كشف تقرير جديد نشره اتحاد «أوكسفام» الدولي عن أن عدداً كبيراً من عمال قطاع الدواجن في الولايات المتحدة يُحرمون بشكل روتيني من الذهاب إلى المرحاض في أثناء ساعات العمل، إلى درجة أنهم يضطرون إلى ارتداء حفاضات، كي يلبوا فيها نداء الطبيعة خشية أن يفقدوا وظائفهم إذا خرقوا الأوامر.واشار التقرير إلى أن دراسة، أجراها الفرع الأميركي للاتحاد الخيري المناهض للفقر والقهر، أظهرت أن الغالبية العظمى من عمال ذلك القطاع يتعرضون إلى إساءات وإهانات بما في ذلك السخرية والتجاهل والتهديد بالفصل من العمل عندما يطلبون فترة استراحة للذهاب إلى المرحاض خلال ساعات العمل.وجاء في سياق التقرير ما نصه: «يكافح أولئك العمال من أجل التكيف مع هذا الحرمان من حاجة إنسانية اساسية. فهم يبولون ويتبرزون وهم وقوف على خطوط الإنتاج (في مصانع الدواجن)، مرتدين حفاضات».وأضاف التقرير موضحا أن ذلك الأمر يجعل العمال يضطرون إلى تناول كميات ضئيلة جداً من الطعام والسوائل قبل الذهاب الى العمل كي يقلصوا احتياجهم إلى الذهاب للمرحاض، وهو الأمر الذي يجعلهم يتحملون الجوع والألم علاوة على تعريض أنفسهم إلى مشاكل صحية.ونقل التقرير شكاوى في هذا الصدد عن عمال في مصانع دواجن تابعة لشركات «تايسون فودز» و«بيردو فارمز» و«بيلغريمز برايد» و«ساندرسن فارمز»، وهي المصانع التي يعمل فيها ما إجماليه 100ألف عامل وتسهم بما نسبته نحو 60 في المئة من إجمالي انتاج القطاع في الولايات المتحدة. لكن التقرير أبقى اسماء وهويات أولئك العمال مجهولة كي لا يتعرضوا إلى اجراءات انتقامية.وفور صدور التقرير سارعت شركة «تايسون فودز» العملاقة إلى إصدار بيان رسمي أكدت في سياقه على أنها لا يمكن أن تتسامح مع حرمان عمالها من الذهاب إلى المراحيض خلال ساعات العمل في المصانع التابعة لها. وأضاف البيان: «نحن مهتمون وقلقون إزاء هذه المزاعم المنقولة على لسان عمال مجهولي الهوية، وعلى الرغم من أنه ليس لدينا اي شيء يدل على صحة تلك المزاعم فإننا نعكف حاليا على الفحص والمراجعة بهدف التأكد من أنه يتم اتباع سياستنا المتعلقة بالسماح باستراحات الذهاب إلى المرحاض».وفي حين شملت الدراسة التي أجرتها «أوكسفام» ولايات عدة، فإنه استشهدت ايضا باستطلاعات رأي كانت أجرتها مؤسسات وجمعيات حقوقية وخيرية أخرى حول ممارسات تمييز وقهر مشابهة ضد عمال في قطاع الدواجن وفي قطاعات أخرى يتم حرمانهم فيها من حقهم الطبيعي في قضاء الحاجة في أثناء ساعات العمل.ولفت التقرير إلى أن الذي يدفع مشرفي العمل في تلك المصانع إلى رفض السماح للعمال بترك خط العمل لدقائق كي يذهبوا إلى المرحاض هو أنهم يتعرضون إلى ضغط شديد كي يلبوا الطلبيات والمستهدفات الانتاجية اليومية، مؤكدا أن عدداً غير قليل من العمال يتعرضون إلى اجراءات تأديبية وعقابية في حال إخفاقهم في تحقيق مستوى معين من الإنتاجية في ذلك القطاع الذي يحقق أرباحاً طائلة بينما يدفع إليهم أجوراً متدنية نسبياً.