في حياتنا اليومية اعتدنا القيام ببعض الممارسات بشكل عفوي وتلقائي، من دون أن ننتبه لأضرارها الممكنة على العينين. وكثيراً ما نتساءل عن سبب احمرار العينين وجفافهما أو الإحساس بالحكة فيهما، وحتى ظهور هالات داكنة حولهما من دون أن ندرك أن لعاداتنا السيئة في ممارساتنا اليومية الأثر المهمّ على صحة عينينا ووضوح رؤيتنا. فما هي هذه العادات وكيف نتجنبها؟تطول قائمة الممارسات اليومية الضارة على العينين، والتي تحددها الخبيرة اللبنانية نونا باز، ومنها دخان السجائر، فإلى جانب كونه ضاراً بالصحة ككلّ، فإن له تأثيراً مضاعفاً على نسيج العينين، إذ يؤدي إلى تسريع عملية شيخوخته وظهور التبقعات فيه وهي عادةً مشكلة مرتبطة بالتقدّم في السن. ويتضاعف خطر الإصابة بهذه المشكلة مرّتين عند المدخنين ومَن يتعرضون لدخانهم بشكل دائم.كذلك من العادات الضارة السباحة بعينين مفتوحتين، حيث غالباً ما تحتوي مياه البرك على مواد كيميائية تؤدي إلى تهيج العينين واحمرارهما واضطراب في الرؤية، وفي بعض الحالات قد تصيب بعمى مؤقت. لذا يُفضّل دائماً اعتماد النظارات الخاصة بالسباحة أو إبقاء العينيْن مقفلتيْن. وتضم القائمة أيضاً استخدام العدسات اللاصقة لوقت طويل من دون إراحة العين وجعل القرنية تتنفس من وقت إلى آخر، ما يؤدي إلى جفاف العين واحمرارها، أو إلى التهابها في حال لم يتم استبدال العدسة في الوقت المناسب. ويساهم التعرض لحرارة قوية إذا كنا نضع العدسات اللاصقة كحرارة المدفأة أو منقل الشواء أو أي مصدر حرارة آخر، في إذابة العدسة وجعْلها تحرق قرنية العين. ورغم ما للقراءة والكتابة في العتمة من فوائد على تحسين القدرة على النوم والاسترخاء، إلا أنها تسبب تعباً في العينين يؤدي مع الوقت إلى إضعاف العين وقدرتها على مقاومة الاعتداءات الخارجية. ويتطلب القراءة في السيارة أو في مركبة متحركة تأقْلماً دائماً لعضلات العين مع حركة المركبة، ما يساهم في إتعابهما ويسبّب آلاماً في الرأس وغثياناً. حكّ العينين بقوة حركة ضرورية أحياناً عند الشعور بالحكة، لكن متى تكررت وبقوّة يمكن أن تتسبب بانسلاخ شبكية العين. لذا، يجب الاكتفاء بوضع كمادات من المياه الباردة على العينين عند الإحساس بالحكة للتخفيف منها. ورغم صعوبة النظر مباشرة إلى الشمس، إلا أن البعض يقومون بذلك لأسباب مختلفة. ومجرد النظر إلى الشمس يؤدي إلى دخول الأشعة فوق البنفسجية إلى العين وإحداث أضرار في أنسجتها. كذلك يؤدي التعرض المستمر للشمس إلى ظهور مشكلة التبقعات في العين، أو ما يعرف باسم التنكس التبقعي.ويؤدي استخدام قطرات العين بشكل عشوائي من دون التفريق بين نوعياتها، أكانت لمعالجة الجفاف والاحمرار أم للحساسية أو مضادة للالتهابات، إلى حدوث المزيد من الجفاف والحساسية وحتى الالتهابات وإلى مشاكل أخطر مع الوقت. فقطرة العين ليست مستحضراً تجميلياً لجلي العين وتنقية بياضها، إنما مستحضر طبي يجب التعامل معه بحذر. وقد يتفاجأ البعض أن اعتماد الغرة التي تحجب العين لفترة طويلة تؤدي إلى ضعف العضلات في العين، واضطرار العين الثانية إلى التأقلم مع حقل النظر المحدود. إضافة إلى ما تختزنه الغرة من غبار وباكتيريا قد تنتقل إلى العين مع كل حركة. ويؤدي تناول كميات كبيرة من المياه في المساء وقبل النوم مباشرة إلى احتباس المياه في منطقة الجفون التي تتسم ببطء عملية التصريف اللمفاوي وظهور الانتفاخ فيها. ويسبب النوم على البطن ضغطاً على القنوات المسؤولة عن التصريف اللمفاوي ما يبطئ أكثر وأكثر عملية تصريف السوائل المحتبسة من منطقة محيط العين ويؤدي إلى تورُّمها وانتفاخها. قلة النوم، السهر الطويل، والإرهاق، عناصر تؤدي إلى تعب منطقة محيط العين الحساسة وتباطؤ الدورة الدموية فيها، وبالتالي ظهور الهالات والجيوب. ويؤدي عدم تناول كميات كافية من المياه أثناء النهار إلى ظهور لون باهت داكن بعض الشيء في محيط العين، ونشوء ما يعرف بالشقيقة البصرية التي تشبه الشقيقة التي تصيب الرأس وتظهر على شكل ومضات ضوئية في طرف العين يكون علاجها بتناول كوبين من الماء.
- طب وصحة
الخبيرة اللبنانية حذّرت من دخان السجائر والسباحة بعينين مفتوحتين
نونا باز: لصحة عينيكم... تجنّبوا العادات السيئة!
08:10 م