ضمن مشاركتها في احتفالية «الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية» أقامت الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، أمسية ثقافية عنوانها «ثورة العلم في الطب والفنون»، حاضرت فيها الفنانة التشكيلة الدكتورة زينب دشتي، برعاية وحضور الوكيل المساعد للشؤون القانونية في وزارة الصحة الدكتور محمود العبدالهادي.في بداية الأمسية ألقى رئيس الجمعية الكويتية رئيس اتحاد التشكيليين العرب الفنان عبدالرسول سلمان كلمة، طرح فيها سؤاله: «هل هناك علاقة بين الفن والطب»؟، مجيبا: «نعم... فالعلاقة وثيقة بين الفن والفنان والطب وعلم التشريح»، وقال: «أقيم في العاصمة الاسكتلندية إدنبرة معرض للوحات التشريح الخاصة بالرسام ليوراندو دافنشي في أغسطس من عام 2013 حيث يعود تاريخ اللوحة إلى 500 عام وعرضت إلى جانبها صور طبية معاصرة لإظهار مدى الدقة الخارقة للوحة التي رسمها الفنان الإيطالي والتي توضح التفاصيل الدقيقة لجسم الإنسان».وأضاف سلمان: «هناك أمثلة كثيرة في أعمال دافنشي تجسد ثورة العلوم في الطب والفنون كما في لوحاته: ميدوسا، البشارة، سيدة القوافل، عذراء الصخور، سيدة القرنفل، العشاء الأخير».واستطرد سلمان: «ساهمت الفنون الإسلامية بقوة في خدمة العديدة من العلوم بإنجازات الصورة التوضيحية، للكتب العلمية، وانتاج العديد من الأدوات التي تعتبر نتاجا تطبيقيا لإنجازات تلك العلوم، والثابت أن علوم الطب احتلت المكانة الاولى بين تلك العلوم التي خدمتها الفنون الإسلامية»، وأوضح أن التشكيل لم يعد فنا يمارسه الفنان فحسب بل اعتبر في الآونة الأخيرة علاجا له علاقة بالطب البديل، للكثير من الأمراض النفسية والعصبية التي يتعرض لها الإنسان عبر مراحل حياته، وقال: «يستخدم الرسم في علاج حالات معينة مثل مرض الاكتئاب أو التوتر، حيث ثبت أن لجوء المريض للرسم يساعده على إخراج ما في داخله من توترات وقلق، ويعيده للواقع الذي يرفضه».وأشار العبدالهادي إلى أهمية هذه الأمسية في الاستفادة من الفنون في النواحي الصحية والعلاجية وإعداد الكوادر المتخصصة في هذا المجال، وإضافة اللمسات الفنية والثقافية للسياسات والبرامج الصحية، وقال: «هذه المناسبة تؤكد على الدور الثقافي والثقافي الرائد لدولة الكويت، وتفتح الآفاق للاستفادة من الفنون والثقافة لتحقيق الهدف الذي نسعى جميعا لتحقيقه وهو ضمان تمتع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار، وهذه هو الهدف الثالث من الأهداف العلمية للتنمية المستدامة».وقال العبدالهادي: «إن مبادرة الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية بإقامة هذه الأمسية، تعتبر نموذجا نعتز به، ويجسد على أرض الواقع حرص جمعيات النفع العام والمجتمع المدني على القيام بمسؤولياته للمشاركة في تحقيق الأهداف والغايات العالمية للتنمية المستدامة التي نلتزم جميعا بالعمل على تحقيقها».ثم عُرض فيلم تسجيلي مدته خمس دقائق يتحدث عن علاقة الطب بالفن على مر العصور.وتحدثت الفنانة الدكتورة زينب دشتي عن كتابها الصادر عن الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية ضمن سلسلة فنون معاصرة، لتقول: «من الكهوف إلى الدراسات التشريحية لان سينا وليوناردو دافنشي وأندريه فيزاليس إلى رسم البورتريه والمناظر الطبيعية والتكعيبية والسوريالية إلى الفنون البيولوجية في الوقت الحاضر... فهل عادت رسوم الحياة مرة أخرى؟».وأضافت: «أتذكر الخلايا النباتية والحيوانية من تحت المجهر خلال دراستي لعلوم النباتات والتشريح، صور رائعة لكائنات حية كنت أستطيع أن أرى المئات من مستعمرات البكتريا والفطريات وهي تتكاثر أمامي في صور حية ومن دون توقف... لقد دخلت الفنون في المجال لتوثيق هذه الصور والتجارب المخبرية، والعمليات الجراحية لينطل ال الإبداع غير المحدود... والفنون الطبية هي فنون يغوص فيها الإنسان داخل أعماقه ويستخدم فيها العديد من الأساليب التكنولوجية الحيوية وهي المنطقة التي طالما وقعت بين التحليل والتحريم».وتابعت دشتي: «لقد امتلأت كتب العلوم التطبيقية كالطب والصيدلة والكيمياء بالرسومات الرائعة لتنقل لينا ما يحدث في أجسادنا من عمليات حيوية وهي أحد أهم طرق التعليم والدراسة المشروعة والتي لا تخلو من مشاهد الجمال والتعجب... ومن الكهوف إلى صالات عرض فنون ما بعد الحداثة انتقل هذا النوع من الفنون وتطور ليؤكد العلاقة الطردية ما بين الفنون والعلوم التطبيقية ليتبين للعالم روعة خلق الخالق في جسم المخلوق».وأوضحت أن «المطلع على تاريخ يستطيع أن يرى بوضوح حالة التناغم والتلازم الروحي بين التاريخ والفن، فلا يوجد لوحة من دون قصة ولا يوجد قصة بلا واقع التقطه التاريخ وسجله بين ثنايا صفحاته»، وقالت: «لا يمكن تجاهل دور العلم في إبراز الفنون وتطويرها»، وان الفن أقدم من التاريخ والعلم أقدم من الإنسان نفسه.والفنانة دشتي حاصلة على بكالوريوس صيدلة، وتشغل رئيس قسم الميكروبيولوجي في إدارة تسجيل ومراقبة الادوية الطبية والنباتية في وزارة الصحة، وحاصلة على شهادة جودة مصانع الأدوية ومفتش مصانع معتمد، وعضو في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية واتحاد التشكيليين العرب والرابطة الدولية للفنون والجمعية الصيدلية الكويتية وجمعية هارفرد للعلوم الطبية ونادي الكويت الرياضي وشاركت في العديد من المعارض داخل وخارج الكويت وحصلت على العديد من الجوائز.