دعا عميد كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت الدكتور حمود القشعان من يدّعي أن جامعة الكويت فيها اساتذة بشهادات مضروبة إلى تقديم أدلته، «وإن تقاعسنا عن تطبيق القانون إزاءها فسنكون شركاء في ذلك»، مؤكداً أن تعيين الأساتذة في جامعة الكويت «يمر بخمس مراحل أدق من الدقيقة، ولا يمكن أن تمر مثل هذه الشهادات في ظل كل هذه الدقة».وفي شأن الشعارات القبلية أو الطائفية التي تظهر بين فينة وأخرى في الجامعة، شدد القشعان في لقاء مع «الراي» على أن «الكلية لن تتهاون مع أي طالب يرفع شعاراً قبلياً أو طائفياً أو أي شعار يشق صف الوحدة الوطنية في الكويت»، مؤكداً أن «الكويت هي الوطن الذي يجمعنا ولا يمكن أن نجعل الانتخابات الطلابية سبيلاً في تفرقتنا».وتناول القشعان طائفة من القضايا ذات الصلة بتوجهات الكلية وسياساتها مثل التقشف في الإنفاق، والتحول إلى النظام الإلكتروني بدلا من الورقي، والأنشطة التي تقيمها على مدار العام، والطاقة الاستيعابية للكلية، والسعي لطرح برنامج ماجسيتر الإرشاد الإكلينيكي في الأسرة، وهو ما يبين من خلال الحوار التالي:? ما أهم المنجزات التي حققتها الكلية خلال العام الأكاديمي المنصرم؟- لدينا في الكلية أربعة طموحات رئيسية قمنا بتحقيقها، أولاً نجحنا في تطبيق توجيهات سمو الأمير في التقشف، ولهذا حولنا كليتنا من جامعة ورقية إلى جامعة إلكترونية، فالمخاطبة اليوم بين الأقسام لا تتم من خلال الأوراق، بل من خلال استخدام المسح الضوئي واستخدام التطبيقات الحديثة.وقد كان في السابق يستخدم في نظام الترقيات في الكلية التراسل البريدي العادي، أما اليوم وحتى نضمن حقوق المتقدمين للترقيات، فإن أي ترقية لن تتجاوز مدة إجراءاتها 3 أسابيع في كل لجنة من اللجان، وقد استخدمنا التكنولوجيا الحديثة في التواصل مع المحكمين.ونفخر بأننا أكثر كلية على مستوى الخليج تقيم أنشطة على مدار العام الأكاديمي، فخلال العام الماضي نظمنا 26 نشاطاً، بمعدل نشاط كل أسبوع، كما نظمنا 4 مؤتمرات وملتقيات والعديد من الزيارات المتبادلة مع بعض السفارات، بالإضافة إلى تنظيم مهرجان الصين وهو مهرجان كبير جاء بمناسبة مرور 45 عاماً على العلاقات الكويتية-الصينية، وبالتالي فإن الكلية تمثل الجسر الذي يطبق سياسة الدولة في الإنسانية مع الدول، لا سيما أن الكلية أنشأت 10 مراكز للدراسات لمختلف الدول حول العالم.ونحن أيضاً نفتخر اليوم بأننا قد وضعنا خطة لحاجاتنا بالتوافق مع مخرجاتنا، فالكلية خلال العام المقبل قادرة على استيعاب 450 طالباً وطالبة، وخلال الدراسة التي أجرتها الادارة العامة للتخطيط في جامعة الكويت عن طريق نائب المدير الدكتور عادل الحسينان وجدت أن كليتنا هي الكلية الوحيدة التي كانت سياستها تتوافق مع الخطة.كما نود أن نشير إلى أهمية التخصصات التي تطرحها الكلية، إذ نجد اليوم أن سوق العمل بحاجة وبشكل كبير إلى تخصص الخدمة الاجتماعية، فالكويت عطشى إلى هذا التخصص لاسيما في وزارات الصحة والتربية والشؤون، بالإضافة إلى الحاجة إلى تخصص علم النفس، علاوة على تخصص نظم المعلومات والذي تم تغيير مسماه بعدما كان في السابق تحت المكتبات والمعلومات، وبالأمس القريب قمنا بتخريج 30 طالبا في تخصص نظم المعلومات بدرجة الماجستير، فهؤلاء الخريجون يحتاج إليهم سوق العمل أكثر من أي تخصص آخر.? كلية العلوم الاجتماعية من الكليات المهمة لاسيما أنها تطرح تخصصات تلامس الحياة الاجتماعية... فما دوركم في مواجهة الطائفية في مجتمعاتنا؟- الطائفية والقبلية قد تكون موجودة، لكني أقولها وأنا واثق، مثل هذه الأمور عصية على الدخول إلى جامعة الكويت، بدليل أن الإدارة في كلية العلوم الاجتماعية فيها كل أطياف المجتمع الكويتي، ولم تسجل أي قضية طائفية في طرح أكاديمي في كليتنا.هناك بعض الأمور الطائفية والقبلية التي قد تحدث عن طريق «تويتر»، فأكثر ما نسمع عن الطائفية في بلادنا تكون من خلال هذا الباب، باب وسائل التواصل الاجتماعي.ويجب علينا أن نعلم أننا إذا ما أردنا أن نقضي على الطائفية والقبلية، نستطيع أن نحقق ذلك في ظل وجود شفافية في البلد، وعلينا أن نعلم أن الكويت بلد دستوري، فإذا شعر الإنسان أن هناك ظلما وقع عليه فله الحق في اللجوء إلى القانون.? نرى دائماً طرحاً طائفياً وعنصرياً من قبل طلبة الجامعة لاسيما في فترة الانتخابات الطلابية فما تعليقكم؟- قمنا في كلية العلوم الاجتماعية وبمعية العميد السابق للكلية الدكتور يعقوب الكندري ورئيس قسم التدريب الميداني محمد الضويحي بإجراء دراسة تحت عنوان «المواطنة والولاء» على كافة شرائح المجتمع الكويتي ومنهم طلبة جامعة الكويت الذين حرصنا على وجودهم، وطرحنا سؤالاً: أيهم أكثر ولاءً للكويتي البدو أم الحضر أم الشيعة أم السنة؟ وقد أثبتت الدراسة أنه لا يوجد من يتفضل على الكويت في حبها ووجدنا أن المواطنة لدى الكويتيين نوعان مواطنة أفقية، وأخرى عمودية، أما الأفقية فتشير إلى أن ما تقدمه للبلد هو دليل على حبك وولائك له وانك أكثر وطنية، أما الموظف الذي يتغيب عن دوامه ويتغنى بالوطنية هذا يستخدم الوطنية العمودية لأنه يستخدم مصلحته، ودائماً ما يستند إلى أصله وفصله، لكن من لديه المواطنة الأفقية تجده يخاف الله ويحب البلد، وإذا تقاعس الآخرون هو لا يتقاعس.كما وجدنا في الدراسة أن المرأة لديها عاطفة وطنية أكثر، لكن الشيء الغريب أننا وجدنا أن من أعمارهم فوق 40 عاما لديهم الحس الوطني أعلى ممن هم أقل منهم، ووجدنا أن من تتجاوز أعمارهم الأربعين عايشوا فترة الغزو، ومن هم تحت العشرين إلى الآن لم يعرفوا قيمة خسران الوطن ولهذا ترى الطائفية والحدية تكون ما بين جيل الشباب، الذين لم يعرفوا قيمة أن تخرج من الكويت وأنت لا تعرف في ما لو كان هناك أمل في أن ترجع أو لا.علينا أن نعلم أننا جميعاً نمضي في قارب واحد، وإذا أحدث أحدهم خرقاً فيه من الممكن أن نغرق جميعنا، «الله لا يجيب لنا غزو ثاني حتى تعرفوا قيمة الوطن»... كلنا قد شاهد ما حدث من موقف لم نشهده في التاريخ والذي اتخذه سمو أمير البلاد عندما تم تفجير مسجد الإمام الصادق، حيث جاء وهو رأس الدولة بعفوية وذهب إلى مكان الجريمة الذي يعتبر من أكثر الأماكن خطورة.إن زيارة سمو الأمير لهذا المكان انتزعت ما كان يطمح إليه داعش، وعندما قال «هذولا عيالي»، لم يقلها سياسية، بل قالها بحسه الكويتي.ما دام لدينا قيادة سياسية لا تميز بين شيعي وسني وبدوي وحضري، وطرح حكومي لا يوجد فيه طرح طائفي فعلينا أن نتمسك بذلك، ونحن في الجامعة لو رأينا أي طرح طائفي أو قبلي فإن هناك قوانين تطبق على الطالب وهو قانون شق وحدة الصف والوحدة الوطنية.? ولكننا شاهدنا العديد من الشعارات القبلية التي رفعت أثناء انتخابات الجامعة العام الماضي...- لم نر هذا في كليتنا، لكن أي طالب يرفع شعاراً قبلياً أو طائفياً، أو شعاراً يشق صف الوحدة الوطنية في الكويت لن نتهاون معه، وأود أن أوجه رسالة للطلبة مفادها أن الكويت هي الوطن الذي يجمعنا ولا يمكن أن نجعل الانتخابات سبيلاً في تفرقتنا، نحن نشجع الطلبة على ممارسة حقهم الدستوري في الانتخابات، لكن أعلنها وبصراحة في كلية العلوم الاجتماعية، أي قائمة أو طالب أو أي فئة تستخدم الطرح الذي يشق وحدة الكويتيين سيكون له موقف يندم عليه وهو أنه قد يحال أو يفصل، وقد يحال حتى على الجهات المختصة.أنا أشجع أبنائي وأقول لهم ثقتي فيهم كبيرة، لكن لا تلعبوا بالطائفية والقبلية لأن الكويت لا تتحمل، انظروا إلى ما حولكم من حروب وصراعات، الكويت تجمعنا فقد عاش الآباء وأعطونا الأمانة فلا يجب أن نفرط في هذه النعمة وهي نعمة الأسرة الواحدة، ولا نريد أن يأتي بيننا من يشق وحدتنا.? الشهادات المزورة أو المضروبة هل هي فعلاً موجودة في جامعة الكويت اليوم؟- من يدعي أن هناك من زور شهادات فليأتنا بالدليل، فكلنا يعلم أن تعيين الأساتذة في جامعة الكويت يمر بخمس مراحل أدق من الدقيقة، أولاً يجب عليه أن يكون مبتعثاً، وإن لم يكن كذلك فيجب أن يكون حاصلاً على شهادات من جامعات معتمدة في جامعة الكويت لا من جامعات وهمية، وثالثاً يجب أن يمر في إجراءات التعيين ويجب أن يأتي برسالة الدكتوراه ويمر على لجنة في القسم ثم لجنة في الكلية ثم لجنة في التعيينات ثم على لجنة العمداء ثم على مجلس الجامعة، أما من يدعي أن جامعة الكويت فيها شهادة مضروبة فليتقدم لنا فإن تقاعسنا عن تطبيق القانون فسنكون شركاء في ذلك.

من اللقاء

معاناة العمل في التخصصات

بسؤال القشعان عن معاناة الطلبة بعد التخرج من عدم الحصول على وظيفة تتوافق وتخصصهم قال إن «هذه المشكلة تكمن في عدم التخطيط من قبل الطالب نفسه، فالجامعة تضع خطة الاستيعاب في التخصصات وفقاً لحاجة سوق العمل، ولهذا عندما طرحنا برنامج الماجستير في الاجتماع والخدمة الاجتماعية لم يتم طرحهما لتخريج باحثين فقط وإنما ممارسون يعملون في وظائف متوافقة مع تخصصهم كالعمل في مركز الكويت للصحة النفسية أو في المدارس».وأعرب عن تمنيه من الطالب قبل أن يتخصص «أن يعرف إلى أين ذاهب، وأن يعيد النظر في دخولة لبعض التخصصات التي تشبعت بشكل كبير»، ناصحا الطلبة المقبلين على التخرج من الثانوية العامة بـ«ألا يذهبوا إلى تخصصات فقط لأن أصدقاءهم يدرسونها، وإنما يفترض أن يتم اختيار التخصص الذي يجدون نحوه ميولاً واهتماماً».ودعا القشعان إلى «الالتحاق بالتخصصات التطبيقية في الكويت، في المحاسبة والخدمة الاجتماعية وعلم النفس والمكتبات وفي الـ GIS، فاليوم ليس عهد شهادات قرطاسية وإنما عهد شهادات تطبيقية».

مدينة صباح السالم الجامعية

قال القشعان في شأن تطورات مبنى الكلية في موقعها الجديد في مدينة صباح السالم الجامعية «إن مجلس الجامعة يطلعنا على التقدم الذي يحرزه الجهاز المختص في ذلك، ونحن في الكلية استشرنا في بداية الأمر عن حاجتنا وقدمنا لهم خطتنا». آملا «أن نقبل التحدي وأن يكون تسليم الجامعة كما قيل في عام 2019».

تخصصات جديدة

أكد القشعان أن الكلية لا تنوي الاستغناء عن تخصصات معينة بل هي «في طور طرح تخصصات جديدة تلبي حاجة سوق العمل»، مبينا أن «العالم يتحرك بشكل كبير لا سيما مع دخول التقنية فيه، ونحن نفكر في أن نستفيد من بعض التخصصات ونفتح تخصصات فرعية».ولفت إلى أن «عالمنا اليوم من المستحيل فيه أن تتخصص في الخدمة الاجتماعية ولا تفهم في الإعلام، أو أن تكون متخصصاً في الـGIS ولا تستفيد من البحوث التطبيقية في الهندسة، إذ نرى أن العالم متجه اليوم إلى ما يسمى بالدراسات البينية ولم يعد الاعتماد في الدراسة على التخصص الدقيق فقط، ولهذا ندعو إلى أن يكون هناك إعادة نظر في مسميات بعض الأقسام، فالجغرافيا لم تصبح خرائط فقط، حيث يوجد اليوم ما يسمى بالاستشعار عن بعد، والسياسة ليست فقط سياسة مفاوضات وإنما هي علاقات دولية، فكيف أكون سياسياً ولا أستفيد من قسم الإعلام؟ في المقابل كيف سأكون إعلامياً ولا أستفيد من قسم الاجتماع؟»

طرح برنامج ماجستير

كشف القشعان عن توجه لطرح برنامج ماجسيتر الإرشاد الإكلينيكي في الأسرة، مبينا انه «برنامج لا يخدم الكويت فقط بل جميع دول الخليج، ونريد أن نحقق هذا بحيث يأتينا من كل مؤسسة خليجية مبتعثان ليس بنظام الانتظام الدائم وإنما بنظام الكورسات المكثفة، إذ يطلب من المتقدم لهذا البرنامج 15 محاضرة خلال الفصل الدراسي الواحد بمعدل 3 مواد، ستكون في أيام الخميس والجمعة والسبت بحيث يأخذ الطالب كورسات مكثفة تغطي 15 ساعة، وخلال 3 أشهر يكون قد اجتاز 3 مواد ثم يأتي بعد ذلك إلى الاختبار».وذكر لأن هذا البرنامج «إلى الآن في طور العمل، وسنقدم هذا المشروع إلى كلية الدراسات العليا، وفي حالة الموافقة ستتم مخاطبة المؤسسات التطبيقية في المحاكم والمؤسسات الأسرية والصحية حتى يكون هذا البرنامج الأول على مستوى الخليج».