رغم الصورة السيئة التي يرسمها الكثير من المسلسلات عن المجتمع الكويتي، وهي بعيدة عن الواقع - والتي تُبَثُّ عبر القنوات المحلية والخليجية - إلا أن هناك صوراً مشرقة رائعة يبدع في رسمها العديد من الشباب الكويتي من الجنسين في ميادين ومجالات عدة.ففي جانب العمل التطوعي لخدمة المجتمع، نجد الفرق التي تعمل على نظافة البيئة ومنها فريق الغوص الذي يقوم بإزالة المخلفات البحرية التي دمرت البيئة البحرية، وكذلك الفرق التي تقوم على تنظيف الشواطئ، وتجميل أسوار المؤسسات التعليمية.وهناك الفرق التطوعية في ميادين العمل الخيري داخل الكويت وخارجه، والكل يشهد بالجهد الجبار الذي تبذله هذه الفرق واللجان من أجل رفع المعاناة عن الشعوب المنكوبة والتي يعاني بعضها من ويلات الحروب والصراعات المسلحة، كما في سورية.وهناك الفرق التطوعية للتوعية المجتمعية والمساهمة في تعزيز السلوك الإيجابي ومحاولة الحد من المظاهر السلبية، وهي لجان وفرق يقوم عليها شباب من الجنسين، ولعل أحد شواهدها فريق «قيم» التابع لجمعية الإصلاح الاجتماعي - فرع محافظة الفروانية، حيث اختتموا الأحد الماضي الحملة القيمية الرابعة والتي حملت شعار «السمح زين»، وكانت تحت رعاية محافظ الفروانية الشيخ فيصل الحمود المالك الصباح، حيث بذل الفريق جهودا حثيثة ومتواصلة لإيصال وغرس قيمة التسامح بين أفراد المجتمع، وأقام العديد من الفعاليات في المدارس والملاعب الرياضية والمسارح.وقد تحقق ضمن تلك الحملة تعزيز الشراكة المجتمعية لخدمة البلاد، حيث شارك العديد من الجهات في نجاح الحملة، ومنها وزارات ومؤسسات حكومية وأخرى أهلية شعبية.كما هناك فرق تطوعية تعمل في المجال الصحي للتوعية من أخطار بعض الأمراض المنتشرة وكيفية الوقاية منها.وقد اطلعت على نشاطات بعض الفرق والتي تعمل على تنمية المهارات القيادية لدى الشباب وتطويرها لتسهم بعد ذلك في خدمة الوطن.ومن الأمور التي تُشكر عليها الدولة، هي فتح المجال لترخيص الفرق التطوعية تحت مشروع «بادر»، حيث أتاحت الفرصة لكل راغب في تكوين فرق تطوعية أن يتقدم بطلبه، موضحا التخصص الذي يرغب العمل فيه، ووجدت أن هناك مجالات عدة متاحة، ومنها: الصحي والتعليمي والاجتماعي والانساني والإعلامي والرياضي...وهي دلالة على تشجيع الدولة لهذه الأعمال التطوعية وإيمانها بالدور الكبير الذي يمكن أن تساهم فيه هذه الفرق في خدمة المجتمع.أعتقد أن أهل الكويت جُبلوا على عمل الخير وتقديم الخدمات التطوعية من دون مقابل، وأكبر شاهد على ذلك الأعمال التي قاموا بها خلال الغزو العراقي، حيث أداروا الجمعيات التعاونية ومراكز الأطفاء والاسعاف والمخابز وقاموا بتنظيف الشوارع، وكل ذلك خدمة للوطن، وتقديم لأحد حقوقه على أبنائه.لقد ربى الإسلام أتباعه نحو السعي في الأعمال التطوعية وجعل من أحب الأعمال إلى الله ادخال السرور على المسلمين، والسعي في حوائجهم، وأخبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن من شعب الإيمان «إماطة الأذى عن الطريق».فشكرا لشباب هذا الوطن - من الجنسين - من العاملين في اللجان والفرق التطوعية، فأنتم من تستحقون التكريم، وأنتم من يرسم الصورة الناصعة المشرقة لهذا المجتمع، فبيّض الله وجوهكم وشكر المولى سعيكم.Twitter:@abdulaziz2002