فيما اعتبر ان ممثلي البرلمانات هم صوت الناس وأصوات الناس صادقة ومعبرة، أكد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، أهمية تعزيز مفهوم الديبلوماسية البرلمانية، نظرا للدور المؤثر والمهم لهذا المفهوم وما ينطوي عليه من تأثيرات كامنة وغير مستغلة.وقال الغانم في افتتاح الاجتماع الـ 19 للأمناء العامين لمجالس الشورى والنواب والوطني والأمة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي عقد صباح أمس في فندق الشيراتون، «عندما نتحدث عن الديبلوماسية البرلمانية فنحن لا نتحدث عن أمر ثانوي يأتي على هامش المهمتين الرئيسيتين للبرلمان وهما التشريع والرقابة بل أتحدث عن مفهوم يمثل نتيجة منطقية لدور طبيعي لكيان شعبي جامع يملك شرعية التحدث باسم الامة ألا وهو البرلمان».وأشار إلى أن «عاملي حرية البرلمانات في علاقتها الخارجية وتحررها النسبي من المحاذير والقيود الرسمية كعنصرين مهمين يرفدان الديبلوماسية البرلمانية»ولفت إلى عامل ثالث يعطي أهمية للديبلوماسية البرلمانية المتعلق بطبيعة البرلمانات وقدرتها على الذهاب «خطوة الى الأمام فيما يتعلق بالقضايا الخارجية وتقديم أولويات عادة ما تكون مغيبة عن التعاطي الرسمي».وذكر الغانم، أن «حكوماتنا تتحدث بحكم طبيعتها التنفيذية عن سياسة واقتصاد وتجارة وتعاونات صحية وتعليمية وغيرها لكنها وبحكم وضعها قد تنسى قضايا التبشير السياسي والحقوقي والبيئي والثقافي وغيرها من القضايا التي يفترض أن تكون في صميم اهتمامات برلماناتنا».وأضاف «حكوماتنا والتي تحظى بدعمنا في الملفات الخارجية تذهب لبحث ما هو موجود ومترسخ تطوره وتدعمه وتعززه وتعالج اختلالاته إن وجدت بينما نحن في كثير من الأحيان نذهب لنفكر بصوت عال عما هو مسكوت عنه أو عما نحلم به كشعوب أو ما نقلق منه مستقبلا».واستطرد قائلا «نحن صوت الناس وصوت الناس دائما صوت شديد الالحاح والتطلب صوت متمني وحالم لكنه صوت حقيقي وأصيل والحل إزاء تلك الأصوات ليس التعالي عليها بحجة أنها أصوات منفعلة وغير منظمة بل الواجب هو قراءة تلك المطالب والشجون والهموم المجتمعية قراءة متأنية والإيمان بأنها أصوات برغم عدم انتظامها هي اصوات صادقة ومعبرة بشكل دقيق عن قلق جماعي موحد».وطالب الغانم الأمانات العامة للمجالس التشريعية الخليجية بتطوير تلك الأذرع الإدارية والأدوات البيروقراطية التي تمكن نواب الأمة وممثلي الشعوب من أداء هذه الديبلوماسية البرلمانية على أكمل وجه.من جانبه، قال أمين عام مجلس الأمة علام الكندري، إن «هذا الاجتماع الذي يعقد للمرة الرابعة في دولة الكويت ليعيد الزمان سيرته الأولى حيث كان الاجتماع الأول في عام 1997 على هذه الأرض الطيبة ليصبح أمانة يسلمها السابق للاحق»، مشيرا إلى «النجاح في تحويل رؤى مؤسسية من مبادئ إلى أفعال ومن فكر إلى سلوك، ولم يكن ليتحقق ذلك إلا بالاستمرار الدوري الدائم لهذا الاجتماع طيلة هذه المدة التي قاربت العقدين من الزمن».وسلط الكندري الضوء على أهم الانجازات التي أسفرت عنها الاجتماعات السابقة وهو تثبيت لجان ثلاث رئيسة هي لجنة التنسيق والمتابعة، ولجنة التطوير والتدريب، ولجنة تبادل المعلومات، لافتا إلى أن الهدف من تأليف هذه اللجان هو الربط بين الأمانات العامة للمجالس التشريعية الخليجية لتحقيق الأهداف المرجوةوأضاف الكندري، أن «أبرز أولويات هذه الاجتماعات هو التواصل المستمر مع دور الخبرات الاستشارية الدولية والعالمية والاستفادة منها»، مبينا أنه «ترجم ذلك من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ( UNDP ) لتنفيذ برامج تدريبية لموظفي المجالس التشريعية الخليجية»وأشار الكندري، إلى «اهتمام رئيس مجلس الأمة الكويتي طيلة فترة ترؤسة للاتحاد البرلماني العربي خلال السنوات الثلاث الماضية بتعزيز مفهوم ( الديبلوماسية البرلمانية ) سواء من خلال التأكيد عليه في الكثير من خطاباته في أكثر من محفل، أو من خلال تبنيه هذا الملف عمليا عبر التعبئة البرلمانية الشعبية ازاء الكثير من قضايا أمتنا العربية والإسلامية، والذي تجلى في أكثر من محفل اقليمي وقاري ودولي»، مشددا على أن «المطلوب من الاجتماع هذا العام هو التفكير بصيغ وآليات محددة وواضحة تتعلق بكيفية تعزيز وتسهيل وتمكين برلمانيينا من ممارسة الديبلوماسية البرلمانية سواء على المستوى الثنائي مع العالم أو في المحافل الجماعية الاقليمية والدولية»بدوره، قال ممثل أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، السفير حمد بن راشد المري، إن «النجاحات التي حققتها الدول الأعضاء في مسيرة مجلس التعاون خلال العقود الثلاثة الماضية، والتي دلت عليها مؤشرات العمل الخليجي المشترك، إنما تؤكد على حقيقة حرص أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس وقدرتهم على التعاطي مع طبيعة التحديات الداخلية منها والخارجية».وأضاف:«على خطى العمل المشترك فإن العمل البرلماني لايقل أهمية عنه، حيث تشهد دولنا ومنذ فترة ليست بالقريبة تطورات ايجابية في هذا الاتجاه تستند على أسس ثابته وخطى حثيثة ومدروسة تهدف إلى تعميق مبادئ وقيم الديموقراطية في مجتمعاتنا»، لافتا أنها «تأتي في ظل رغبة مشتركة لإشراك المواطنين في النهضة التي تعشيها دولنا والعمل على تحقيق مصالحهم وتفعيل مبدأ المشاركة الشعبية واتساع دائرة اتخاذ القرار»، آملا أن تخرج القرارات والتوصيات بالنتائج البناءة التي ستضيف للتعاون بين دول المجلس بشكل عام وللتعاون البرلماني الخليجي بشكل خاص.
محليات - مجلس الأمة
دعا في افتتاح اجتماع الأمناء العامين للمجالس البرلمانية في دول «التعاون» إلى تعزيز مفهوم الديبلوماسية البرلمانية
الغانم: نحن صوت الناس ... وأصوات الناس صادقة ومعبرة
05:01 م