من أكثر المعوقات التي تمنع الناس من الانتقال من الأوضاع السيئة إلى الحسنة، ومن العبودية إلى الحرية، ومن التخلف إلى التقدم هي الخوف من التغيير، ومحاربة كل ما هو جديد.فهذا التغيير حتى ولو كان سيعود على الناس بالنفع، وسيرتقي بحياتهم إلى الأفضل، ويُخلصهم من بعض الآفات والأمراض العقدية والمجتمعية التي تعودوا عليها، إلا أن الخوف من المجهول هو الذي يتغلب على الكثير منهم، والبعض يستصعب تغيير عادة وجدها في قبيلته أو عائلته أو في مجتمعه ولسان حاله: «إنا وجدنا آباءنا على أمّة وإنا على آثارهم مهتدون»، ولذلك تجد أن حركة مقاومة التغيير شديدة عند بعض ما لا يُحسن استخدام عقله، وتكون العاطفة هي التي تتحكم في مواقفه وتصرفاته.وبلا شك إنه ما من مجتمع إلا وفيه بعض العادات التي تحتاج إلى تغيير وتعديل، إما لمخالفتها للشرع أو للفطرة، أو فيها غبن أو ظلم لفئة، وأكثر من يسعى للتغيير إلى الأفضل هم المصلحون الذين يشغلهم حال مجتمعهم وبلادهم وأمتهم، لكن ينبغي لمن أراد التغيير أن يراعي أحوال الناس، وأن يكون الأمر على تدرج، وأن يبذل الإنسان الأسباب المناسبة لإجرائه، وألا يقفز على السلم إلى الدرجة الأخيرة من أول لحظة.هناك عادات دينية خاطئة يمارسها بعض الناس، كزيارة القبور وطلب النفع من أصحابها، وما زال بعض الناس عند شرائه لمنزل جديد أو سيارة يقوم بذبح شاة وأخذ شيء من دمها ويلطخ به الجدار أو إطار السيارة أو سطحها!، وهناك عادات اجتماعية خاطئة في الأفراح كاختلاط الرجال بالنساء ووجود المغني بين النساء، والمبالغة في تكاليف حفل الزفاف، والحرص على المباهاة التي تصل إلى الإسراف والتبذير.هناك عادة وعرف عند بعض القبائل وهي طاعة شيخ القبيلة في الخير والشر، في الحق والباطل، وإن كانت قد خفت عند الكثير من القبائل.هناك أنماط من الحياة السياسية عاشها الناس لكنها ليست الأفضل، وتجد البعض يحرص على التمسك بها خوفاً من التغيير والمجهول.لقد قاد الأنبياء والمرسلون حركة التغيير في مجتمعاتهم، واقتفى أثرهم الدعاة والمصلحون، وتحملوا ما جاءهم من الأذى النفسي والبدني لأنهم يحتسبون الأجر من الله، ولذلك لا بد أن يستمر المصلحون في طريقهم، ويسعوا في نهضة أمتهم، ويجتهدوا في تصحيح المخالفات والعادات الخاطئة في مجتمعاتهم.وعلى الناس ألا يرفضوا أي فكرة للتغيير مباشرة، وإنما لا بد من النظر في فكرتها وهدفها وسندها الشرعي، وأن يفتحوا عقولهم دون الاستسلام إلى عواطفهم.ومن الخطأ أن نحكم بالفشل على أي تغيير بمجرد وقوع خطأٍ هنا أو هناك، وألا نُضخم السلبيات، ونجعلها سبباً للعودة إلى حياة التخلف القديمة.في مصر ومع انطلاق حركة القطارات والتي سهلت على الناس طريقة انتقالهم ووفّرت لهم الجهد والوقت، وقعت بعض الحوادث، مما حدا ببعض الفلاحين ليردد:«الحمار ولا القطار»!!Twitter:@abdulaziz2002
مقالات
رسالتي
الحمار ولا القطار
08:50 م