كشف الفنان الفلسطيني محمد عساف عن أنه راض بنسبة 90 في المئة عن فيلم «يا طير الطاير»، الذي يتناول قصة تحقيق حلمه بالنجاح، تاركاً نسبة العشرة في المئة من عدم الرضا إلى بعض الأمور التي تتعلق بخيال المخرج، والتي أسقطها على القصة لتخدم السياق الدرامي.كلام عساف جاء خلال حوار صحافي جمعه بأهل الإعلام خلال مشاركته في مهرجان «أجيال» السينمائي، اعتبر فيه أن تجربة الفيلم مهمة جداً وكانت تحدياً بالنسبة إليه.ورأى الفنان الشاب أنه «قصة عابرة من ملايين القصص التي تحصل يومياً في المجتمع الفلسطيني، والتي يؤثر عليها الاحتلال والحصار»، لافتاً إلى أن «هناك مواضيع كثيرة أصعب من قصة محمد، لكنني كنت متشبثاً بأن أفعل شيئاً بالرغم من أني تعرضت لصعوبات حتى أصعب من أن تذكر داخل الفيلم»، وتحدث عن أمور أخرى، وفي ما يلي التفاصيل.? كيف تقوّم تجربتك في مهرجان أجيال، لا سيما أنك لامست عن قرب رد فعل الناس بعد مشاهدة فيلم «يا طير الطاير» الذي يتناول قصتك؟- التجربة مهمة جداً، وهو العرض الأول للفيلم في الشرق الأوسط وفي دولة عربية هي قطر. هذا الأمر كان تحدياً بالنسبة إليّ، لأنني كنت أرغب في التماس رد فعل الجمهور، وهذا ما حصل حين وجدت أنهم كانوا سعداء بالعمل. ولمست ذلك خلال الحفل الذي تلا عرض الفيلم. وواجهت كماً من الأسئلة من قبل البعض مثل هل فعلاً حصل معك هذا وهذا.? وهل كل ما شاهدناه حصل معك فعلاً؟- طبعاً، هناك أحداث حقيقية 100 في المئة، وأشياء لها علاقة بالدراما وخيال المخرج. لكن بشكل عام إنها تجربة مهمة جداً بالنسبة إليّ.? وهل ضاعفت هذه التجربة من نجوميتك؟- بالتأكيد كل خطوة يخطوها الفنان لناحية حضور المهرجانات لها دورها في زيادة شهرته.? إلى أي حد كنت متخوّفاً من هذه التجربة؟- بطبيعة الحال الخوف وارد عند الفنان، لا سيما في المجال الذي أعمل فيه. فهناك بعض الأشياء التي تفعلها، تنظر إليها وتقول أكون أو لا أكون. فمن الممكن أن ترفعك أشياء إلى السماء، وأشياء بسيطة تنزلك إلى الأرض. لهذا، يجب أن تكون دائماً منتبهاً. ووُجه لي سؤال في الأمس حول سبب عدم مشاركتي في التمثيل. وأنا مقتنع حتى الآن وبعد مشاهدتي للفيلم بأن قراري كان صائباً بأنني لم أمثل بشخصيتي. فمن ناحية، أنا لا أرى نفسي في التمثيل في الوقت الحالي، وما أقدمه من خلال فني أقرب لي والناس أحبوني فيه. يبقى لدى الإنسان موضوع التخوّف، وهناك فنانون خاضوا تجربة التمثيل وفشلوا، فيما خاضها بعضهم الآخر ونجحوا.? ألا ترى أن الفيلم تم إنجازه بالرغم من أنك ما زلت في بداية مشوارك وكان لا بد من أن تكون هناك قصص تحتاج إلى توثيق؟- ربما هذا صحيح. ولكن الذي جعلني أقتنع بفكرة الفيلم هي القصة وكيفية تأثيرها بالناس. لنعد إلى مشاركتي في برنامج «أراب آيدول» وكيف كان الناس والصحافة والعالم يتحدثون عن قصتي وهي من أين خرج محمد، من المخيم، من المعاناة ويعيش ظروف الإنسان الفلسطيني الموجود في الأرض المحتلة ويعايش ويلات الاحتلال والحصار. أضف إلى ذلك، أن العالم حين ينظر إلى فلسطين، يراها بعين أن أحداثها تُختصر بإطلاق النار والقصف والضرب، ولم يدخل إلى تفاصيل الحياة الاجتماعية بين الناس، وكيف يفكرون. ومنها مثلاً حلم محمد والمجموعة المحيطة به في صغرهم بأن يؤسسوا فرقة ويعزفوا في دار الأوبرا في القاهرة. من هنا، أعود وأكرر أنني سعيد جداً به وبطريقة سرد المخرج للموضوع وإن كان يحوي كماً من الخيال والدراما، ولكن من المهم أن يُحكى عن هذه القصة أمام الناس.? وما النسبة المئوية لرضاك عن العمل؟- راض بنسبة 90 في المئة. القصة بشكل عام تعطي أملاً بالفعل ولا أتكلم هنا عن شعارات. فمن تابع الفيلم من بدايته رأى كيف كانت الصعوبات والمشاكل التي واجهتها، علماً أنني لخصتها، لأنني إذا أردت أن أتكلم عنها جميعاً فسأحتاج إلى خمسة أجزاء للفيلم. فإذا ارتأيت أن أتكلم عن حقائق كثيرة مرت في حياتي، فبطبيعة الحال هي المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني. أنا قصة عابرة من ملايين القصص التي تحصل يومياً في المجتمع الفلسطيني والتي يؤثر عليها الاحتلال والحصار. وهناك مواضيع كثيرة أصعب من قصة محمد، لكنني كنت متشبثاً بأن أفعل شيئاً بالرغم من أني تعرضت لصعوبات حتى أصعب من أن تذكر داخل الفيلم.? رأينا في الفيلم شخصية مغايرة لتلك التي طبعتها في أذهان الناس. إذ تظهر في سياق الأحداث بشخصية المتمرد والعصبي. أين الواقع؟- هذه الشخصية من الأمور التي تحدثت عنها في موضوع الخيال الذي اعتمده المخرج في بعض الأوقات. فأنا شخصيتي بعيدة تماماً عن ذلك. كنت عنيداً نعم، لكنني لم أكن أتصرف بتلك الطريقة المتمردة.? بالعودة إلى النسبة المئوية لرضاك عن العمل، ما هي الـ 10 في المئة التي ذكرتها عن عدم رضاك؟- منها مثلاً طباع الشخصية التي تحدثنا عنها، وعدم قربها مني. لكن القصة بحد ذاتها واقعية، إلا أن الخيال الدرامي أخذها إلى مكان آخر يخدم الأحداث.? هل شخصية الطفل أقرب؟- إلى حد ما نعم. فلم أكن ممن يتسببون كثيراً بالمشاكل، بل كان طبعي هادئاً، وتغيرت شخصيتي حين وصلت إلى المرحلة الثانوية وأصبحت عندها شقياً جداً.? ذكرت سابقاً أنك قد تفكر لاحقاً في خوض تجربة التمثيل. فما هي الألوان التي تشدك؟- القصص الواقعية، إذ أحب أن أكون قريباً من الواقع في كل شيء... هكذا أفكر. قد يكون الخيال شيئاً إبداعياً وجميلاً، لكنني أفضل القصص الحقيقية التي يتعلم منها الإنسان. فقد تتكلم عن مشكلة وتحلها في المجتمع، وهذا ما أحبه.
فنون - سينما
«راضٍ بنسبة 90 في المئة عن (يا طير الطاير)»
محمد عساف: أنا قصة عابرة من ملايين القصص الفلسطينية
12:26 ص