من أعلى قمة بالكويت في برج الحمراء، يحلّق «مع حمد شو» !الحلم لا يبقى دوماً حلماً، وقد يتحوّل إلى واقع وحقيقة مع الإصرار والإرادة، وهو ما أكّده أحد مشاهير مواقع الإعلام حمد العلي والمعروف بـ «حمد قلم». فمنذ دخوله إلى عالم «Social Media» وهو يحلم بوضع بصمته الخاصة لإيصال رسالته. فلم يكتفِ بالنجاح الذي حققه، بل طموحه توسيع نطاق نجاحه حتى يصل إلى الملايين، وهنا كانت بداية ولادة فكرة البرنامج. وبعد مشاورات مع جمهوره، توصّل في النهاية إلى برنامج تلفزيوني اجتماعي جماهيري ترفيهي يعتمد على نظام الـ «Talk Show» بعنوان «مع حمد شو» سيعرض على شاشة تلفزيون «الراي» مساء كل سبت في تمام الساعة العاشرة والنصف.«الراي» حضرت ولادة أولى حلقات تصويرالبرنامج، الذي استضاف كلاً من الوزير السابق الإعلامي محمد السنعوسي إلى جانب الفنان طارق العلي، في الاستوديو الذي تمّ تجهيزه كاملاً من الألف إلى الياء – كما يقال من قبل الشركة المنفذة «Local Flavor»، حيث كانت الأجواء حماسية مع وجود كمّ كبير من الجمهور الذي حرص على ألا تفوته هذه الفرصة.في الفقرة الأولى من البرنامج أطلّ حمد على الجمهور الذي حضر في الاستوديو، فرحّب به وعرّف عن نفسه وعن حبّه للإعلام منذ نعومة أظفاره، وكيف نشأ هذا الحب مع الإذاعة لدرجة أنه كان يقوم بالاتصال بالبرنامج الإذاعي لمرتين فقط للمشاركة، ومع مرور الزمن تطّور ذلك الحب وانتقل إلى التلفزيون، وتحديداً برامج المسابقات. وخلال حديثه عن ذكرياته، استعرض على الشاشات مقتطفات من تلك البرامج التي كان يتابعها بشغف، بعدها انتقل في حديثه وعلاقته بمواقع الإعلام، وكيف أثّرت بشكل كبير وإيجابي على مجرى حياته عبر منحه الشهرة الواسعة على نطاق الوطن العربي، ثم بعد ذلك انتقل في حديثه عن تجهيزه لبرنامجه التلفزيوني «مع حمد شو»، إذ قال إنه لم يكن أنانياً في أول تجربة له، بل شارك كل جمهوره حول الفكرة التي يرغبون فيها، والأفكار التي يريدون طرحها، إلى أن وصل في النهاية لهذه الفكرة المتكاملة الناضجة.بعدها بدأت فقرته الثانية باستضافة الوزير السابق الإعلامي محمد السنعوسي الذي كان عفوياً تماماً في إجاباته – كما عهدناه دوماً - بعيداً عن الديبلوماسية، إذ تحدّث في فقرته عن العديد من الأمور الحسّاسة والمهمة التي تهمّ المجتمع الكويتي، منها برنامجه الـ «توك شو» قائلاً إنه كان متابعاً في تلك الفترة. كذلك، تحدث السنعوسي في فقرته عن قضايا الفساد والرشوة قائلاً إنها «تذبحه وتقتله» عندما يعلم عن وجودها في الكويت، طالباً من الجميع أن يحافظوا على هذا البلد «وألا نكون (خرابوه)، لأنه وفي الماضي كان الجميع قلبه على البلد وكان الضمير حيّاً والإحساس والشعور أقوى بكثير، ومهما حصل البلد ما تخلى وفيه ناس طيبون حتى يومنا الحالي، ومع ذلك فيه أشرار بلا شك وشيء من الفوضى والسلبية، ونحن كلّنا نتحمّل ذلك الخطأ، لكن الخطأ الأكبر يتحملّه أي مسؤول كان منصبه في الدولة».كما لم ينس السنعوسي أن يتطرق في حديثه إلى الشباب والشابات، فقال إن «لديهم رغبة شديدة في أن يكونوا غير الواقع المعاش، وأنا سعيد لرؤيتي هذه الحيوية والنشاط فيهم وأتمنى أن تزداد هذه الأمور، لكن ليس بالضرورة أن أعتمد بأنني أمتلك وزارة للشباب، وشخصياً أرى هذا التطوع الموجود في المجتمع أهم بكثير...».أيضاً، ذكر السنعوسي في خضم حديثه أنه شارف على الانتهاء من إعداد كتاب مؤلف من 600 صفحة، يعتبر الجزء الأول، يعتمد على الوثائق والصور النادرة، ومن المقرر أن يُطرح في الأسواق الشهر المقبل. وذكر في طياته بكل صراحة وعفوية ومن دون أي خوف من قلب مواطن محبّ لهذا البلد، كل ما يتعلق عن حياته وجذوره وتعليمه، ومن ثم تاريخ تلفزيون الكويت، وأيضاً متطرقاً فيه عن السلبيات والخلل في الإعلام منذ أن تأسس. وقال: «حرصت على عدم ذكر بعض الشخصيات مطلقاً لعدم إنجازهم أي شيء يذكر... وأيضاً ما يحصل اليوم في الإعلام الذي بات فيه الكثير من النفاق والمبالغة، والمديح في شخصية ما، والألقاب التي تطلق هنا وهناك أصبحت (زايدة عن حدها)». وأضاف: «من وجهة نظري أن ذلك الأمر يعكس الموضوع إلى الضد. مع هذا هناك جوانب جداً مهمة في الصحافة الكويتية، وبين فترة وأخرى أقرأ مقالات لكتّاب يستحقون وعلى سبيل المثال الكاتب عبدالله البشارة وأيضاً الدكتور خالد الجنفاوي، وأيضاً الكاتب جاسم بودي الذي كتب قبل فترة مقاله الأخير، ومن وجهة نظري أراهم ضمير الأمة، ولو كنت رئيساً للوزراء لشكّلت لجنة لمناقشة وتحليل تلك القضايا والمواضيع المطروحة. وبالمقابل هناك من يكتبون من دون وعي».أما في الفقرة الثالثة، فأطلّ الفنان طارق العلي على الجمهور ثم اعتلى خشبة المسرح بعفويته المعتادة، وفي حوار مختلف تماماً عن الذي اعتاد الجمهور عن سماعه، إذ إن أبرز الأسئلة التي تمّ إعدادها ومن ثمّ طرحها عليه أخذت منحنى بعيداً عن الفن، كونها كانت متعلّقة حيال عائلته وأسلوب تعامله مع أبنائه، فذكر العلي – مثلاً - أن أولاده يستغلون اقتران أسمائهم بأسماء أشخاص لهم مكانة كبيرة لدى والدهم، خصوصاً عندما يوبّخهم أو عندما يحتاجون أمراً، وبالتالي وصف أبناءه الأربعة بالـ V.I.P. وكذلك تطرّق المذيع العلي مع ضيفه العلي إلى علاقته مع زوجته ووضعه في اختبار ليعرف مدى رومانسيته معها عبر طرحه سبعة أسئلة تتعلق بأم محمد – زوجة طارق العلي - بعد أن تعاون العلي مع زوجة ضيفه لمعرفة الإجابات الصحيحة منها.وفي الختام، شكر العلي كلّ الجمهور الذي تعنّى للحضور في أولى حلقات برنامجه، وكل الداعمين له في مشواره الذي بدأ مع «الراي»، متمنياً أن تنال الحلقة رضا كل من سيشاهدها، وواعداً بالمزيد من المفاجآت في الحلقات المقبلة.وفي تصريح خاص لـ «الراي» تحدث المخرج جابر الحربي قائلاً «هذه النوعية من البرامج لها نسبة متابعة عالية جداً في العالم، وأن يكون لدينا في الكويت برنامج مشابه أمر جميل جداً، خصوصاً أننا فقدناها منذ زمن بعيد. وشخصياً أرى أن حمد يمتلك من الكاريزما الكثير والثقافة التي تؤهله ليكون المحاور أو المضيف لكل ضيوفه في الحلقات المقبلة. ومع جهود فريق العمل الذي عمل جاهداً ليلاً ونهاراً للاستعداد، أتمنى أن نكون عند حسن ظنّ الجمهور.وبدوره، تحدّث حمد قائلاً: «لم أضع في ذهني وجود برامج عربية مشابهة لبرنامجي خلال تحضيري له، وطلبت من طاقم العمل الذي يقوده المخرج جابرالحربي ومدير التصوير محمد حموده أن يفصّلوا لي شيئاً يناسب شخصيتي وهويتنا الكويتية، وكما رأيت الديكور مختلف والتسويق له مختلف، والمضمون مختلف، وهي تجربة جديدة أتمنى نجاحها». وأضاف «ما قد يميز البرنامج هي تلك العفوية التي ستكون في كل الحلقات، لأن هدفنا الأساسي هو أن يتابع الجمهور الجانب الآخر لضيوفنا بعيداً عن التصنّع والتكلف التقليدي، وفي الحلقات المقبلة سيكون ضيوفنا من الخليج والوطن العربي. وللعلم أن فريق الاعداد ليسوا باعلاميين علي العلي، جاسم القامس، شيخة بهاويد، أنس الباش، مريم السالم، فواز المطيري، وبعض الشباب الأخرين الذين يعملون في البرنامج رفضوا أخذ أجر مادي، مبررين الأمر لرغبتهم في ان يكونوا جزءاً من هذه التجربة الجديدة في الإعلام».