«IWC ساعات للنخبة، وهؤلاء على استعداد دائمٍ لأن يدفعوا فيها ما تستحقه من أثمان باهظة»!هكذا يصف كيرت كلاوس ساعة «IWC» الفاخرة التي «يهواها الباحثون عن الأناقة المتفردة في دنيا الساعات» (وفقاً لتعبيره).«الراي» التقت كلاوس، بمناسبة زيارته للكويت قبل أيام، فأكد أنه يسافر إلى الكثير من دول العالم ضِمنَ مسؤوليات عمله، لكن مشاغله الكثيرة والمتلاحقة تجعله لا يمتلك الوقت الكافي لزيارة معالم أي دولة يزورها!الرئيس السابق لقطاع التطوير والتصنيع في «IWC» لفت إلى «أن الناس لا يزالون يحبّون اقتناء الساعات، خصوصاً (IWC)، التي تتوافر منها تشكيلة واسعة جداً من التصميمات والأسعار المتفاوتة»، وموضحاً «أن أقلّ الأسعار لديهم قد تكون غالية جداً بالنسبة إلى البعض»!كلاوس عرّج على «خدمة ما بعد البيع»، فأشار إلى «أن هذه الخدمة إذا لم تكن جيّدة، فهذا يدل على أن العلامة التجارية نفسها ليست جيدة أيضاً»، مردفاً: «من هذا المنطلق تحرص (IWC) على تدريب فرق العاملين لديها في دورات خاصة لتمكينهم من تقديم أفضل خدمة ممكنة ما بعد البيع»!وشدد كيرت كلاوس على «أن أكبرمركز خدمة صيانة لساعات (IWC) موجود في إمارة دبي»، مبيناً «أن الساعة التي تحمل علامة (IWC) ليست في حاجة إلى صيانة سنوية، بل كل خمس سنوات على الأقل».كلاوس تطرق، في ثنايا حديثه مع «الراي»، إلى آرائه الشخصية في ما يتعلق بالساعة الشهيرة التي ارتبط بها، كما لامس محطاتٍ من مسيرته المهنية التي ناهزت 50 عاماً حقق خلالها إنجازات كثيرة جعلت منه «أسطورة حية» في صناعة الساعات... أما تفاصيل الحوار فتأتي في هذه السطور:? هل هذه هي زيارتك الأولى للكويت؟- كلا ليست الأولى، إذ سبق أن حضرتُ قبل ثماني سنوات تقريباً، وها أنا أعود مجدداً إلى الكويت.? هل لاحظتَ فارقاً ما بين الزيارتين؟- الواقع أنني لا أشاهد الكثير من معالم أي مدينة أسافر إليها لحضور حدث أو لإجراء مقابلات، لأن مشاغلى التي تكون متلاحقة تمنعني من ذلك، ولهذا أجدني مضطراً إلى القول إنني لم أتعرف على معالم مدينة الكويت جيداً في المرة الماضية، ومن ثم لا أستطيع أن أحدد ما نوع التغيّرات التي حصلت هنا، أو معرفة ما إذا كان الوضع لا يزال على عهده.? هل تعتقد أن الناس ما زالت تفضل شراء الساعات؟ وما نظرتك إلى التسويق في الكويت؟- نعم، أنا على يقين من أن الناس هنا يعشقون ساعاتنا، ولقد كانت لي اتصالات مع أشخاص كثيرين في أماكن مختلفة حول هذا الأمر في داخل الكويت وخارجها، فقبل أيام كنتُ في زيارة لمملكة البحرين، ورأيت كيف أن الناس هناك معجبون، بل مفتونون بالساعات الميكانيكة العالية المستوى، وهو الأمر ذاته الذي لاحظته ولمسته بنفسي في جميع دول منطقة الشرق الأوسط، حيث يعشق الناس ساعات «IWC» على سبيل المثال، لما تتفرد به من أناقة فخمة، كما أنهم على استعداد لإنفاق مبالغ باهظة لاقتنائها، وصحيح أن ساعات «IWC» مرتفعة الثمن نسبياً، لكننا نوفّر تشكيلة واسعة جداً من الأسعار من خلال موديلات علامتنا التجارية. غير أن أقل الأسعار لدينا تكون أحياناً غالية جداً بالنسبة إلى البعض، على الرغم من أن السعر لا يكون مرتفعاً جداً، إلا إذا وصل مثلاً إلى 100 ألف دولار أميركي. وخلال الفترة الماضية قابلت أشخاصاً كثيرين لديهم ساعات متطورة وثمينة جداً.? إذاً هل نستطيع القول إن ساعات «IWC» ليست لكل الناس، بل هي للشخصيات المهمّة فقط؟- هي كذلك بالفعل، كما أنها مناسبة لجميع عشّاق الساعات الحقيقيين من النخبة الذين يحرصون على شرائها واقتنائها من أجل التمتع بفخامتها ووظائفها وجودتها بطبيعة الحال. ولأن ساعات «IWC» تتمتع دوماً بأفضل مستوى من الجودة، فإن الناس مستعدون دوماً لإنفاق المال مهما كان باهظاً من أجل شرائها.? وماذا عن خدمات ما بعد البيع التي توفرها ساعات «IWC» ؟- الواقع أن خدمات ما بعد البيع مهمّة للغاية، فإذا لم تكن تلك الخدمات جيّدة بما فيه الكفاية، فهذا يعني أن العلامة التجارية نفسها ليست جيدة بما فيه الكفاية أيضاً، ولهذا فإن «IWC» تحرص على توفير أفضل خدمات لما بعد البيع، ومن هذا المنطلق فإن لدينا مراكز خدمة موزّعة حول العالم، وهي مراكز متطوّرة وضخمة ومتخصصة، وأكبر مركز خدمة تابع لنا في منطقة الشرق الأوسط يوجد في دبي. وهكذا فإنه عندما يأتي إلينا عميل بساعته فإننا نرسلها عادة إلى دبي، لكن في حالات استثنائية فقط، والتي تكون الصيانة فيها تقتضي عملاً معقّدا، نضطر إلى إرسالها للمقر الرئيسي لساعات «IWC».? هل تحرص «IWC» على تدريب كوادر جديدة كل فترة لتوسيع نطاق مراكز الخدمة؟- نعم، فنحن في «IWC» نحرص على تدريب صانعي الساعات العاملين في المنطقة، حيث يجري إرسالهم أحياناً إلى مقرنا الرئيسي، كي يتلقوا دورات تدريبية لمدّة أسبوع أو أسبوعين مثلاً، وفي أحيان أخرى نكلّف خبيراً من جانب «IWC» بالسفر إلى مختلف مناطق العالم، كي يزور مراكز الصيانة التابعة لنا ويتولّى تدريب صانعي الساعات العاملين في تلك المراكز، وذلك بهدف التأكد من قدرتهم على إصلاح وصيانة الساعات بشكل جيد، في إطار تقديم أفضل خدمة لما بعد البيع.? وهل الساعات الغالية في «IWC» تحتاج إلى صيانة دورية، بواقع مرّة كل سنة مثلاً؟- كلا، الأمر ليس على هذا النحو، لكننا نقول عادة إن ساعة «IWC» ربما تحتاج إلى الصيانة مرّة واحدة فقط كل خمسة أعوام، لكنْ هناك كثيرون ينتظرون فترات أطول من ذلك بكثير حتى يحتاجوا إلى صيانة ساعاتهم، وعموماً الأمر يختلف من حالة إلى أخرى. لكن عندما يلاحظ أحد من يقتنون ساعة من ساعات «IWC» أنها قد بدأت تتأخر في التوقيت قليلاً مع مرور السنوات، فهذا يُعتبر إنذاراً، ومن ثم ينبغي عليه أن يتوجّه فوراً إلى المتجر لفحصها وإرسالها إلى مركز الصيانة إذا لزم الأمر، لكن ليس بالضروة أن تُجرَى الصيانة كل سنة أو حتى ثلاث.? ما الشيء الذي ينبغي فحصه بشكل صارم في كل ساعة من وجهة نظرك؟- مدى مقاومتها للماء، ولاسيما عندما يكون العميل بصدد استعمالها أثناء السباحة أو الغوص، وفي هذه الحالة ينبغي أن تُفحَص سنوياً، وهو فحص سريع يُجرى لساعات «IWC» ومن بينها ساعة «Aquatimor»، حيث يوضع عليها جهاز معين يبيّن على الفور ما إذا كانت الساعة مضادة لتسرّب المياه أم لا، وإذا لم تكن مضادة يغيَّر على الفور إطارها المطاطي الداخلي، وهذا أمر يتعيّن القيام به مرّة كل سنة بالنسبة إلى هواة السباحة والغوص.? في العام 1951 التحقتَ بمدرسة «Solothurn» المتخصصة في صناعة الساعات... ماذا كان دافعك لاختيار هذا المجال تحديداً؟- الحقيقة أنني كنت أعشق الأشياء الدقيقة الصنع منذ طفولتي المبكرة، وهو ما نسميه حالياً بعلم «الميكرو ميكانيزم»، ولذلك فإنني حرصت على أن أدرس ذلك العلم الذي يشمل تصميم وتصنيع أشياء كثيرة جداً من بينها جميع أجهزة القياس أو أجهزة البصريات، بالإضافة إلى تصنيع أجزاء الساعات الميكانيكية، ولذا عندما سمعتُ في دولتي سويسرا عن مدرسة متخصصة في تصنيع الساعات، أدركت على الفور أنها مناسبة تماماً لي، فتوجّهت إليها وقُبلتُ ضمن صفوفها، ودرستُ فيها لمدّة أربع سنوات حتى تخرجتُ كصانع ساعات مؤهل.? أنتَ عملت على تطوير وابتكار ساعات كثيرة، فما أفضل إنجازاتك التطويرية حتى الآن؟- الواقع أنني أركّز اهتمامي على الأجزاء الداخلية في الساعات بما في ذلك أجزاء آلية الحركة وهندسة الحركة، وكان من أهم أعمالي تصميم لساعة ميكانيكية ذات تقويم أبدي يعطي التوقيت واليوم والتاريخ والسنة بشكل دقيق مدى العمر. وقد عكفت على تطوير هذا التصميم لمدة خمس سنوات حتى نجحت في ابتكار شيء شديد التميّز والخصوصية والاختلافعن جميع العلامات التجارية الأخرى. وكانت تلك نقطة تحوّل مهمة جداً بالنسبة لـ «IWC» على صعيد الساعات الميكانيكية، بعدما كانت صناعة الساعات السويسرية قد مرّت بأزمة استغرقت سنوات.ولا يزال هذا التقويم الأبدي الذي ابتكرتُه واحداً من أهم التقاويم الرائدة على مستوى العالم.

«الأسطورة الحية» ... في عالم الساعات

«الأسطورة الحية» ... هذا هو اللقب الذي يفضل أن يطلقه عليه الكثيرون، باعتباره أحد أبرع صناع الساعات في العالم!إنه كيرت كلاوس، الرئيس السابق لقطاع التطوير والتصنيع في «IWC».يعمل لدى الشركة السويسرية «IWC» المتخصصة بالساعات منذ أكثر من 50 عاماً حافلة بالإنجازات، إذ يُعتبر الأب الروحي لساعة «Da Vinci»، ومبتكر التقويم الأبدي الخاص بها.بدأ مشواره مع «IWC» في العام 1970، لينضم إلى إدارة التطوير، فتلقّى تدريباً على يدي المدير التقني ألبرت بيلانون، قبل أن يصبح بعدها المسؤول عن تصميم النماذج الأولية لأجزاء الحركة.وعلى الرغم من تقاعده - نظرياً - منذ العام 1999 لا يزال مستمراً في عمله، موظفاً خبرته العتيقة في خدمة التقنيات الحديثة لدى جيل الشباب.