| إعداد عبدالعليم الحجار |كشفت دراسة علمية أعدها مستشفى جون هوبكنز في الولايات المتحدة الأميركية ان العلاج الكيماوي لم يعد السبيل الوحيد لاستئصال الخلايا السرطانية والقضاء عليها، إذ ان الحمية الغذائية تلعب دوراً رئيسياً في مكافحة نشاط الخلايا السرطانية، موضحة ان من العناصر المنشطة لهذه الخلايا السكريات واللبن الحليب واللحوم الحمراء والقهوة والشاي والشوكولاتة.وقدمت الدراسة عدداً من النصائح تم نشرها في مجلة دورية وعُممت على مركز وولتر ريد الطبي التابع للجيش الأميركي، ومن أبرزها عدم وضع قناني الماء البلاستيكية في فريزر الثلاجة ومنع استخدام الاطباق البلاستيكية في أفران الميكروويف، وفي ما يلي عرض لأهم ما تناولته الدراسة الأميركية.في البداية بينت الدراسة ان الخلايا السرطانية توجد في جسم كل شخص، لكنها لا تظهر في الاختبارات القياسية إلا إذا تكاثرت ووصل تعدادها إلى بضعة مليارات، وعندما يبلغ الطبيب مرضاه بأنه لم تعد هناك خلايا سرطانية في أجسامهم بعد تلقي العلاج، فإن ذلك لا يعني سوى أن الاختبارات القياسية لم تعد قادرة على الكشف عن الخلايا السرطانية وذلك لأنها أصبحت أقل من المستوى الذي يمكنها استشعاره.كما ان الخلايا السرطانية تنشأ في الجسم بما يتراوح بين 6 و 10 مرات خلال حياة الشخص العادي وعندما يكون جهاز الانسان المناعي قويا فإنه يدمر الخلايا السرطانية ويمنعها من التكاثر ومن أن تتكتل مكونة أوراما سرطانية، أما اذا أصيب شخص ما بالسرطان فإن ذلك يشير إلى أنه يعاني من نقص غذائي متعدد، وهو الأمر الذي قد تكون وراءه عوامل جينية (وراثية) أو بيئية أو غذائية.المكملات الغذائيةوذكرت الدراسة انه للتغلب على ذلك النقص الغذائي المتعدد، فإن تغيير الحمية وتعزيزها بمكملات غذائية يسهم في تقوية الجهاز المناعي للجسم. وبينت ان العلاج الكيماوي يعتمد على تسميم الخلايا السرطانية المتنامية بسرعة إلا أنه يقوم في الوقت ذاته بتدمير الخلايا السليمة (غير المسرطنة) الموجودة في نخاع العظام وفي الجهاز الهضمي وغيرهما كما أنه قد يتسبب في إتلاف أعضاء حيوية في الجسم كالكبد والكليتين والقلب والرئتين وغير ذلك.وبالنسبة إلى العلاج الإشعاعي فإنه يستهدف تدمير الخلايا السرطانية ولكنه يترك وراءه حروقا وندوبا كما أنه يلحق أضرارا بالخلايا والأنسجة والأعضاء السليمة، مشيرة الى أن العلاجين الكيماوي والاشعاعي يؤديان إلى تقليص حجم الورم السرطاني، لكن استخدامهما لفترات طويلة لا يؤدي إلى مزيد من التدمير لذلك الورم، عندما يئن الجسم تحت وطأة العبء السمومي الذي ينجم عادة عن كثرة استخدام العلاج الكيماوي أو الإشعاعي لفترات طويلة ، فإن ذلك يؤدي إلى إضعاف أو حتى تدمير الجهاز المناعي، وهكذا فإن جسم الشخص المصاب يصبح عرضة للاستسلام لشتى أنواع الأمراض والمضاعفات.وأفادت ان العلاج الكيماوي والعلاج الإشعاعي يتسببان في جعل الخلايا السرطانية تتحور وتصبح لديها مقاومة شديدة بحيث يكون من الصعب تدميرها، كما أن العلاج الجراحي قد يتسبب في تحريض الخلايا السرطانية على الانتشار إلى مواقع أخرى في الجسم.ولفتت الى ان الطريقة الفعالة لمكافحة الخلايا السرطانية هي أن يتم «تجويع» تلك الخلايا حتى الموت ، وذلك بألا نقدم اليها الأغذية التي تحتاج اليها كي تتكاثر. منشطات الخلايا السرطانيةوكشفت الدراسة العلمية أن من أبرز العناصر المنشطة للخلايا السرطانية هي: السكريات، فإذا قطعنا عن تناولها نكون قد منعنا موردا غذائيا مهما عن تلك الخلايا، وبالنسبة إلى بدائل السكر فإن معظمها يعتمد على استخدام مادة تعرف باسم (Aspartame) وهي مادة مضرة، والبديل الطبيعي الأفضل لها هو عسل النحل أو العسل الأسود (الدبس) لكن بكميات قليلة جدا، كما أن ملح الطعام تضاف اليه مادة كيماوية لجعل لونه ناصع البياض، والبديل الأفضل له هو استخدام ملح البحر الخشن.ومن العناصر التي تنشط الخلايا السرطانية أيضاً هو تناول اللبن الحليب الذي يجعل الجسم يفرز مخاطا خصوصاً في القناة الهضمية، وتتغذى الخلايا السرطانية عادة على المخاط، ولذلك فإن الاستغناء عن اللبن الحليب والاستعاضة عنه بحليب الصويا غير المحلى يؤدي إلى جعل الخلايا السرطانية تتضور جوعا حتى الموت. كما ان الخلايا السرطانية تزدهر وتنمو وتتكاثر في البيئة الحمضية. وبما أن الحمية المعتمدة على اللحوم تخلق بيئة حمضية، فإنه من الأفضل أن تعتمد الحمية الغذائية على الأسماك مع بعض الدجاج والاستغناء عن لحوم الحيوانات، وعلاوة على ذلك فإن اللحوم تحتوي عادة على طفيليات وعلى آثار من المضادات الحيوية وهورمونات النمو التي يتم حقن المواشي بها عادة ، وهي كلها مضرة للناس بشكل عام ولمرضى السرطان بشكل خاص.ودعت الدراسة الى تجنب القهوة والشاي والشوكولاتة، فهي تحتوي على نسب مرتفعة من الكافيين معتبرة ان الشاي الأخضر بديل افضل، وبالنسبة إلى الماء فإنه من الأفضل أن يشرب الماء المنقى جيدا مع التقليل من شرب ماء الصنبور كي تتفادى المعادن الثقيلة والأحماض التي تكون موجودة فيه عادة. وذكرت ان هناك صعوبة في هضم الدهون الموجودة في اللحوم ولذلك فإن عملية هضمها تستهلك كمية كبيرة نسبيا من الانزيمات. وبالنسبة إلى اللحوم التي لا تهضم تماما فإنها تبقى في الأمعاء وتصبح متعفنة فتؤدي إلى مزيد من التراكمات المسببة لتراكم السموم في الجسم.جدران الخلايا السرطانية محاطة بغلاف بروتيني واق، والامتناع عن- أو التقليل من- تناول اللحوم هو أمر يسهم في ادخار اكبر قدر من الانزيمات الهاضمة للتركيز على مهمة مهاجمة تلك الأغلفة البروتينية الواقية وهو الأمر الذي يفسح المجال بدوره للخلايا المقاومة في الجسم كي تدمر الخلايا السرطانية.وألمحت الدراسة إلى أن هناك بعض المكملات الغذائية التي تسهم في بناء وترميم الجهاز المناعي (بما في ذلك الفيتامينات والمعادن ومضادات التأكسد) في سبيل تمكينه من تدمير الخلايا السرطانية. وهناك مكملات غذائية أخرى كفيتامين (E) الذي من المعروف عنه انه يتسبب في حدوث ما يعرف بـ«الانهدام الطبيعي المنظم» -أي الموت والإحلال المبرمج لخلايا الجسم وذلك في إطار الطريقة الطبيعية التي يتخلص الجسم عن طريقها من الخلايا التالفة أو غير المرغوب فيها.وأفادت أن السرطان هو مرض يتطلب مواجهة مشتركة من جانب الجسم والعقل والروح معا. فالروح المثابرة والإيجابية تساعد المريض في معركته ضد السرطان وتأخذ بيده إلى النجاة، أما الغضب والحنق والشعور بالمرارة فإنها أمور سلبية تجعل الجسم بيئة حمضية ومتوترة، فعلى مريض السرطان ان يتعلم أن يكون هادئا ومسترخيا وان يستمتع بالحياة قدر الإمكان.وكشفت ان الخلايا السرطانية لا تستطيع أن تزدهر في بيئة مشبعة بالأوكسجين، فمن المعروف أن التنفس العميق و المواظبة على ممارسة التمارين الرياضية يوميا يساعدان على وصول الأوكسجين إلى خلايا الجسم. ولذلك فإن العلاج بالأوكسجين هو من بين الطرق التي يتم اللجوء اليها لتدمير الخلايا السرطانية.نصائح وتحذيراتونصحت الدراسة بتجنب استخدام مواد «الدايوكسين» الكيماوية، لأنها تسبب السرطان، لا سيما سرطان الثدي. فـ«الدايوكسينات» سامة جدا على خلايا الجسم،وحذرت من تبريد قناني الماء البلاستيكية في الفريزر ، فذلك الأمر يؤدي إلى إطلاق «الدايوكسينات من البلاستيك».وأشارت الى انه قبل فترة قصيرة شارك الدكتور ادوارد فوجيموتو، الذي يتولى إدارة مشروع العافية البدنية في مستشفى كاسيل، كضيف في برنامج تلفزيوني كي يشرح ذلك الخطر الصحي حيث تحدث عن «الدايوكسينات» ومدى ضررها على الصحة.حيث قال «إنه يتعين علينا ألا نقوم بتسخين أطعمتنا في أفران الميكروويف مستخدمين اوعية بلاستيكية»، مشيرا إلى أن «ذلك الأمر ينطبق ايضا على الأطعمة التي تحتوي على دهون». وأوضح أن «توليفة الدهون مع الحرارة العالية مع البلاستيك تؤدي إلى إطلاق (الدايوكسين) في الطعام ومنه إلى خلايا الجسم في نهاية المطاف بعد أن يتناول المرء ذلك الطعام».وعوضا عن ذلك فإن الدكتور فوجيموتو أوصى باستخدام أوعية مصنوعة من الخزف أو الزجاج المقاوم للحرارة العالية كزجاج البايريكس مثلا بحيث يتسنى للمرء أن يحصل على النتيجة ذاتها (تسخين الطعام) لكن من دون «دايوكسين».والخلاصة هي أنه ينبغي عدم استخدام أوعية أو أوان بلاستيكية عند تسخين أي أطعمة في فرن الميكروويف.ووفقا للدكتور فوجيموتو فإنه ليس هناك «ما يمنع من استخدام مغلفات ورقية لتغليف الطعام عند تسخينه في فرن الميكروويف، لكن المشكلة تكمن في أن المرء لا يستطيع أن يعرف المواد الداخلة في مكونات الورق المستخدم، ولذلك فإن الخيار الأكثر أمانا وسلامة هو استخدام الأواني الخزفية أو الزجاجية المقاومة للحرارة العالية. ونوه الدكتور فوجيموتو إلى أن مشكلة الدايوكسين كانت واحدة من الأسباب التي كانت وراء استغناء عدد من مطاعم الوجبات السريعة الأميركية اخيرا عن استخدام الأطباق المصنوعة من رغوة الفلين والاستعاضة عنها بأوان مصنوعة من الورق».وعلاوة على ذلك فإن الدكتور فوجيموتو أوضح «أنه من الخطورة تغليف الأطعمة بورق التغليف البلاستيكي عند تسخينها في فرن الميكروويف إذ ان ارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلى انطلاق أبخرة سامة (مشبعة بالدايوكسين) من ذلك الغلاف ثم تجد طريقها إلى داخل الطعام. ولذلك فإنه من الأفضل تغليف او تغطية الطعام بمنشفة ورقية عند تسخينه في فرن الميكروويف».