كشف رئيس قسم الفيزياء في كلية العلوم بجامعة الكويت الدكتور يعقوب مقدسي عن أن 11 طالباً وطالبة فقط مستمرون في الدراسة بالقسم، مشيرا إلى أن الطلبة عادة ما يسجلون في هذا التخصص حتى يحوّلوا إلى التخصصات الأخرى في ما بعد.وأشار مقدسي في تصريح لـ «الراي» إلى أن هذا الرقم يؤكد أن عدد الطلبة الذين يدخلون التخصص قليل، رغم أنه يعتبر من التخصصات النادرة والتي يمنح الطالب الدارس فيه ابتداءً من السنة الثالثة مكافأة تقدر بـ 250 ديناراً، لكن لفت إلى أن الآونة الأخيرة شهد قسم الفيزياء نوعاً من التزايد في الإقبال على التخصص من قبل الطلبة.وقال إن القسم يسعى إلى طرح تخصص الفيزياء الطبية والذي يعتبر من التخصصات المهمة التي تحتاجها وزارة الصحة، ولاسيما في المستشفيات، بسبب الحاجة المهمة لمتخصصين في فهم فيزياء الإشعاع وكيفية رؤية الأشعة لمعرفة السبب ومعالجة الصورة، مؤكداً أن هذا التخصص موجود في العديد من الدول الخليجية ويحظى بإقبال مميز.وبين مقدسي أن قسم الفيزياء من أقدم الأقسام في كل الجامعات حول العالم، وهو قسم مهم وضروري في معظم الجامعات، وبالنسبة لجامعة الكويت فإن هذا القسم موجود منذ تأسيسها، ويقدم القسم حالياً درجتين في البكالوريوس، في الفيزياء الأساسية، وفي الفيزياء الهندسية التي تتفرع إلى الاستشعار عن بعد وفرع آخر يتعلق بشبه الموصلات والمواد الصلبة، وفرع ثالث يهتم بالليزر والاتصالات البصرية. مضيفاً في الوقت عينه أن القسم يطرح أيضاً درجة الماجستير، حيث يتطلب القبول في هذا البرنامج ضرورة اجتياز المقررات الأساسية للفيزياء، مبيناً أن القسم سهّل على الطلبة وخفض معدل القبول ليصل إلى 2.67 جيد جداً منخفض، لافتاً في الوقت عينه إلى أن برنامج الماجستير يضم حالياً ما يقارب 4 طلبة.وأوضح مقدسي أن قسم الفيزياء يخدم الكليات الأخرى كالهندسة والتربية والطب المساعد والصيدلة والعديد من التخصصات الأخرى، وبالتالي نجد أن هناك ضغطاً ملحوظاً على القسم من قبل الطلبة في السنوات الأولى الجامعية وعادة ما يتم طرح ما بين 80 إلى 90 شعبة لاستيعاب الطلبة، إلا أن الشعب الدراسية تقل كلما كانت المقررات متعمقة في التخصص أكثر.وحول أسباب عزوف الطلبة عن تخصص الفيزياء أشار مقدسي إلى أن العديد من الطلبة اليوم يبحثون دائماً عن التخصصات التي لا تحتاج إلى جهد أكبر في الدراسة وهو ما تتميز به الفيزياء والتي تحتاج موادها إلى استيعاب أكثر، مشيراً إلى أن السبب الثاني المهم في عزوف الطلبة هو المستوى العلمي المنخفض للعديد من مخرجات الثانوية العامة الذين اعتمدوا من خلال دراستهم على الدراسة من منهج معين وتطبيقات قليلة وهذا النظام في التدريس لا يمنح الطالب القدرة على حل المسائل المتعددة في هذا الحقل العلمي المهم، وهنا أيضاً نلقي باللوم على المدرس الذي لا يقدم المسائل الصعبة للطلبة مع تعدد التطبيقات والأمثلة وتقديم المادة بشيء من التفصيل لهم، مبيناً أن العديد من الطلبة قد يتحصلون على نسب عالية في دراستهم في الثانوية لكن يتفاجئ الطالب بأن ما تعلمه في المدرسة لا يمكن ان يجاري ما هو موجود في الجامعة.وأكد أن القسم يحارب ظاهرة الدروس الخصوصية التي ساهمت في الإخلال بمستوى الطالب، مبيناً أن بعض الطلبة قد نجدهم طوال الفصل يحضرون إلى الجامعة ومع دنو وقت الامتحانات يبحثون عن مدرس خصوصي، وهذه الظاهرة نحن نكافحها من خلال تفعيل دور المعيدين في القسم وهم من أفضل الطلبة لدينا ليقوموا بمساعدة زملائهم.ولفت مقدسي إلى حاجة سوق العمل إلى خريجي القسم في العديد من الجهات منها: جامعة الكويت، والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، وفي إدارة المباحث الجنائية بوزارة الداخلية، وفي إدارة الخبراء بوزارة العدل، وقسم معايرة الاجهزة والاستشعار عن بعد في وزارة الدفاع، وقسم مختبرات الإشعاع والأجهزة الطبية في وزارة الصحة، بالإضافة إلى سلك التدريس في وزارة التربية، والعمل في وزارة المواصلات، ووزارة الكهرباء والماء، والهيئة العامة للبيئة، ومعهد الكويت للأبحاث العلمية، وشركات النفط.وأشار إلى أن القسم يحاول جاهداً ترغيب الطلبة على الإقبال في تخصصاته وذلك من خلال عمل أيام مفتوحة لطلبة الثانوية لتعريفهم على التخصصات وأهم الوظائف المتاحة للخريجين، وتنوير عقولهم بأهم المتطلبات الدراسية وطبيعة هذا المجال العلمي المهم، مبيناً أنه ومن منطلق تشجيع الطلبة وتحفيزهم على الاهتمام بالتخصص يسعى القسم إلى تنظيم محاضرة يستضيف فيها الدكتور روجر فريدمان من جامعة كاليفورنيا – سانتا باربارا، وهو المؤلف لكتاب الفيزياء الجامعي، وذلك في يوم الأربعاء الموافق 12 أكتوبر الجاري في تمام الساعة 10 صباحاً في القسم، وتهدف هذه المحاضرة إلى بيان أهم الطرق في تدريس الفيزياء والأدوات التي تساعد الطلبة على التفاعل أكثر مع المادة.من جانب آخر، أكد مقدسي أن القسم يشجع على البحث العلمي، مبيناً أن الاساتذة في القسم بالاضافة إلى التدريس يحرصون على نشر البحوث في أفضل المجلات العلمية، في الوقت الذي يحظى البحث العلمي بالتحفيز من خلال رصد الجوائز لأفضل الأبحاث على مستوى الكلية أو الجامعة أو دولة الكويت.