عندما دأب خلال العام 2013 على «تطيير» أسراب تغريداته «التويترية» التي حملت شتائم وانتقادات لاذعة ضد رئيسه (آنذاك) باراك أوباما في ما يتعلق بسياساته إزاء التدخل في الصراع السوري، لم يكن الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب يدرك أنه كان يكتب بيديه ما سيتم استخدامه لاحقاً كـ«ذخيرة» لشن غارة مضادة عليه.فما إن أعلن ترامب فجر أمس عن أنه تم بناء على أوامره شن ضربات صاروخية أميركية ضد مطار عسكري سوري، حتى هاجمه خصومه وعدد غير قليل من أنصاره السياسيين بـ«غارة مضادة» قوامها سرب «طيور تويترية» كان هو بنفسه من فقس بيضها وأطلقها في عنان الفضاء الالكتروني لتغرد ضد سلفه باراك أوباما.وكان ترامب قد دأب، خلال النصف الثاني تحديدا من العام 2013، على تدوين وبث تغريدات جاءت جميعها مشحونة بشتائم وانتقادات لاذعة ضد سياسات أوباما إزاء التدخل في الصراع السوري.ولأن ترامب كان قد أكد في جميع تغريداته تلك معارضته الشديدة لأي تدخل عسكري أميركي في سورية واشتراطه «موافقة الكونغرس» عليه، فإن إقدامه أمس على تنفيذ ضربة صاروخية إلى النظام السوري من دون «الرجوع إلى الكونغرس» أدى لاستدعاء تلك التغريدات من مخازن الماضي لتكون بمثابة «غارة سياسية مضادة».ومن باب التوثيق، رصدت «الراي» في ما يلي تسلسلاً زمنياً ونصيا لتلك التغريدات التي أغار بها ترامب على أوباما... فارتدت عليه الآن:• بتاريخ 16 يونيو 2013: (بحق الجحيم، ينبغي أن نبقى خارج الصراع السوري، فـ«الثوار» سيئون بنفس درجة سوء النظام الحاكم الحالي. ماذا سنجني في مقابل أرواح جنودنا وملياراتنا؟ لا شيء).• بتاريخ 29 أغسطس 2013: (ما الذي سنحصل عليه في مقابل قصف سورية سوى مزيد من الديون إلى جانب التورط في صراع طويل الأمد؟ يجب على أوباما أن يحصل على موافقة الكونغرس).• بتاريخ 31 أغسطس 2013: (ما أسوأ المنظر الذي جعلنا «قائدنا» نبدو عليه في ما يتعلق بسورية. فلنبق بعيدا عن الصراع السوري، فنحن لا نملك القيادة كي نكسب الحروب أو حتى أن نخطط استراتيجيا).• بتاريخ 31 أغسطس 2013: (يجب أن يحصل الرئيس على موافقة الكونغرس قبل أن يهاجم سورية – ستكون غلطة كبيرة إذا لم يفعل!).• بتاريخ 5 سبتمبر 2013/الساعة2:13 مساء: (السبب الوحيد الذي يجعل الرئيس أوباما يرغب في أن يهاجم سورية هو أنه يريد أن ينقذ ماء وجهه إزاء تصريحه الأخرق جدا بخصوص «الخط الأحمر». لا تهاجم سورية، وركز على إصلاح أميركا).• بتاريخ 5 سبتمبر 2013/الساعة4:20 مساء: (مرة ثانية، إلى قائدنا الأحمق جداً، لا تهاجم سورية – إذا فعلت ذلك فستحصل أشياء سيئة كثيرة، ولن تحصل الولايات المتحدة على أي شيء من هذا الانخراط).• بتاريخ 7 سبتمبر 2013: (أيها الرئيس أوباما، لا تهاجم سورية. لا توجد ميزة هنالك بينما توجد هائلة. عليك أن تدخر «بارودك» ليوم آخر أكثر أهمية).• بتاريخ 9 سبتمبر 2013: (لا تهاجم سورية – فمثل هذا الهجوم لن يجلب سوى المتاعب إلى الولايات المتحدة. ركزوا على جعل دولتنا قوة وعظيمة مرة أخرى).
خارجيات
شنها خصومه وأنصاره على حد السواء
«غارة مضادة» على ترامب بتغريداته السابقة
09:49 م