يمر جميع الأطفال الرضع بأنماط نوم متقلبة جدا إلى درجة قد تجلب معها إلى الأم تحديدا الأرق والإرهاق بسبب عدم قدرتها على أخذ قسط كاف من النوم، لا سيما وأنها تكون منهكة أصلا في أعقاب معاناة الحمل والولادة علاوة على عبء إرضاع الطفل طبيعيا.ويفرض هذا الأمر اجهادا جسديا ونفسيا مستمرا للأم بشكل خاص ولبقية أفراد الأسرة بدرجات متفاوتة، رغم أن ذلك الإجهاد يبقى دائما في نطاق المنغصات الحياتية المقبولة. لكن هناك بعض الأمور التي ينبغي أن تدركها كل أم كي تتمكن من احتواء تقلبات نمط نوم طفلها الرضيع، وهي الأمور التي سنوضحها في الأسطر التالية.بداية، يجب على الأم أن تعرف أن هناك أسبابا عدة تجعل نمط النوم يختلف من رضيع إلى آخر، حتى وإن كانا رضيعين توأمين. فبعض الأطفال ينامون لساعات متواصلة أكثر بكثير من غيرهم بينما ينام البعض الآخر على فترات قصيرة متقطّعة. وقد ينام البعض معظم ساعات الليل، والبعض الآخر قد ينام معظم ساعات النهار فقط. وهناك عوامل مرضية ووجدانية طارئة قد تلعب دورا في تلك التقلبات.لكن هل هذا يعني أنه لا مفر من أن تعاني الأم من تقلبات نوم طفلها؟ الاجابة المختصرة عن هذا السؤال هي «كلا، ليس بالضرورة». أما الإجابة الأكثر تفصيلا فنستعرضها في التالي من خلال سرد أهم أسباب تلك التقلبات مع بيان كيفية معالجة كل سبب.• الرضيع «المستكشف»عندما يبلغ الرضيع عمر شهرين أو ثلاثة، يصبح متحفزاً بفطرته لاستكتشاف البيئة من حوله، لذا فإنه «يجاهد» ليبقى مستيقظاً لأطول وقت ممكن. وفي مثل هذه الحالة، يجب على الأم أن تنسق مع بقية أفراد الأسرة بحيث يضبطوا جداول مواعيد نومهم واستيقاظهم بما يساعد الطفل على الانتظام في النوم.• الرضيع المتوعكقد يكون مرض عارض هو سبب اضطراب نمط نوم طفلك. ويتضمن ذلك نزلات البرد ونوبات المغص أو التهاب الأذن أو احتقان الأنف. وبدلاً من محاولة إجبار الطفل على النوم، يكون الحل البديهي الأمثل هو معرفة سبب التوعك ومحاولة معالجته إما منزليا أو باستشارة طبيب أطفال.• آلام التسنينمن الطبيعي أن يضطرب نمط نوم طفلك خلال فترة خروج أسنانه. ويجب على الأم خلال تلك الفترة أن تنفذ ارشادات الطبيب في ما يتعلق بالمحافظة على نظافة لثة الطفل كي لا تتلوث وتلتهب، بما في ذلك وضع مرهم مطهر وملطف. لكن لا ينصح بحمل الطفل كلما تألم من لثته ليلا، فذلك سيجعله يتوقع أن تحمليه طوال الليل.• المستيقظ المبكرقد يميل نمط نوم طفلك إلى جعله يستيقظ بعد منتصف الليل أو قبل الفجر بينما تكون الأم في أشد الحاجة إلى الاستغراق في النوم. ولمعالجة هذا الأمر، سارعي إلى اطفاء جميع مصادر الاضاءة التي يمكن أن تتسلل أشعتها اليه، وأزيلي كل مصادر الضجيج مع التربيت عليه حتى يعود إلى نومه. أما إذا كان الرضيع يميل إلى الاستيقاظ مبكرا يوميا مع شروق الشمس أو قبل ذلك بقليل، فيجب على الأم وبقية افراد الأسرة أن يحترموا رغبته تلك وأن يضبطوا جداول مواعيد استيقاظهم على هذا الأساس.