أصبح الوفد الكويتي المشارك حاليا في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة محط اهتمام تحليلات ووسائل إعلام عالمية، لكن لا لشيء فعله بل لشيء لم يفعله من قبل في تاريخ مشاركاته الأممية - ألا وهو أنه لم يغادر القاعة خلال الكلمة التي ألقاها رئيس وفد إسرائيل!ولأن تلك كانت أول مرة يبقى فيها أعضاء الوفد الكويتي في مقاعدهم مستمعين إلى كلمة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التي ألقاها باسم بلاده في وقت متأخر من يوم الخميس الماضي، فإن ذلك الأمر لفت انتباه الجميع وأثار تحليلات من جانب مراقبين سياسيين على مستوى العالم، ولا سيما من جانب الاعلام الاسرائيلي الذي احتفى بتلك البادرة الكويتية التي اعتبرها «تطورا غير مسبوق»، ورأى أنها تعكس «إشارة كامنة مفادها أن علاقات اسرائيل مع المحور العربي السنّي في منطقة الشرق الأوسط هي في طريقها في واقع الأمر إلى أن تصبح أقوى».وتأكيدا لتلك النظرة التحليلية إزاء سابقة عدم مغادرة وفد الكويت القاعة – كعادته سنويا - خلال كلمة اسرائيل، نقل موقع «nrg» الاخباري العبري عن ديبلوماسي اسرائيلي رفيع المستوى قوله: «كان ذلك بلا شك تصرفا ذا رمزية لم نشهدها من قبل»، مشيراً إلى أن المسألة تكتسب أبعادا اضافية في ضوء حقيقة أن نتنياهو قال نصا في كلمته إنه: «إلى جانب مصر والأردن الموقعتين فعليا على معاهدتي سلام مع اسرائيل، فإن دولا عربية أخرى كثيرة في المنطقة باتت تدرك أن اسرائيل ليست عدوها. إنها تدرك الآن أن اسرائيل حليفتها. فعدونا المشترك هو تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) وإيران. وأهدافنا المشتركة هي الأمن والرخاء والسلام. وأنا أؤمن بأننا سنعمل معا خلال السنوات المقبلة من أجل تحقيق هذه الأهداف».لكن محللين اسرائيليين أقروا رغم ذلك بأنه ما زال أمام الدولة العبرية مشوارا طويلا سيتعين عليها أن تسيره قبل أن تتمكن من تطبيع علاقاتها بشكل كامل مع «أعداء اقليميين سابقين بمن في ذلك الكويت»، لا سيما أن الناقل الجوي الوطني الكويتي كان قد لجأ قبل أشهر قليلة إلى تفضيل إغلاق مساره النظامي بين نيويورك ولندن على أن يضطر إلى نقل مسافرين إسرائيليين، وذلك بعد أن طالبته وزارة النقل الأميركية بألا يمارس التمييز ضدهم من خلال رفض حجز تذاكر لهم على متن طائراته التي كانت تعمل في ذلك المسار.
محليات
اهتمام تحليلي واسع النطاق بذلك «التطوّر غير المسبوق»
وفد الكويت لم يغادر القاعة خلال كلمة إسرائيل ... لأول مرة في تاريخ اجتماعات الأمم المتحدة!
03:24 م