سيشكل قدوم المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا إلى فريق مانشستر سيتي الإنكليزي لكرة القدم نقلة نوعية لهذه المسابقة. إن وجود هذا المدرب في الـ«برميير ليغ» سيمنح الدوري اضافة وقيمة كبيرتين جدا بعد أن أثبت «بيب» نجاحه في الدوريين الإسباني مع برشلونة والألماني.من المهم جدا أن نفهم أن استقطاب مدرب فذ مثل غوارديولا يعني أن الطموح أصبح أكبر بالنسبة الى ملاك مانشستر سيتي، ويبدو أن هناك هدفا استراتيجيا يسعى إليه النادي ومن الطبيعي أن يكون تحقيق كأس دوري ابطال أوروبا.في كل موسم، يرشح النقاد الـ«سيتيزنس» لتحقيق اللقب الأوروبي الأهم قياسا على القيمة المادية التي يصرفها على ضم النجوم وقيمتهم الفنية أيضا لكن الشارع الرياضي لطالما اصطدم بخروج «سيتي» مبكرا وأحيانا من دوري المجموعات غير أن وجود «بيب» سيجعل الطموح أكبر، ولذلك يستوجب على إدارة النادي توفير ميزانية خاصة يستقطب من خلالها المدرب الإسباني نخبة من اللاعبين الذين يخدمون طريقة وأسلوب لعبه.من الممكن جدا أن يحتفظ «بيب» بمجموعة من اللاعبين خاصة أصحاب النزعة الهجومية أمثال الارجنتيني سيرجيو اغويرو ورحيم ستيرلينغ والفرنسي سمير نصري والاسباني ديفيد سيلفا والبرازيلي فرناندينيو، فهؤلاء لهم من الخاصية الهجومية ما يجعل المدرب يبني عليهم أفكارا معينة بأسلوب الـ«تيكي تاكا»، كما أنه من الضروري أن يجلب غوارديولا معه لاعبين يخدمون استراتيجيته التكتيكية، مثل مواطنيه تياغو الكنتارا لاعب بايرن ميونيخ وبيدرو رودريغيز لاعب تشلسي اللندني. ستضفي هذه الإضافات نكهة إسبانية على الفريق لا شك في ان «بيب» يحتاجها لتطبيق ما يريد من أفكار وأسلوب ونهج تكتيكي.في المقابل، أتوقع أن يكون أول المغادرين العاجي يايا توريه لأكثر من سبب، فمن الصعب أن يتأقلم مع غوارديولا من الناحية النفسية بعد أن تخلى عنه المدرب الإسباني في أفضل مراحله عندما كان في برشلونة، كما ان ثمة عرضا مغريا من الصين سيجعل توريه يفكر في إنهاء مشواره في «القارة الصفراء».ومن الممكن أيضاً أن يبحث «بيب» عن نوعية معينة من المدافعين يتمتعون بمهارة بناء الهجمات والقدرة على تطبيق الأساليب الدفاعية والهجومية وفق متطلبات النهج الفني والمشاركة في تطبيق الـ«تيكي تاكا».ووفق هذا المعيار، من الصعب أن تبقى تلك الأسماء الموجودة حالياً في «سيتي» مع غوارديولا، فهو دقيق جدا، وهذا ما قاله عنه الهولندي غوس هيدينك مدرب تشلسي الذي صرح: «تواجد بيب في الدوري الإنكليزي سيكون له طعم جميل من الناحية الفنية. غوارديولا من أدق المدربين معرفة وبحثا في التفاصيل».سيجعل غوارديولا المتعة أكبر والمتابعة أكبر أيضاً في الدوري الممتاز لأنه صاحب كاريزما خاصة، فحين ذهب لتدريب بايرن ميونيخ، استقطب مشاهدة أكبر للدوري الألماني، كما ان عدد أنصار «سيتي» سيعيش ازديادا، إن لم يكن تشجيعا للفريق حباً للمدرب.أتوقع أن يكون قدوم «بيب» سببا في عودة البرتغالي جوزيه مورينيو إلى الدوري الإنكليزي من جديد، وتحديداً الى مانشستر يونايتد ليعيش عشاق «المستديرة» «دربي» من نوع آخر بين الرجلين اللذين شغلا العالم عندما كانا مدربين لبرشلونة وريال مدريد على التوالي.* حارس مرمى منتخب الكويت سابقاً