أعلن المشاركون في ندوة «النكبة وحق العودة» رفضهم «أي محاولة للتطبيع السياسي والثقافي والتجاري مع الكيان الصهيوني» معتبرين ان «تحرير فلسطين هو الطريق نحو تحرير الشعوب العربية ونهضتها». وأكدوا خلال الندوة التي أقيمت مساء أول من أمس، في ديوان عبدالله النيباري بمنطقة كيفان أن «الكيان الصهيوني الغاصب يسعى لتصفية قضية اللاجئين، والقضاء على الهوية الجماعية للشعب الفلسطيني». وشددوا على أهمية «دعم الشعب الفلسطيني في مسيرة كفاحه لنيل حقوقه العادلة» داعين الشعوب العربية إلى استذكار القضية الفلسطينية ودعمها كونها القضية الأولى لكل العرب.وقال ممثل التيار التقدمي عبدالعزيز السوباط، «قبل أيام حلّت الذكرى التاسعة والستون لأكبر جريمة عرفتها البشرية عندما قامت الحركة الصهيونية بتواطؤ كامل مع الانتداب البريطاني والامبريالية العالمية باغتصاب فلسطين وتشريد شعبها وحولتهم إلى لاجئين أصبحوا الشاهد الحي على تلك الجريمة الكبرى بحق الإنسانية، التي ما زالت آثارها متواصلة حتى يومنا هذا».وأضاف السوباط انه «منذ ذلك الحين سعت الحركة الصهيونية؛ وهي حركة عنصرية رجعية عدوانية وتوسعية، ممثلةً بالكيان الصهيوني الغاصب إلى تصفية قضية اللاجئين، والقضاء على الهوية الجماعية للشعب الفلسطيني، وتمزيق وحدته السياسية في محاولة بائسة للقضاء على تطلعاته المشروعة في استعادة حقوقه الوطنية في الحرية والعودة والاستقلال» مشيراً إلى أنّ «الشعب العربي الفلسطيني بالرغم من شراسة العدوان بقي صامداً بكل شموخ وإصرار على خوض مسيرته الكفاحية ولم يتوان عن تقديم التضحيات الجسام في سبيل نيل حقوقه العادلة»وذكر ان «تحويل الذكرى التاسعة والستين إلى محطة من محطات شعبنا الفلسطيني النضالية يتطلب من القوى الوطنية الفلسطينية وكذلك القوى الوطنية والديموقراطية العربية العمل على طي صفحة أوسلو واتفاقاته المذلة، بما فيها سحب الاعتراف بالكيان الصهيوني، والعودة إلى العمل بالبرنامج الوطني الفلسطيني الموحَّد والموحِّد، برنامج العودة وتقرير المصير والاستقلال والسيادة».وتابع «لابد من إنهاء الانقسام التدميري بين حركتي فتح وحماس، واستعادة الوحدة الداخلية ومقاطعة اقتصاد الكيان الصهيوني بالاضافة إلى طي صفحة المفاوضات الثنائية وطي صفحة الرهان على الدور الأميركي، والعمل على تدويل القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية أمام المحافل الدولية كمجلس الأمن والجمعية العامة ومحكمة الجنايات الدولية وغيرها».من جانبه، استذكر رئيس المكتب الثقافي في المنبر الديموقراطي مشاري الإبراهيم، اضراب السجناء المعتقلين في سجون الاحتلال، مبيناً انهم«دخلوا يومهم 35 وهم مضروبون عن الطعام ولابد من التضامن معهم وتسليط الأضواء على القضية الفلسطينية». وأشار الابراهيم إلى أن «الذكرى 69 على النكبة شاهدة على صمود الفلسطينيين»، مؤكداً رفضه «أي محاولة للتطبيع السياسي والثقافي والتجاري مع الكيان الصهيوني». وبين ان «تحرير فلسطين لن يتحقق دون تحرير الشعوب العربية ونهضتها»، داعيا جميع التيارات السياسية وجمعيات المجتمع المدني الى استذكار القضية الفلسطينية وجعلها أهم القضايا التي تتبناها.بدوره، رأى أمين سر الهيئة العامة للمؤتمر الشعبي الفلسطيني في الخارج محمد الأنصاري، ان هناك مخططا لحصر القضية الفلسطينية في حدود وأجزاء معينة، محذراً من «تحول القضية الفلسطينية إلى صراع أشخاص وفصائل وذلك بعد انهاء أي دور خارج فلسطين وحصر كل الأدوار داخل الضفة الغرببة وغزة». وأضاف الأنصاري، أن«القضية الفلسطسنية ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، والنكبة ليست نكبة الفلسطينيين وحدهم بل نكبة لكل العرب»، لافتا إلى أنه «لن يكون هناك سلام خاصة وأن الكيان الصهيوني لن يقدم السلام وهو له أطماع في كل بلد».من جانبه، قال ممثل قائمة الوسط الديموقراطي بجامعة الخليج حمد الخضري أن «قرابة 7 عقود مرت على ذكرى النكبة فشل العرب في هزيمة الاحتلال الصهيوني واستعادة فلسطين في حرب 1948، أو ما تسمى (النكبة)، هذه الطامة الكبرى زادت من ألم الشعب العربي عموماً والفلسطيني خصوصاً».ودعا شباب الأمة الى التعاضد والتكاتف في سبيل تحقيق الهدف العربي الوطني الخالد والحي في صدورنا.وتابع ان «القضية الفلسطينية يجب ان تكون القضية الأولى في أرواح الشباب وأفكارهم وأصبح لزاماً علينا اليوم ان تحتل هذه القضية مرتبة الأولوية في اجندات التيارات السياسية الكويتية والعربية». ودعا جميع الفصائل المقاتلة في فلسطين إلى إعادة ترتيب الصفوف وتوحيدها لتقديم المصلحة العربية والوطنية العامة فوق كل اعتبار.