كرم المؤتمر الوطني الثالث عشر «من الكويت نبدأ وإلى الكويت ننتهي» اثنين من رواد الكويت الأوائل، في ختام فعالياته مساء اول من امس في مكتبة البابطين للشعر العربي، تحت رعاية سمو الشيخ ناصر المحمد، بحضور عدد من الشخصيات تقدمها الفلكي الدكتور صالح العجيري، والذي بث في الجيل الحالي رسالة اعتزاز مفادها، أن «الكويت و إن كانت صغيرة في حجمها فهي كبيرة في معناها»، مدللاً على ذلك، بأن اميرها الشيخ صباح الاحمد «قائد للانسانية».وكرم المؤتمر في آخر يوم له، كلاً من العم وليد عبدالرحمن الرويح، والعمة موضي عبدالعزيز العتيقي.وقال رئيس المؤتمر المحامي يوسف الياسين، ان المؤتمر قدم 13 نسخة تمثل ملحمة وطنية من رموز المكرمين من الآباء والاجداد، بعدما فاضوا بمآثرهم على ديرتنا الحبيبة، مؤكدا ان «المؤتمر حمل رسائل عدة، عززت في النفوس اسمى الاخلاق وعلى رأسها قيم المحافظة على الشباب ودرء الضرر عنهم بمشاريع ملموسة تقوم اي اعوجاج يعتريهم.اما العم الدكتور صالح العجيري، فاستهل كملته في محور «ابنائي الشباب»، قائلا «جئتكم من الماضي البعيد، من مستهل القرن العشرين بتجاربي الكثيرة التي رأيت فيها الكثير في هذا البلد المعطاء، فالكويت صغيرة في حجمها كبيرة في معناها، حتى اصبح قائدها الشيخ صباح الاحمد قائدا للانسانية، وكما يقول سموه ان (الكويت هي الوطن والوجود والبقاء والاستمرار)».واضاف العجيري «نشاهد الفتن تحيط بنا من كل جانب، فعلى الشباب الحمل الاكبر في المحافظة على الكويت، من خلال حب الوطن والاخلاص له وزرع الوسطية بين مختلف فئات المجتمع الكويتي وعدم التعصب للفكر او المذهب او الطائفة فالكويت قبل اي شيء».وتطرق العجيري الى اثنتين من الشخصيات البارزة فيهما العبرة للشباب، الاولى هي «الشيخ مساعد عبدالله العازمي الذي ولد في عام 1846، حيث كان شغوفا بحضور مجالس العلم والوعظ والإرشاد، ودفعه البحث عن تجارة يسترزق منها للتوجه الى سريلانكا للعمل في احدى الشركات الاجنبية التي تعمل في تجارة المحار، ولكنه وعند وصوله هناك وجد ان هذه الشركة قد جمدت اعمالها لسنتين فعمل (حمالي) في الميناء. ومن ثم انتقل الى مصر وذهب إلى الأزهر الشريف فقرر الالتحاق بالأزهر الشريف ليحقق أغلى أمنيات حياته».وتابع العجيري ان الشيخ العازمي بعد ان اتم دراسته في الازهر «ذهب الى شيخ الازهر ليدله على وظيفة يسترزق منها بعد عودته الى الكويت، فكان في مصر آنذاك بعثة غربية طبية تقوم بالتطعيم ضد الجدري، فأرسله الى العاملين في تلك البعثة لتعلم كيفية التطعيم من الجدري، كما عرف طريقة تركيب المصل العلاجي لهذا المرض، بالإضافة إلى تعلم كيفية الوقاية من هذا الوباء، وبعد أن عرف أن هناك لقاحاً يقي الأطفال من هذا المرض ويحصنهم ضد العدوى منه، قرر أن يهب نفسه لهذه المهمة الجليلة ويعمل بها في وطنه الكويت».واضاف العجيري ان «الشخصية الثانية التي اود التحدث عنها فهي شخصية الدكتور صالح محمد عبدالعزيز العجيري»، لافتا الى ان «السؤال الذي يراود ذهن الجميع هو كيف تعلمت علم الفلك، حيث انني عندما كنت صغيراً وشاباً كنت اخاف من الظواهر الطبيعية، كصوت الرعد ووميض البرق والرياح والظلام وكل ما هو طبيعي اخافه، فدخلت من باب (اعرف عدوك) حيث بدأت اتتبع تلك الظواهر الفلكية وادرسها».واشار العجيري الى ان الامر الآخر الذي دفعه الى تعلم علم الفلك، هو انه عندما كان صغيرا ارسله والده الى البادية، حيث كان ضيف قبيلة الرشايدة حيث استهوته السماء بصفائها وجمالها وسحرها، فكان هذا احد الدوافع لتعلم الفلك وعلومه.ولفت العجيري الى ان حبه لعلم الفلك دفعه للبحث عما يزيد من معارفه وعلومه «ولكن كان الامر صعبا فلم يكن هناك متخصصون في الفلك آنذاك في الكويت، الى ان تحصل على كتاب مصري اسمه (الزيج المصري) فقرأته لسنوات، و خفي علي الكثير من الامور، فقررت الذهاب لمقابلة مؤلفه في مصر، ولم تكن المواصلات ميسرة فذهبت من الكويت إلى البصرة ثم بغداد وإلى بلاد الشام، ومن بيروت إلى الإسكندرية فإلى القاهرة، وكانت الرحلة الأولى في حياتي».وتابع العجيري «بحثت عن المؤلف عبدالحميد مرسي غيث، حتى وجدته وإذا به بلغ من الكبر عتيا، ولكنه قدم لي خدمة بإرسالي الى احد طلبته في القاهرة، وهو الأستاذ عبدالفتاح وحيد أحمد، الذي أخذت عنه الكثير من علم الفلك فكانت هذه الانطلاقة في علم الفلك». واستكمالا لمحور «أبنائي الشباب» تحدث حبيب باقر، وقال «ان الكويتيين عود من حزمة ان تجمعنا فمن الصعب ان تكسرنا ووحدتنا على قلب رجل واحد».واضاف باقر «لما كنا بالغزو الغاشم رأينا وحدتنا، ولو كان هناك جيش جرار لما استطاع ان يهزمنا نتيجة لتماسكنا وترابطنا، مستشهدا بقول رسول الله عليه الصلاة والسلام (أنهلك وفينا الصالحون؟)».وشدد على «ضرورة ان يكون من بين ابناء المجتمع من يصلح ويرشد الى الصواب، لا ان نرى الخطأ ونسكت عنه، كما يجب ان يكون الانسان مبادراً تجاه وطنه وأهله حتى ننهض بوطننا، وما قدمه الآباء والاجداد كانت مبادرات منهم تجاه الوطن لتبقى سيرتهم العطرة نتحدث عنها اليوم».وقال «اننا كويتيون وكلنا فخر، ووحدتنا الوطنية لم نتعلمها في المدارس بل رضعناها من امهاتنا الشريفات».وحذر من مغبة الانسياق وراء من لا يريد لهذا البلد الخير، والذي «تجلى في حادثة تفجير مسجد الصادق (...) فكلنا كويتيون موحدون، قبلتنا واحدة في مكة ورسولنا واحد في المدينة».وفي محور تجربة نجاح تحدث محمد جعفر، صاحب موقع «طلبات دوت كوم». وتطرق الى قصة نجاحه في التجارة وكيف اصبح رجل اعمال، لافتا الى انه عندما كان صغيرا درس في مدرسة داخلية في بريطانيا، فتعلم هناك اشياء كثيرة ساعدته في مسيرته في التجارة، لافتا الى ان «من الامور التي اثرت في نجاحي هي انني كنت أبحث دائما عن سبب نجاح تلك الدول، لاكتشف ان العمل والجد والاجتهاد واحترام الانسان هي من اهم الاسباب».واضاف جعفر «يجب على الشباب الكويتي التعلم من الدول الناجحة، وترسيخ تلك الثقافات من احترام الآخرين والتمتع بالاخلاق العالية والصدق والاخلاص في العمل في نفوس الشباب، من اجل الارتقاء بالكويت وتأمين حياة افضل للاجيال القادمة، كما فعل أجدادنا».
محليات
اختتام «من الكويت نبدأ ...» بتكريم وليد الرويح وموضي العتيقي
صالح العجيري: الكويت صغيرة في حجمها كبيرة في معناها ... و أميرها قائد للإنسانية
11:49 م