على إيقاع قرع الطبول إيذانا بقرب الانتخابات البرلمانية، بدت ملامح المنافسة المقبلة مختلفة عن سابقاتها في محاولة لرسم تفاصيل الخارطة السياسية الجديدة بعودة بعض «المقاطعين السابقين» وقرارهم خوض المعركة المقبلة المزمعة منتصف العام المقبل.ورغم انه يفصل عام كامل على هذه الانتخابات النيابية، إلا أن الاستعدادات تجري على قدم وساق خصوصا في الدائرتين الرابعة والخامسة، حيث بدا السباق محموما لإقامة «تشاوريات» القبائل في تطور لافت في «التكتيكات» الانتخابية إذ ستقام هذه التشاوريات مبكرا على غير العادة لإتاحة الفرصة للمرشحين لطرح أفكارهم وكسب ثقة الناخبين في أصعب اختبار يمر على تاريخ التشاوريات وفق نظام الصوت الواحد.وتموج دواوين الدائرتين الرابعة والخامسة يمينا ويسارا حول آلية ووقت تنظيم التشاوريات ما يعكس رغبة شعبية تواقة للمشاركة في الانتخابات المقبلة خاصة مع تغير «المعطيات» بمشاركة جزء كبير من المقاطعين الذين سيدفعون لمشاركة أكبر ما يعطي تشاوريات «مجلس 2017» زخما أكبر ولتكون نقطة البداية في التغيير.ويرى مراقبون أن «تقديم» موعد إجراء التشاوريات وتذليل العقبات أمامها ليخوضها أكبر عدد من المرشحين يستهدف السعي إلى قطع الطريق على أي خلافات قد تطفو على السطح نتيجة التكتيكات والتجاذبات داخل كل قبيلة قبيل الانتخابات البرلمانية ما يهدد وحدة الصف لإيصال المرشح المتفق عليه سلفا.ويقول هؤلاء إن «التشاوريات» التي تجري بعد عودة المقاطعين للعملية الانتخابية بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية التي فرضتها الإجراءات الحكومية دون تصدٍ واضح من أعضاء مجلس الأمة خاصة في الدائرتين الرابعة والخامسة ستلقي بتأثيراتها على نتائجها إذ رصدت حراكا انتخابيا لافتا في الدواوين، وحضورا لافتا من قبل المرشحين لاغتنام الفرصة للحصول على الدعم بعد ظهور الرغبة الشعبية في المشاركة تصويتا للحيلولة دون فرض مزيد من الإجراءات التقشفية التي ستؤثر على جيب المواطن.وتستحث القبائل التي لا سبيل لفوز إلا واحد من أبنائها جموعها وتنظم صفوفها لتجاوز الاختبار الأصعب في تحديد مرشح وحيد لها يمثلها وفق نظام الصوت الواحد، فعلى خطى فخذ السعيد من قبيلة الظفير الذي زكى النائب السابق عن المجلس المبطل الثاني خالد الشليمي ليكون مرشحا لهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة، تستعد قبيلة الظفير لعقد تشاوريتها بالاتفاق مع المرشحين حول الموعد الأنسب لإقامتها، خاصة وأن المعطيات الأولية تشير إلى إقامتها إما نهاية العام الحالي أو قبيل موعد الانتخابات البرلمانية لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من المرشحين لطرح أفكارهم وآرائهم قبل تسمية المرشح الوحيد للقبيلة.وبينما علمت «الراي» أنه تم فتح باب الترشيح لـ «عجمان الخامسة» لخوض التشاورية التي سيسفر عنها تسمية مرشح أو أكثر ربما، بات في حكم المؤكد أن تقام تشاورية «عجمان الرابعة» في شهر ديسمبر المقبل بين 10 مرشحين محتملين يسعون لحصد أصوات أبناء القبيلة البالغ عددهم 6000 ناخب وناخبة في هذه الدائرة ولتسمية واحد فقط من بينهم لتمثيلها في الانتخابات العامة.