حدد رئيس البرلمان العربي، عضو المجلس الوطني الاتحادي في الامارات أحمد بن محمد الجروان، المطالب العربية من الجانب الإيراني بـ"التزام دولي مبرم وموثق للتهدئة وفتح صفحة جديدة مع دول المنطقة حتى لا تكون التهدئة نزوة ديبلوماسية على أن يتضمن هذا الالتزام حل الملفات العالقة بين الجانبين وعلى رأسها الملف الامني".وشدد الجروان في حوار مع «الراي» على ضرورة ان "تعي إيران اننا على علم بأن هناك تدخلا من قبلها في المنطقة وان لديها مجاميع تثير الشغب والاشكاليات في دول الخليج، وبالتالي فإن عليها رفع يدها عن هذه الجهات وان تكشف عن الخلايا النائمة اذا كانت هناك خلايا أخرى في المنطقة من منطلق حسن النوايا".وقال:"نحتاج من إيران ان تكف عن دعمها والمشاهرة والمجاهرة بكل ما يعكر صفو المزاج الرامي للتهدئة والمصالحة"، مضيفا أن" ترحيب البرلمان العربي بالمبادرة الإيرانية للتهدئة مع جوارها العربي تستند على الإرث العربي الأصيل الداعي دائماً الى السلام والتهدئة وحسن الجوار".وتابع"على إيران أن تنسحب إلى داخلها وأن تنشغل في بناء دولة هائدة ومستقرة وتكف عن التحريض على العرب وبينهم وبين بعضهم البعض".ورأى ان "ما صرف على التسليح في إيران او العالم العربي كان يكفي لبناء جسور من ذهب عبر ضفتي الخليج بينها وجوارها".وأشار إلى أن في إيران أكثر من خمسة اعراق مختلفة "إلا أننا لا نريد ان نخوض في شأنهم الداخلي او التحريض بينهم، وسنظل على مبادئنا العربية الأصيلة الملتزمة بحسن الجوار وسنقف مع قيادة المملكة العربية السعودية للتكتل ضد محاور الشر ومن لا يريد الخير لنفسه أو يريد التعنتر والاستقطاب لفرض توجهه على الآخرين فكأنه يجلب الثعابين الى حجره".وفي ما يلي نص الحوار:• على ضوء ترحيبك بالرغبة الايرانية فتح صفحة جديدة في المنطقة والدعوة إلى التهدئة، ذكرت ان هناك اشتراطات على الجانب الايراني فما الملفات الاساسية المطلوبة من الايرانيين تسويتها مع دول الخليج ؟- أولا اشكرك على هذه الفرصة وأشكر صحيفة «الراي» على هذه المناسبة المهمة جداً والدور الايجابي الوطني الذي تقوم به، ونحن في البرلمان العربي نستمد سياستنا واتجاهاتنا الخارجية من الارث العربي الاصيل الداعي دائماً الى السلام والتهدئة وحسن الجوار ومن هذا المنطلق نبني عملنا على تعزيز هذا الاتجاه والعمل بما يخدم المصلحة العربية بصفة عامة في ظل هذه الظروف ومن هنا نرحب بما تناولته صحيفة «الراي» عن المبادرة الايرانية للتهدئة في ما يخص القضايا الراهنة العالقة بين الجمهورية الايرانية والوطن العربي خاصة وان البرلمان العربي دائما ما يطالب بحسن الجوار وعدم التدخل الايراني في الشأن العربي ودائما ما يمد يد التسامح وتعزيز التهدئة من خلال التعامل الايجابي مع الجالية الايرانية التي تعيش بالوطن العربي والحفاظ على مقدرات الشعب الايراني وتجارته في الاسواق العربية بل وذهبنا الى أبعد من ذلك بالدعوة الى دعم هذه التجارة وتعزيزها لخلق اجواء التهدئة الشاملة، والآن وما ان بدأت ايران ان تقرأ الكتاب العربي الداعي للتهدئة وللسلام في ظل كل المعطيات التي تحتم علينا الوقوف خلف قياداتنا الحكيمة في توجهها ايا كان السياسي والديبلوماسي او حتى ان دعت الظروف للتوجه العسكري لحماية مقدراتنا وامننا فإننا نؤكد على اننا كشارع عربي ومواطنين عرب مع التهدئة وما تراه القيادة العربية في تناولها لهذا الملف لكن لنا مطالب.• ما مطالبكم في البرلمان العربي للتهدئة وفتح صفحة جديدة بين الايرانيين ودول الخليج ؟- من أهم هذه المطالب أننا نريد من الايرانيين التزاما دوليا مبرما وموثقا للتهدئة وفتح صفحة جديدة مع دول المنطقة حتى لا تكون التهدئة نزوة ديبلوماسية ويتضمن هذا الالتزام حل كل الملفات العالقة بين الجانبين الايراني والعربي وعلى رأسها الملف الأمني إذ لابد ان تعي إيران اننا على علم بأن هناك تدخلا من قبلها في المنطقة وان لديها مجاميع تثير الشغب والاشكاليات في دول الخليج وعليها رفع يدها عن هذه الجهات وان تكشف عن الخلايا النائمة اذا كانت هناك خلايا أخرى بالمنطقة من منطلق حسن النوايا، ونحن لا نحتاج من ايران ان تدعمنا دوليا فنحن 22 دولة وهي دولة واحدة ونحن قد ندعمها دوليا وهي التي تحتاج إلى دعمنا دوليا، ولكننا نحتاج منهم إلى التعاون والعمل لمستقبل المنطقة كما نحتاج منها أن تكف عن دعمها والمشاهرة والمجاهرة بكل ما يعكر صفو المزاج الرامي للتهدئة والمصالحة ولا نريد تكرار ما يردد سابقا من تمدد «ايران على البحر المتوسط والبحر الأحمر» وغيرها من شعارات الحرب الإعلامية التي نعيها جيداً ولا تؤثر بنا كمواطنين عرب كما على الايرانيين أن يحترموا حسن الجوار ويرفعوا أيديهم عن التدخل في الشأن العربي سواء كان في اليمن أو لبنان او سورية او العراق ولا نريد الحديث عن طوائف فنحن مسلمون ولا نقبل بان تنفرد إيران بتغذية الحس الطائفي بالمنطقة وعليها الكف عن مبدأ تصدير الثورة فالمواطنون العرب لديهم مرجعية عربية والمواطنون الايرانيون لديهم مرجعية ايرانية وعليهم أن يعوا أن العرب ليسوا ايرانيين والمنطقة العربية لن تكون ايرانية أو فارسية او شيعية يوما ما ونحن في الوطن العربي لدينا اخوة غير مسلمين يعيشون بيننا بسلام فالعالم تغير ونريد كذلك من ايران أن تكف عن التحريض علينا في المحافل الدولية وفي الداخل العربي بين جهة واخرى او طائفة واخرى وعليها العودة من الساحة العربية الى الداخل وبناء ايران هادئة مستقرة، ونحن نريد ان تسخر مقدرات ايران لإيران كما نريد ان تسخر مقدرات العالم العربي للعرب إذ إن ما صرف على الحروب والتسلح كان يكفي لبناء جسور من ذهب بين إيران والمنطقة العربية عبر الخليج العربي.• بمناسبة الحديث عن مقدرات شعوب المنطقة على الجانبين العربي والايراني ذكرت في تصريح سابق انك لا تريد ان تضيع هذه المقدرات على التسليح هل تعتقد ان هناك من يستنزف مقدرات المنطقة ؟- نعم الكثير من مقدرات شعوب المنطقة وما يخدم تنميتها وابناءها بالمستقبل يستنزف على التسليح ونحن في جنوب الكرة الارضية مستهدفون وهذه من أبجديات قراءة السياسة الدولية... فهل ما يحاك لنا الآن في مصلحة شعوبنا مثلا!! ام انه استنزاف لثرواتنا ولمصلحة الصهيونية الدولية وإسرائيل... و لذلك فنحن ندعو الشعب الايراني إلى دعم مبادرة التهدئة إن كانت حقيقية وتنم عن العودة للصواب وان يكون له دور فاعل في تسخير مقدرات الجمهورية الايرانية لشعبها.• هل بالفعل هناك أجنحة في السياسة الخارجية الإيرانية خاصة وأن وزير الخارجية الكويتي السابق الشيخ محمد الصباح ذكر ان هناك إيرانيين بتوجهين مختلفين الاول يقوده اصلاحيون ويسعون نحو الاستقرار والسلام والثاني يقوده المتشددون ويسعون إلى نشر الفتن والدمار ؟- في إيران أكثر من خمسة اعراق مختلفة فهناك الاكراد والفرس والعرب والبلوش ونحن لا نريد ان نخوض بالشأن الداخلي لهم او التحريض وسنظل على مبادئنا العربية الاصيلة الملتزمة بحسن الجوار وسنقف مع الديبلوماسية والقيادة العربية في ظل التطورات الاخيرة بقيادة المملكة العربية السعودية للتكتل ضد محاور الشر ومن لا يريد الخير لنفسه ومن يريد التعنتر والاستقطاب لفرض توجهه على الآخرين فكأنه يجلب الثعابين الى حجره، ونحن مع ان يكون للشعب الايراني كلمة بالضغط على صانع السياسة في طهران لدعم التوجه الرامي إلى التهدئة.• ذكرت في تصريح لـ «الراي» ان للبرلمان العربي دورا في التهدئة بالمنطقة فهل من الممكن ان يلعب البرلمان دور الوساطة بين الدول الخليجية والجانب الايراني لتهيئة اجواء التهدئة ؟- أشكرك على هذا السؤال فما لا شك فيه ان التوجه غير الايجابي للسياسة الايرانية تجاه دول الخليج والوطن العربي ليس بجديد وعلى الرغم من ذلك فإن البرلمان العربي كان حاضرا بإيجابية وتوجه الى طهران والتقينا بالسيد علي لاريجاني ومع اعضاء مجلس الشورى الايراني وبكل صدق وحسن نوايا حرصنا على ايصال رسائل ايجابية لكي لا ندفع إلى مزيد من التدهور في العلاقات بين الجانبين، لكن استمرار التوجه الايراني في الفترة الاخيرة ادى إلى ما وصلنا اليه الآن، ومع ذلك أؤكد ان البرلمان العربي على اتم الاستعداد لان يكون لاعبا اساسيا ويتناول ملف التهدئة بين الجانبين العربي والايراني من جانب الديبلوماسية البرلمانية والتواصل الشعبي ونحن الآن في البرلمان العربي في طور الانتهاء من منظومة إجراءات لتشكيل لجان مصالحة وصداقة مع الجوار العربي لكننا لا نستطيع ان نتحرك دون وجود فرصة لذلك ولا نستطيع ان نتحاور مع ايران ونحن في حالة اللا سلم ونحتاج الى تأكيدات رسمية وملزمة من الجانب الايراني بالتهدئة وهذه التأكيدات لا تعني العمل على الساحة الاعلامية وانما العمل على الارض واعلان رسمي على الساحة الدولية كالأمم المتحدة والمجتمع الدولي من قبل ايران بنيتها التهدئة وتغيير سياساتها التي لا تتماشى مع التوجهات العربية كما نريد انهاء احتلالها للجزر الامارتية الثلاثة ووقف التدخل بشأن مملكة البحرين كبادرة حسن نوايا وعندها سنأخذهم بالاحضان ولا مشكلة لدينا، كما ندعو ايران كجارة للوطن العربي ان كانت لها مصالح تجارية او سياسية او ديبلوماسية ان تذهب إلى جامعة الدول العربية لعقد لقاءات مثمرة فيها فهناك مؤسسات اقرها الشارع العربي لقيادته ولا نقبل الدخول من النوافذ ونقول لإيران ادخلي من الابواب واذهبي للقيادة العربية وقولي ان لديك جالية مضطهده او لديك مصالح وهذا امر طبيعي ولكن فرض الامر الواقع لن يجدي معنا فنحن حاربنا اسرائيل وأميركا والعالم كله في فترات تاريخية ونؤمن بكفاءتنا السياسية والعسكرية ونحن عرب وليعلم العالم كله ودول الجوار ان للعرب قدرة هائلة جداً على التحمل والعمل وادارة الازمات بصورة ايجابية ونحن نؤمن أيضا بمبدأ أن من الازمات تولد الفرص ونحن الآن في ازمة ولابد ان تولد منها فرصة لحماية مقدرات الطرفين العربي والايراني.• هل انت متفائل ببوادر ايجابية بين الجانبين العربي والايراني في المستقبل ؟- انا مؤمن بالديبلوماسية الكويتية وما يقوم به النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد بما يملكه من كفاءة عالية وكلي ثقة فيها ونحن دائما شعوب متفائله ولا تهزها الحروب النفسية والضغوط ولسنا فقط متفائلين وانما مرحبون بكل ما من شأنه اقرار الاستقرار والأمن بالمنطقة ونحن لدينا اصدقاء كثر ايرانيون وانا شخصيا كرئيس للبرلمان العربي لدي اصدقاء كثر ايرانيون وغير ايرانيين من مختلف الاعراق والديانات والمعتقدات فالانسانية دائما ما تجمعنا كبشر وبالنهاية أجدد تأكيدي كمواطنين عرب اننا على أتم الاستعداد لندفع بالتهدئة إلى المنطقة.
محليات - مجلس الأمة
رئيس البرلمان العربي دعا إلى أن يتضمن حل المشاكل الأمنية والكف عن التدخل في الشؤون العربية
الجروان لـ «الراي»: نريد التزاماً إيرانياً بأن حديث التهدئة ليس نزوة ديبلوماسية
02:45 م