أقامت رابطة الأدباء الكويتيين في مسرح الشيخة سعاد الصباح ضمن موسمها الثقافي محاضرة حول «فن كتابة قصص الأطفال» حاضرت فيها الكاتبة كاملة العيدان وأدارها الكاتب عبدالعزيز مال الله.وتطرقت العياد في ورقتها البحثية إلى كل ما يتعلق بالتقنيات التي تخص كتابة قصص الأطفال، وما يجب توافره في المؤلف والأعمار المستهدفة، وغير ذلك من الرؤى التي أوجزتها العياد، بطريقة سهلة وقابلة للتطبيق خصوصا لمؤلفي قصص الأطفال من الشباب.وأكدت العياد في سياق المحاضرة أن القصص تشبع حاجات الأطفال، وتفيد من النواحي التربوية والتعليمة، وتساهم في تنمية قدراتهم وصقل مواهبهم، وتنمية مداركهم... ومن ثم أشارت إلى المراحل العمرية التي يجب معرفتها لكتاب قصص الأطفال، كي يتسنى له الاستهداف والتوجيه، فالطفل من 3 إلى 5 سنين يتميز بالواقعية والالتصاق بوالديه بأكثر وبالبيئة، ولعب الإيهام بأن يمتطي عصا على اعتبار أنه حصان، فهي مرحلة الخيال المنطلق.ومن سن 6 إلى 8 سنوات ينمو الخيال ليصل إلى مرحلة البطولة، ومن سن 9 إلى 12 سنة يعتز الطفال بالأبطال ويندمج مع المغامرات، ثم مرحلة 12 سنة إلى ما قبل 18 سنة تنمو عواطف الطفل ويتبلور ذكاؤه وقد يكتب الطفل في هذه المرحلة انطباعات وخواطر.ثم حددت العياد القصص التي ينجذب إليها الأطفال ومنها التاريخية والعلمية والدينية والسير الشعبية والفكاهة والبطولات والمغامرات والساحرات.وحذرت العياد من خطورة القصص الفكاهية التي لا تحمل مضمونا وتكتفي فقط بالفكاهة والتسلية، موضحة أنهم أجروا دراسة ميدانية في مراقبة ثقافة الطفل حينما كانت مسؤولة عليها حول قصص جحا، ووجدوا أن الأطفال لم يستفيدوا من معظم القصص واكتشفوا أنهم ضحكوا وتسلوا فقط، بل ان بعضهم تحدث عن أمور سلبية في القصص.وقالت: «هناك شيء من الحذر في كتابة القصة الفكاهية للأطفال... خصوصا أن البعض يرى أن قصص جحا من التراث يجب عدم الاقتراب من سياقاتها».كما تحدثت العياد عن عناصر التي يجب توافرها في قصة الطفل ومنها الفكرة التي يجب أن تكون متميزة، ثم الحبكة وهي سلسلة الأحداث المتشابكة وهي تجيب عن سؤال «عن ماذا»، وكلما استمر الطفل في طرح هذا السؤال كلما أدت القصة دورها المطلوب.فيما أشارت المحاضرة إلى أساليب كتابة القصة وهي الطريقة المباشرة والسرد الذاتي على لسان إحدى الشخصيات، وطريقة الوثائق. وتحدثت العياد عن المتطلبات الأساسية عند الكتابة للطفل والتي من أهمها وجود الموهبة والاطلاع على أدب الطفل العالمي والاتجاهات الحديثة فيه، ثم دراسة سيكولوجية وخصائص الأطفال، واستخدام مستوى لغوي مناسب لكل فئة عمرية، ومعرفة أهداف المجتمع ومتطلباته، بحيث لا تتعارض القصص مع قيمه وثوابته، واستلهام التراث وتوظيفه في أعمال مبدعة، وقراءة فن القصة قراءة وافية قبل الشروع في الكتابة، والمران والتدريب على الكتابة.وأشارت العياد إلى الطرق التي يمكن من خلالها كتابة القصة للأطفال وذلك بمراعاة أن لكل فئة عمرية معجمها الخاص وألفاظها المستخدمة، والبناء القصصي، ومن ثم فهم واقع الطفل.كما يجب أن يحدد أهداف الكتابة والتي تشمل الترفيه او السلوك، أو الثقافة أو قد يجمع في قصة واحدة أكثر من هدف.وتطرقت العياد إلى تجاربها في كتابة القصة القصيرة للطفل، موضحة أنه عند البدء في كتابة القصص ينتابها إحساس بالكتابة، مما يجعل الفكرة تتبلور في ذهنها، متحدثا عن تجربتها في نادي «الكتاكيت» وكتابتها لقصة تتحدث عن مسؤولية الأطفال تجاه الوطن، وقصص «نصائح أمي»، وقصة «بيت جدي»، وهي القصة التي أرادت فيها العياد تعزيز التواصل بين الأحفاد وأجدادهم، وقصة «من إبداعات دانة»، والتي تسلط الضوء على إبداعات الأطفال، وقصة «الحلزونة الذكية»، والتي استشرفت فكرتها من جسر في جمهورية سلوفاكيا كان به عدد كبير من الحلزونات، وكان بعضها يتعرض للدس تحت أقدام المارة، فتخيلت حلزونة ذكية عقد صفقة مع البشر للنجاة من الموت اليومي.وتحدثت المحاضرة عن قصة «حوار مع صديقي»، والتي تعالج مسألة الغيرة من خلال طفل الغيور وكمبيوتره، ليصل إلى قناعات تجعله مرتاح البال، بعد حصوله على الإجابة على تساؤلاته، واختتمت العياد محاضرتها بتأكيد حرصها على أن تعبر قصص الأطفال عن قيمنا الإسلامية، ونشر المحبة والسلام في نفوس النشء.ثم بدأت مداخلات الحضور وأسئلتهم كي ليتحدث الأمين العام لرابطة الأدباء الباحث طلال الرميضي عن أسلوب العياد الجميل، وما تضمنته محاضرتها من شواهد، وأوضح الشاعر الدكتور خليفة الوقيان بأنه تعرف على كتابات العياد عندما كانت طالبة وتضمن بحثها في الجامعة متماسكا بدرجة لافتة للنظر، ومن ثم التقى بها في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وكانت قيادية متميزة، كما تحدث خالد الطراح عن دور العياد في المقاومة الكويتية أيام الغزو الصدامي الغاشم، ومساهماتها في هذا العمل الوطني الخالد.