليقي (الاصطناعي) الذي تصنع منه بدلة الغطس.وتبدأ الأعراض في شكل إحمرار وتهيج يحتاج إلى أيام أو أسابيع قبل أن تنحسر أعراضه.كما أنه من الممكن أن يصاب السبّاح بحساسية جلدية تلامسية بسبب نظارات السباحة، وهي الحساسية التي تكون على شكل إحمرار يظهر بوضوح حول العينين. ويعود السبب في ذلك الالتهاب الجلدي إلى مكونات معينة توجد في المطاط الاصطناعي الذي يستخدم عادة في صنع الحواف العازلة السوداء الخاصة بتلك النظارات.ثآليل أَخْمَص القدمثؤلول أَخْمَص القدم هو ورم جلدي حميد يسببه فيروس الورم الحليمي البشري، وهو مؤلم بسبب وجوده في مكان الضّغط خلال المشي. وهو ينتقل بالعدوى عبر الأقدام العارية، وبخاصّة عند المشي حافي القدمين على جوانب حوض سباحة عمومي أو على منصات القفز في أحواض السباحة.جفاف جلد السبّاحينجفاف الجلد هو أخف درجة من درجات الإكزيما الجلدية. فعندما يبدأ جفاف الجلد، تبدأ معه الحكة والهرش. ويعود السبب في ذلك إلى أن هناك طبقة من الدهون يفرزها الجلد طبيعيا على البشرة الخارجية لتحافظ على رطوبته وطراوته.ولأن كثرة تعرُّض السبّاحين للمياه أثناء السباحة يتسبب في تبديد تلك الدهون سريعا، فإن النتيجة تكون جفاف الجلد وبدء المشاكل.ويمكن معالجة هذا الأمر من خلال التخلي عن عادة الاستحمام الفوري الطويل بعد السباحة، والاستعاضة عنها باغتسال سريع ومن ثم دهن كامل الجسم بمرهم زيتي بعد تجفيف الجسم بلطف بمنشفة. كما يمكن الحد من جفاف الجلد بدهن الجسم بطبقة رقيقة من الفازلين قبل بدء السباحة.الطفح الجلدي...والسباحة في البحرينتشر هذا الطفح الجلدي بشكل خاص بين السبّاحين في ماء البحر المالح، ويكون في شكل أرتيكاريا تحسسية على أجزاء الجسم المكسوة بملابس السباحة. ويعود سببه إلى يرقات طفيلية توجد في البحر وتهاجم الجلد. وتبدأ أعراض الطفح في الظهور على بدن السبّاح بأن يشعر بلسع يعقبه ظهور طفح على هيئة بثور صغيرة قد تستمر من 3 إلى 7 أيام وقد تمتد في بعض الأحيان حتى 6 أسابيع.لكن الخبر السار هو أن معظم المصابين يستجيبون للعلاج بمضادات الهيستامين وبالكورتيكورسيترويدات الموضعية.التهاب بصيلات الشعريحصل التهاب بصيلات الشعر بسبب السباحة لفترات طويلة في المغاطس الساخنة وأحواض السباحة العمومية الدافئة نسبيا.والمسبب الرئيسي لذلك النوع من الالتهاب الجلدي هو نوع من البكتيريا يعرف باسم «الزائفة الزنجارية». وتبدأ أعراض هذه الحالة بتهيج مفاجئ في نقاط متفرقة من الجلد، لا سيما التي ينبت فيها شعر. ويصيب هذا الطفح معظم أجزاء الجلد التي يغمرها الماء خلال السباحة، بما في ذلك الجذع والإبطين والأرداف.الإرتيكاريا المائية... نادرة الحدوثإذا كان هناك شخص مصاب بالإرتيكاريا المائية، فإنه محكوم عليه بألا يمارس رياضة السباحة!فالإرتيكاريا المائية هي أحد انواع الإرتيكاريا الحرارية المتمركزة، وهى شكل نادر جدا من أشكال الإرتيكاريا الفيزيائية، ويطلق عليها فى بعض الأحيان إسم «الحساسية ضد الماء» وذلك على الرغم من كونها تختلف عن جميع أنواع الحساسية بكونها ليست مرتبطة بإطلاق مادة الهيستامين، لكنها فقط شكل من أشكال الحساسية المفرطة ضد الأيونات الموجودة فى الماء غير المقطر.الحروق الشمسيةالحروق الشمسية أو لفح الشمس، هي مشكلة جلدية عادة ما تصيب الرياضيين الذين تتطلب لعبتهم أن يتعرضوا لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة نسبيا، لا سيما لاعبي رياضات البيسبول والتجذيف والغولف والكرة الطائرة الشاطئية.وتحدث الحروق الشمسية بسبب تأثير موجات طيفية معينة تأتي مع اشعة الشمس وتصيب أنسجة الجلد بالضرر، وأخطر تلك الموجات الطيفية هي الأشعة فوق البنفسجية التي تتسبب في التهاب واحمرار بالجلد.وهذا الالتهاب هو رد فعل عكسي من جانب جهاز مناعة الجسم ضد خلايا الجلد والشعيرات الدموية التي تتلف بسب الحروق الشمسية. وإسعافيا، يمكن معالجة الحروق الشمسية بكمادات موضعية باردة على الجلد المصاب ثم تناول جرعة مناسبة من الأسبرين أو الأسيتامينوفين لتخفيف الشعور بالضيق والالتهاب. لكن يستحسن لمن تقل أعمارهم عن 18 عاماً ألا يتناولوا أسبرين.لكن من الأفضل تطبيق قاعدة «الوقاية خير من العلاج» إزاء الحروق الشمسية.
- طب
أمراض الرياضيين الجلديّة... متاعب في الملاعب!
01:32 ص