|كتب المحرر الثقافي|
تسعى لغة الفنان التشكيلي التونسي نجا المهداوي، لأن تكون متوهجة بالحيوية من خلال أسلوب تجريدي، اتخذ من زخرفة الحروف والكلمات العربية معنى ودلالة.
وان استخلاص التجربة من خلال ما تمنحه الحروف والجمل والخطوط العربية، أصبح من السمات التي تغلب على تقنية المهداوي، وذلك بفضل ما يتمتع به من قدرة على استشراف ملامح جديدة لعوالم فنية ذات علاقة بجماليات المضامين والأشكال في آن.
وباشراف السفير التونسي افتتح في دار الفنون، مساء الأربعاء الماضي المعرض التشكيلي الشخصي للفنان التونسي نجا المهداوي، برعاية الشركة الوطنية للاتصالات.
وقدم المهداوي في معرض لوحات فنية جمع فيها بين التشكيل والخط العربي، بأسلوب حسي متواصل مع العديد من المضامين الجمالية.
والمهداوي خلال لوحاته الفنية، اندفع بقوة كي يؤكد على قيمة الخط العربي في ابراز جوانب فنية للوحة، ومن ثم فإن أيقونة الفنان اتجهت في مسارات عدة كان اللافت فيها التراكمات اللونية، وكذلك الخطية، تلك التي بدت متوهجة بالحيوية، ومتحركة في أكثر من اتجاه.
والمهداوي المولود في تونس عام 1937 استطاع أن يؤسس لمنهجه التشكيلي لغة خاصة، ذات طابع تجريدي خطي، وبالتالي فإنه يعد من الفنانين العرب الرائدين في هذا المجال، كما انه طاف بلوحاته في العديد من دول العالم مشاركا ومقيما معارض شخصية، وعزز من تجربة المهداوي اسهامه في تأسيس جماعة فنية عام 1967 اهتمت في الأساس بتشكيل الحروف العربية، مع نخبة من التشكيليين، وعلى هذا الأساس فإن هذا التوجه الحروفي أوجد للفنان احساسه التشكيلي بالحروف، ومن ثم فإن التجربة تطورت لتصبح الحروف عناصر فنية ملهمة في جسد اللوحة التشكيلية.
واهتم الكثير من النقاد التشكيليين العرب بتجربة المهداوي الثرية بالاضافة إلى حضوره المؤثر على الساحة التشكيلية.
ويقول المهداوي عن تجربته: «في اسلوب عملي واستخدامي للرسوم الغرافيكية للحروف العربية، وبعيدا عن بنية اللغة بالتوليفات الهندسية للفعل ولعلم تركيب الجملة، أعمد إلى هدم القسوة، من خلال الايقاع بالقواعد والقوانين الأكاديمية لفن الخط، وهي قيم لزمن آخر ولنظام معرفي آخر».
ومن الواضح ان المهداوي يستخدم علم الاشارات، دلالة وشرحا من خلال وصفه «تقدم الاشارة فرصة بصرية جديدة لتكوين غرافيكي مادي دلالي موقت»، ان هذه النزعة الفنية تحيلنا إلى العديد من الكشوفات، تلك التي تلمستها لغة المهداوي عبر لوحاته، التي تبحث عن المعنى المتجرد للحروف بعيدا عن معانيها التي تشكلها الجمل.
وتشير أعمال المهداوي إلى تداعيات قريبة من روح الإنسان، رغم ما تتسم بها من تفاوت في الخفوت والتوهج حسب الحالة والتجربة، ومن ثم فقد جاءت الأعمال متواصلة مع رؤى تشكيلية ذات عمق فني خاص.