يصارع جون الكويت جراحه وآلامه التي يتعرض لها مراراً وتكراراً جراء التعديات الصارخة التي قصمت ظهره وتسببت في دمار مكوناته الطبيعية الغنية.ويحاول الجون تضميد هذه الجراح واسترداد عافيته، لكي يعود مجدداً حاضنة للأسماك ورئة تنفس للكويت، فيما يراهن مختصون في مجال البيئة أن يسهم قرار إيقاف الصيد بـ «القراقير» ومراكب الجر الخلفي في الجون بتعافيه ونمو الحياة الفطرية وإحياء مكوناته الغنية من جديد.«الراي» جالت على الجون برفقة فريق الغوص بالمبرة التطوعية البيئية في مهمة استطلاعية،شملت بعض الجزر وجسر جابر حيث رصدت عشرات الأطنان من الأسماك النافقة جراء شباك الصيد الملقاة في مياه وتشكل خطورة على الملاحة وتلوث البيئة البحرية.واطلعت «الراي» عن كثب على عملية إنقاذ جون الكويت من خلال رفع النفايات من شباك صيد ومخلفات بلاستيكية وحبال واطارات وغيرها من العمليات الجراحية التي من المؤمل أن تعيد الجون لطبيعته.وترجع تسمية الجون بهذا الاسم نسبة إلى مدينة الكويت المطلة على شرق خليج كاظمة وهو قطعة ضحلة من المياه داخل اليابسة يقع في وسط الشريط الساحلي للكويت، يحده من الشمال الصليبية، ومن الجنوب مدينة الكويت، ويجاور الجون جزيرة بوبيان من الشمال، وجزيرة فيلكا ومسجان عند مدخل الخليج من الشرق.ويعتبر جون الكويت من المناطق البيئية المهمة عالمياً نظراً لأهميته للحياة الفطرية من أسماك وكائنات بحرية ونباتات، ونظراً للظروف الطبيعية والرسوبية التي يتمتع بها الجون وبات بيئة ملائمة لتكاثر العديد من أنواع الأسماك والربيان والطحالب وهي منطقة توالد وحواضن، ما أدى إلى ان يكون الجون محمية طبيعية. ومع التطور في المشاريع الصغيرة والكبيرة غير المدروسة جيداً حول الجون اضطرب الاتزان البيئي في هذه المنطقة الحيوية والتي تؤكدها دلائل بيئية تظهر انهيار البيئة الطبيعية جزئياً ما يتطلب إعادة النظر في الأعمال التنموية المستقبلية للحد من التأثيرات السلبية للأنشطة المختلفة على الجون.بداية الرحلة الاستطلاعية انطلقت من نقعة الشملان الغارقة بالقوارب المخالفة ومخلفات بلاستيكية وخشبية وشباك صيد مهملة بوزن 3 أطنان حيث طغى اللون الأسود على مياه النقعة نظراً لرمي اصحاب القوارب والسفن مخلفات زيوت الوقود بكميات كبيرة ما يهدد بحدوث مشكلات بيئية.وقال مسؤول العمليات البحرية بالفريق وليد الشطى إن «الجهود المشتركة في تنظيف نقعة الشملان وبقية سواحل الكويت متواصلة لرفع كافة المخلفات الضارة بالبيئة البحرية التي تهدد الملاحة البحرية لتأمين الممرات الملاحية في داخل النقعة أو في الجون إضافة إلى رفع المخلفات الناتجة عن قوارب وسفن الصيد والنزهة ما يتطلب التنظيف اليومي والأسبوعي لرفعها نظراً لتأثيرها المباشر على المخزون السمكي في الكويت».وطالب الشطي «الصيادين وأصحاب قوارب النزهة المتواجدة بكثرة في النقعة بالتوقف عن رمي المخلفات الضارة للبيئة والحرص على ابقاء نقعة الشملان كمرفئ بحري ذي طابع تاريخي قديم يعبر عن عراقة النشاط البحري الكويتي وواجهة بحرية جميلة في عاصمة الكويت.وشكر الصيادين الملتزمين بالقرارات البيئية والتي تخص عدم الصيد في الجون،متمنياً تشديد العقوبات على بعض الصيادين الذين يستغلون الأحوال الجوية والفترات الليلية للصيد بالجون كما شكر الإدارة العامة لخفر السواحل والهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية على حرصهم على مخالفة المتجاوزين للقرارات البيئية.من جهته طالب رئيس فريق الغوص وليد الفاضل بضرورة التدخل العاجل من الجهات المختصة لوقف التعديات الكبيرة والكثيرة والمتمثلة في رمي المخلفات البلاستيكية والخشبية والزيوت وشباك الصيد المهملة من قبل أصحاب السفن والقوارب في نقعة الشملان بجانب سوق السمك.وبين الفاضل أن «الفريق المشترك رفع أخيراً أكثر من 5 أطنان من المخلفات،معتبراً أن «الحل الوحيد والبسيط في معالجة هذه المشكلة هو معاقبة الفاعل وتطبيق القوانين البيئية وقوانين النظافة في هذا المجال».وأضاف ان «فريق الغوص يحرص على ان تكون نقعة الشملان نظيفة نظراً لأهميتها التاريخية والحضارية وانها البوابة الرئيسة لنقل الأسماك إلى السوق المحلي».وأعرب الفاضل عن شكره للجهات التي تقف مع هذا المشروع البيئي وهي مؤسسة الموانئ الكويتية وبلدية الكويت والهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية والادارة العامة لخفر السواحل وإدارة سوق السمك والاتحاد الكويتي لصيادين الأسماك،متمنياً استمرار الجهود في حماية البيئة البحرية بتعاون من الجميع من أجل بيئة أفضل».وأضاف أن«الجون من المواقع المهمة بيئياً والتي يحرص عليها فريق الغوص بالعمل الجاد لرفع كافة المخلفات من شباك صيد واخشاب، وتم خلال هذا الشهر رفع أكثر من 12 طناً من هذه المخلفات التي كانت تهدد البيئة البحرية وكائناتها إضافة إلى الملاحة البحرية».وتابع«يستخدم فريق الغوص قوارب صغيرة للوصول إلى أماكن مختلفة في وسط وسواحل جون الكويت نظراً لضحالة الماء والقاع الصخري لبعض اجزائه».وذكر ان «الفريق يستعد حالياً لرفع حطام 4 سفن غارقة في الجون نظراً لخطورتها على الملاحة البحرية، وقد وضع الفريق علامات ملاحية إرشادية لمواقع هذه السفن لتجنب الاصطدام بها».وحول الزيارة البيئية الأخيرة لجزيرة أم النمل بين أن الجزيرة حالياً وضعها البيئي جيد كونها محمية طبيعية للكائنات البحرية والأسماك والطيور.
محليات
«الراي» رصدت خلال جولة بحرية برفقة فريق الغوص كميات هائلة من النفايات والمخلفات في مياهه
جون الكويت ... يُلملِم جراحه
10:13 ص