غيّب الموت صباح أمس الكاتب سليمان الحزامي، بعد رحلة مع المرض، كان فيها مثالاً للإنسان الذي يقابل الألم بالابتسامة واليأس بمزيد من الأمل، تاركا فراغاً لا يمكن لأحد أن يشغله خصوصا في مجال مسرح العبث، الذي يعد رائده في الكويت ومنطقة الخليج العربي، كما أنه كان مخلصا لإبداعه في القصة القصيرة، هذا الإبداع الذي أنتج الكثير من الأعمال المتميزة بالحبكة القصصية، والرؤى الإنسانية للأحداث.والحزامي ولد في شرق بمدينة الكويت، عام 1945، والتحق بمدرسة المرقاب، وتخرج في معهد المعلمين، ثم حصل على درجة الليسانس في الأدب الإنكليزي من بريطانيا، وعمل مدرسا لمادة الموسيقى وموجها للتربية الفنية، ثم رئيسا لقسم الإذاعة المدرسية، ومديرا تنفيذيا للمعاهد الفنية. وكان للراحل تجارب ناجحة في التقدم والإخراج الإذاعيين، كما شغل العديد من المناصب المهمة من أبرزها رئاسته لتحرير مجلة «البيان» الصادرة عن رابطة الأدباء الكويتيين، ومستشار سلسلة «المسرح العالمي» في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.وحصل الحزامي على جائزة الدولة التشجيعية عن نص مسرحيته «بداية النهاية»، عام 2001، وعرضت مسرحياته على مسارح الكويت ومنها«مدينة بلا عقول»، و«القادم»، و«يوم الطين»، و«الليلة الثانية بعد الألف»، وغيرها كما تضمن انتاجه القصصي الكثير من الأفكار التي تنقد المجتمع بأسلوب رمزي ومن هذه القصص: «الأصابع تنمو من جديد»، «المحطة»، «رجل لا يريد أن يكون بطلا»، و«دقائق الرجل الذي لا يقول»، وغيرها.وكان الحزامي يستمد أعماله الأدبية والمسرحية من خلفية ثقافية اكتسبها، عبر رحلته الطويلة من القراءة والاطلاع، كما أنه في أيامه الأخيرة فقد نور عينيه، ومع ذلك كان ملتزما بالذهاب إلى رابطة الأدباء يوميا، والالتقاء مع رفقاء دربه فيها، كما كان يشتكي من هبوط الأعمال المسرحية الحالية... و شيّع جثمانه عصر أمس.
أخيرة
رحيل سليمان الحزامي... رائد «مسرح العبث»
08:35 م