الدوحة - قنا، كونا - أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن عمليات تهجير مسيحيي العراق «غيّرت من الطبيعة التعددية لمجتمعات عربية عريقة، ومست بغناها الحضاري»، مشدداً على ضرورة «بذل المزيد من الجهود لإيجاد الحلول الجذرية العادلة المستدامة للنزاعات المولّدة للاجئين وتخفيف معاناتهم في الوقت ذاته».جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية لأمير قطر بمنتدى الدوحة السابع عشر الذي انطلق، أمس، في العاصمة القطرية، تحت عنوان «التنمية والاستقرار وقضايا اللاجئين». ويشارك في المنتدى الذي يستمر يومين نحو 600 شخصية من مختلف دول العالم، بينهم قادة ورؤساء حكومات ووزراء خارجية ورجال اقتصاد واستثمار.وتمثل سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، في المنتدى، وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية هند الصبيح.وقال الأمير تميم في كلمته، «ما زالت الحرب التي تشن على الشعب السوري تعمل فيه تدميرا وتشريداً»، مشيراً إلى أنه «وفقاً للاحصائيات الدولية بلغ عدد اللاجئين السوريين خمسة ملايين لاجئ منذ بداية الازمة، عدا ما يقارب ضعف هذا العدد من المهجرين داخل سورية نفسها». واعتبر أن «النظام السوري قرر تشريد شعبه وتغيير بنيته الديموغرافية بدلاً من تغيير نفسه»، مضيفاً ان الشعب السوري لجأ الى مناطق ودول اخرى لحماية أبنائه من قصف طائرات النظام العشوائي والعقوبات الجماعية وعمليات الانتقام التي ترتكبها قواته والميليشيات المتحالفة معها، ومن السلوكيات القمعية لبعض الحركات المتطرفة التي فرضت نفسها على ثورة الشعب السوري العادلة بمطالبها المشروعة.وقال أمير قطر «ليست مشكلة اللاجئين التي أتحدث عنها ناجمة عن الفقر وضيق سبل العيش، وإنما هي نتاج الاضطهاد والقمع وغياب العدالة وممارسات عنصرية تقوم بها ميليشيات طائفية خارجة عن سلطة القانون والشرعية أو بسبب تدخلات قوى خارجية تحاول ان تفرض سيطرتها وتبسط نفوذها وجرائم جماعات ارهابية».وإذ أكد أن دولة قطر بذلت وما زالت تبذل كل ما في وسعها للمساهمة مع المجتمع الدولي في تقديم جميع اشكال الدعم للاجئين من خلال المساعدات الانسانية والاغاثية، شدد الأمير تميم على أن مآسي اللاجئين تضاعف مسؤولية المجتمع الدولي، وذلك يفرض بذل المزيد من الجهود لايجاد الحلول الجذرية العادلة والمستدامة لهذه النزاعات المولدة للاجئين وتخفيف معاناتهم في الوقت ذاته.وأعرب عن أسفه الشديد حيال «عمليات تهجير المسيحيين العراقيين ليس فقط بسبب المعاناة والمآسي التي تعقب التهجير، فقد كان ضحيته المسلمون أيضاً، وبالملايين، بل لأنها غيرت من الطبيعة التعددية لمجتمعات عربية عريقة، ومست بغناها الحضاري».من جهتها، أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية هند الصبيح اهتمام الكويت بالتنمية المستدامة وحرصها على تطبيق بنودها الـ17 التي وقّعت عليها معظم دول العالم ومنها الكويت في الأمم المتحدة العام 2015.وقالت الصبيح، لوكالة الانباء الكويتية على هامش مشاركتها في المنتدى، إن الكويت وضعت البنود الخاصة بالتنمية المستدامة ضمن خططها الانمائية وركزت عليها في رؤيتها بعيدة المدى المعروفة برؤية الكويت (2035). واضافت ان الكويت تؤكد وتحرص على دعم اللاجئين، بتوجيهات من سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد، مشيرة الى حرص الجمعيات الخيرية على زيادة نشاطها ودعمها الموجه للاجئين. واضافت ان كل الكلمات التي القيت في الجلسة الافتتاحية للمنتدى العالمي تمحورت حول اهمية تطبيق البنود الـ17 المعنية بالتنمية المستدامة، التي تشمل جميع مجالات الحياة والتي وقع عليها رؤساء الدول خلال اجتماعات خاصة في الامم المتحدة العام 2015.وقالت الصبيح إن اهمية المنتدى تكمن في انه يناقش قضية محورية وهي قضية اللاجئين وما يرتبط بها من مجالات انسانية وسياسية وحقوقية واجتماعية وتاثيرها بصورة خاصة على الدول الحاضنة لهم وبصورة عامة على جميع دول العالم.وعن تأثير التقلبات الاقتصادية على اللاجئين، قالت الصبيح إن احد محاور المنتدى مخصص لهذا الجانب وسيناقش كيفية مد العون للاجئين، مشددة على حرص الكويت على استمرار تقديم المساعدات للاجئين وبخاصة مع قرب شهر رمضان المبارك.