اجتماع مجلس الجامعة قبل أيام، لم يضف للكويت سوى مزيد من النمطية والأسلوب التقليدي في تثبيت الفشل والارتماء بحضن الكسل والإبقاء على هيمنة السياسة في قِبال المهنية والموضوعية والهدف الأكاديمي والعلمي من وراء وجود صرح أكاديمي ضخم بحجم جامعة الكويت.أقول هذا الكلام لأن مجلس الجامعة وبعد اجتماع زاد على الخمس ساعات، توصل إلى قبول 6350 طالباً مع إيمانه الراسخ وقناعته التي لا تقبل الشك، بأن إمكانيات الجامعة بالكاد تستطيع أن تتحمل 4000 طالب. المشكلة أن مجلس الجامعة على علم بأن الإدارة الحكومية ووزارة المالية لا يتعاملان مع الجامعة باحترام ولا بإنصاف، ومع ذلك يرضخ المجلس للضغوطات السياسية على حساب مهنية الجامعة وسمعتها الأكاديمية في المحافل الدولية.فالجامعة اليوم وحينما تقبل عدداً يفوق طاقتها الاستيعابية تختلف تماماً عن حالها وقت قبولها لأكبر من طاقتها قبل سنوات عدة بما في ذلك، السنة الماضية. تظل تلك السنوات الماضية تختلف كُليّا عمَّا تعيشه الجامعة اليوم. فالجامعة اليوم يجب أن تكون أكثر حزماً وتتعصب لموقفها الأكاديمي والعلمي انطلاقاً من تجاربها السيئة السابقة مع تلك الأعداد الكبيرة التي قصمت ظهر منشآتها وإمكانياتها.مضافاً لذلك الجامعة اليوم وكما قُلنا، تختلف عن السابق لأنها تعيش في ظل تقشف وزارة المالية بحجة ترشيد ميزانيتها، وهذا يجب أن يدفعها لتكون أكثر حرصاً في هذا الجانب. فكيف ستفي بزيادة الأعداد من دون ميزانية لسد تكاليف توظيف أو فتح شعب إضافية لاستيعاب الأعداد الكبيرة؟ وأيضا الجامعة تقع على عاتقها المسؤولية الأخلاقية والأدبية تجاه كوادرها التعليمية في ما يتعلق بالتهديدات المتكررة بسحب المنشآت الجديدة في الضجيج وتسليمها للجامعات الخاصة كما يُشاع.فكيف تقبل الإدارة الجامعية في ظل هذه الضغوطات أن تُعرض صورتها الأكاديمية والعلمية أمام المؤسسات البحثية الدولية بهذا الشكل وترضخ للمساومات السياسية، فهذا عيب وخلاف للأمانة العلمية، لكن بالنهاية الجامعة يُنظر لها كأي مؤسسة حكومية أخرى، وُجدت لتخدم ألاعيب سياسيين.hasabba@