جميعنا نعلم المشكلة المحرجة الشائعة التي تشتهر بـ «رائحة الفم الكريهة» أو «البخر الفموي»، لكن مسماها الأصح والأدق هو «رائحة الأنفاس الكريهة»، وذلك لأنه ليس بالضرورة أن يكون منشأها في تجويف الفم بل قد يكون منشأها في الجهاز الهضمي أو حتى في القصبة الهوائية أو في الرئتين لكنها في كل الأحوال تنتقل إلى الخارج محمولة في أنفاس الزفير. لكن في معظم الحالات يكون منبع الرائحة في تجويف الفم نفسه.وأيا كان المصطلح المستخدم وأيا كان المنشأ؛ فإن الأمر يتعلق بالرائحة المنفرة التي تنبعث من افواه المصابين خلال التنفس أو التكلم. وتترك هذه المشكلة تأثيرا سلبيا نفسيا واجتماعيا على المصابين بها، بل وحتى على من لديهم وسواس الاصابة بها (رهاب البخر الفموي)، كما أنها تحتل المركز الثالث - بعد تسوس الأسنان والتهابات اللثة - بين الأسباب التي تستوجب اللجوء إلى طبيب أسنان طلبا للعلاج.وتتفاوت شدة الرائحة الكريهة كما تتفاوت مسبباتها بين دائمة وموقتة، حيث تكون إما بسبب جفاف تجويف الفم خلال التعرض لضغط نفسي أو خلال الصوم، أو بسبب تناول أنواع معينة من الأطعمة كالثوم والبصل واللحم والسمك والجبن، أو بسبب البدانة والتدخين وشرب الكحوليات. وبطبيعة الحال تكون الرائحة الكريهة في أسوأ درجاتها عند الاستيقاظ من النوم، وذلك نتيجة لجفاف الفم وخموله أثناء الليل.وبشكل عام، فإن المنابع الرئيسية لرائحة الأنفاس الكريهة هي: تجويف الفم (بما في ذلك تسوس الأسنان وأمراض اللثة)، والتهابات الجيوب الأنفية، وتقرحات الحلق واللوزتين، وتقرحات المعدة والجهاز الهضمي العلوي، ووجود التهاب بكتيري في القناة التنفسية.ولدى بعض الأشخاص يكون النفس الكريه موقتا وسرعان ما يزول بمجرد تفريش الأسنان واستخدام خيط طبي والمضمضة ثم تناول طعام وسوائل. وفي أحيان أخرى تكون الرائحة مستمرة(مزمنة) وفي هذه الحالة تستوجب العلاج. وغالبا ما تكون الحالات المزمنة ناجمة عن نشاط زائد لبعض أنواع البكتيريا التي تستوطن الفم.وفي جميع الحالات المزمنة، ينبغي عدم الاصرار على الاكتفاء بطرق الوقاية، بل يتعين اللجوء إلى الأطباء لتحديد منبع الرائحة ثم الشروع في معالجة ذلك المنبع حتى الشفاء. أما في الحالات غير المزمنة، وحتى لدى من لا يشتكون من تلك المشكلة اصلا، فإننا نسرد لهم في التالي عددا من النصائح الوقائية الكفيلة بكبح الرائحة تماما أو الحؤول دون نشوئها أساسا:نصائح وقائية- المواظبة على تنظيف الأسنان بالفرشاة وما بين الأسنان بالخيط الطبي مرتين يومياً على الأقل.- تغيير فرشاة الأسنان مرة كل شهرين.- استخدام مضمضة طبية للقضاء على البكتيريا التي تعمل على ترك الفم برائحة كريهة.- الحرص على شرب السوائل على مدار اليوم لأنها تساعد على تخليص الفم من بقايا الطعام وتراكمات البكتيريا.- مضغ سيقان البقدونس الأخضر وأوراق إكليل الجبل وأعواد القرفة، فهي غنية بمواد مطهرة وتكافح البكتيريا.- التقليل قدر المستطاع من الأطعمة الغنية بالتوابل والروائح الناشزة.- تنظيف سطح اللسان، لأنه قد يحوي بكتيريا.- شرب كوب من الشاي الأخضر بعد وجبة الغداء أو العشاء، حيث يعمل الشاي الأخضر على تنظيف الفم من البكتيريا كما يكافح التسوس.- لمن يستخدم أطقم الأسنان، عليه تنظيفها وتعقيمها بانتظام.- مضغ العلك (اللبان)، وبخاصة الخالي من السكريات.- الابتعاد عن التدخين وجميع أنواع التبغ.