انتقل إلى رحمة الله تعالى مصطفى كرم صاحب واحدة من أهم وأبرز الحكايات العصامية في الكويت.المغفور له بإذن الله بدأ.. حياته كسائق تاكسي عندما كانت شركة النفط مجرد خيمة في الصحراء، ساهم في حمل الصخور من البحر ونقل المياه على مركبة ثلاثية العجلات إلى أولئك المقيمين في خيام، تحولت لاحقا إلى صرح كبير اسمه شركة نفط الكويت.من يعرفون الراحل يعلمون تماما إنه مقاتل.. لا يعرف الركون إلى الراحة ولا يحب الكسل.. وليس في قاموسه شيء اسمه «الاستسلام». أميته لم تكن عائقا أمام تطويره لنفسه، والذي لم يكن يعرف القراءة والكتابة علم نفسه بنفسه منطلقا من أمر أساسي كان يؤمن به ويقوله لأبنائه وللعاملين معه: «الوقت هو كل شيء في الدنيا».مصطفى كرم.. العصامي المولود سنة 1922 والذي ظل مواظبا على العمل يوميا حتى قبل مرضه الأخير قبل 4 شهور، لم يكن يحب الظهور الإعلامي ولا استعراض أعماله أو إنجازاته، كان قادرا على مواجهة مختلف أنواع التحديات من تكسير وحمل الصخور من ساحل البحر إلى الإقامة في الصحراء بلا تكييف وصولا بالأزمات المالية التي عصفت مرارا بالبلاد، وكان دوما قادرا على مواجهتها مع الحفاظ على سمعته التي لم يكن يسمح مطلقا بأي أمر يمسها بسوء.وعندما يحتضن ثرى المقبرة الجعفرية في الساعة الخامسة من مساء اليوم جثمان الفقيد، تطوى صفحة من صفحات مصطفى كرم، لتبقى سيرته نبراسا يضيء للأجيال.