بكل هدوء وسلاسة، ودون أي مفاجآت، مر اليوم الأول من تسلم شركة البورصة مهامها الإدارية في سوق الأوراق المالية.وأعلنت الشركة في مؤتمر صحافي عن تسلمها رسمياً عمليات تشغيل السوق (بدءاً من يوم أمس) وذلك بعد ان تم وضع خطة تشغيلية مفصلة وخارطة طريق استراتيجية لضمان عملية انتقال سلسة دون التأثير على مصالح المتعاملين.وشهد المؤتمر المشترك مع «هيئة الأسواق» إعلان نجاح عملية نقل الصلاحيات التشغيلية من إدارة السوق إلى شركة البورصة.وقال رئيس مجلس المفوضين نايف الحجرف «أخذنا اليوم (أمس) أولى الخطوات على طريق خصخصة البورصة، لقد أدارت شركة البورصة اليوم الأول للتداول تحت المظلة الجديدة بكل اقتدار وتمكن بحسب ما شهدناه طوال الساعات المخصصة للتعامل على الأسهم».وبين الحجرف أن «الهيئة» ستعمل عن قرب مع إدارة شركة البورصة في سبيل الانتقال للخطوة المقبلة والتي تتضمن تطوير الأدوات المالية والتصنيف الجديد للسوق وإعادة النظر في منظومة التداول بما يضمن تطويرها وجاذبيتها للتعزيز من تنافسية سوق الكويت والمساهمة في تعزيز سيولته وجذب الاستثمارات وصولاً إلى تهيئة السوق لطرح أسهمه في اكتتاب عام للمواطنين الكويتيين علاوة على تنسيق العمل مع كافة الأطراف والمؤسسات الحكومية وإيجاد حصة لمشغل عالمي.وأضاف الحجرف «ابتداءً من اليوم (أمس) أصبحت البورصة تدار من قبل القطاع الخاص الكويتي، وهو قطاع مبدع وخلاق كما عودنا دائماً، ونحن على ثقة كبيرة بقدرات شركة البورصة وإمكاناتها الفنية للبدء في ترجمة الخطط التطويرية وطموحات ورؤى الكويتيين في سوق مالي يليق بمكانة الكويت الاقتصادية كمركز مالي وتجاري وفق رؤية حضرة صاحب السمو أمير البلاد»، لافتاً إلى أن حجم الموافقات الصادرة عن «الهيئة» لإصدار صكوك خلال الفترة الماضية تبلغ 4 مليارات.العجيلبدوره، أعرب عضو مجلس المفوضين والمشرف العام على عمليه تسليم السوق خليفة العجيل عن سعادته بإتمام عملية الانتقال، مشيراً إلى أن الأشهر الأربعة الماضية قد شهدت عملاً متواصلاً ودقيقاً في سبيل الوصول لهذا اليوم، مشيراً إلى أن الهيئة كان لها دور فاعل في ترتيب عملية الانتقال وفق أعلى الضوابط المؤسسية، وأنها ستواصل متابعة عملية استكمال توفيق اوضاع السوق حتى نهايتها في 30 سبتمبر المقبل.وأكد العجيل أن «الهيئة» عملت بكافة قطاعاتها خلال الفترة الماضية بالتعاون مع كافة الأطراف ذات الصلة كالشركة الكويتية للمقاصة وسوق الكويت للأوراق المالية بالإضافة إلى شركة البورصة، مشيراً إلى أن العمل الذي حصد اجتماعات وصلت في مجموعها إلى 1000 ساعة نتج عنه إصدار أكثر من 20 قراراً تنظيمياً وأرشفة أكثر من 95 مليون مستند تعود إلى وقت إنشاء السوق قبل 33 سنة، مشيداً بجهود كافة فرق العمل التي ساهمت في الوصول إلى هذا اليوم.وأشار إلى أن «الهيئة» عملت على تهيئة البيئة القانونية وتنظيم اللوائح بما يواكب هذا التغيير المؤسسي الكبير الذي من شأنه أن يعود بالنفع على سوق المال والاقتصاد الكويتي ككل، مؤكداً على أن الهيئة تعمل وفق استراتيجيات وخطط طويلة الأمد بهدف خلق سوق مالي نشط ذي بنية قوية تؤهله لأن يكون في مصاف الأسواق المتقدمة في المنطقة والعالم.ووجه العجيل شكره إلى الفرق العاملة والموظفين واللجنة في سوق الكويت للأوراق المالية على ما قدموه من عمل خلال الفترة الماضية وخلال السنوات التي تسلموا من خلالها المسؤولية، مشيرا إلى أننا نتطلع الآن لما ستقدمه الشركة من ارتقاء وتطوير للسوق ومشدداً على أن الشركة ستلقى كل الدعم والمساندة من الهيئة في سبيل العمل وفق أعلى المعايير العالمية والارتقاء بالسوق إلى مصاف الأسواق العالمية الناشئة.الخالدمن ناحيته، قال نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة البورصة، خالد عبدالرزاق الخالد «نخطو اليوم خطوة مهمة في مسيرة الانتقال بسوق الكويت للأوراق المالية إلى مصاف الأسواق المتطورة في المنطقة، ليعمل وفق أسس عالمية ويشكل ملتقى مهما للمستثمرين من كافة أنحاء العالم، مستندين في ذلك على مبادئ رئيسية عمادها الشفافية والكفاءة والانفتاح».وأضاف الخالد بعد تسلمه رسمياً مهام مدير السوق «ان ما حصل اليوم (أمس) حدث مهم في تاريخ الاقتصاد الكويتي، إن تسلم شركة خاصة مسؤولية تشغيل السوق يعد تفعيلا كبيرا لدور القطاع الخاص الذي لطالما سعت له الدولة، وها نحن نزرع ثماره الأولى في أحد أهم مرافق الدولة الاقتصادية».وأوضح الخالد «لقد عملنا خلال الفترة السابقة على تأسيس وبناء شركة بورصة الكويت كي تحل محل سوق الكويت للأوراق المالية، فأتينا بفريق عمل محترف وعملنا لوضع استراتيجية التحول بعد اجتماعات مكثفة مع العديد من أصحاب المصالح والمهتمين بالسوق من شركات ومصارف وشركات الوساطة والمؤسسات الاستثمارية والجهات الحكومية والشركات المدرجة، كما عملنا عن قرب مع هيئة أسواق المال التي لمسنا منها كل الحرص على إنجاز ملف انتقال السوق لشركة البورصة والارتقاء بمستوى سوق المال في البلاد، ونتطلع للعمل مع الهيئة خلال الشهور القليلة المقبلة لاستكمال عملية الانتقال والتحول».وأكد أن الشركة ستعمل على هيكلة السوق، بما يواكب المعايير المقررة، ثم وضع إطار تنظيمي لجذب الشركات العائلية والحكومية للإدراج خلال المرحلة المقبلة، إضافة الى فتح المجال أمام الأدوات الاستثمارية المتنوعة لمواجهة شُح السيولة.وبموجب تسلّمها لعمليات تشغيل السوق، يصبح مجلس إدارة شركة البورصة ممثلاً للجنة السوق التي إنتهى عملها، كما يصبح الرئيس التنفيذي للشركة مديراً رسمياً للسوق، على أن يستمر العمل في نقل الصلاحيات وتوفيق الأوضاع لكل من شركة البورصة وسوق الكويت للأوراق المالية حتى تاريخ 30 سبتمبر 2016 الذي بحلوله سيتم الانتقال الكامل لشركة البورصة التي ستصبح مالكاً ومشغلاً للسوق تمهيداً لطرح أسهمها للاكتتاب لاحقاً.
اقتصاد
شركة البورصة في اليوم الأول: انتقال سلس... وتشغيل مُنظم
10:01 م