* الإيراني «محمد» تحوّل إلى «مارتن» بعد تعميده في كنيسة برلينيةفي خضم أزمة اللاجئين السوريين التي تخيم بظلالها حالياً على المشهدين الشرق أوسطي والعالمي على حد السواء، نشرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية تحقيقاً عن مئات من المهاجرين المسلمين الذين يتحولون إلى المسيحية من أجل تعزيز حظوظهم في الحصول على حق اللجوء في ألمانيا، بمن في ذلك لاجئون عرب فرّوا من بلادهم التي مزقتها الصراعات والحروب.التحقيق كشف بالأسماء والصور كيف أن أعدادا متزايدة من اللاجئين السوريين والعراقيين والمهاجرين الإيرانيين والأفغان والباكستانيين المسلمين يقررون التخلي عن ديانتهم وحتى عن أسمائهم الاسلامية، ويعتنقون المسيحية خلال مراسم تعميد تقيمها كنائس عدة في أرجاء ألمانيا، بما في ذلك كنيسة إنجيلية مشهورة توجد في حي هاديء في برلين.ومن بين أولئك «المتحولين»، أورد التحقيق قصة لاجيء إيراني كان يدعى محمد علي زونوبي قبل أن يتخلى عن الإسلام ويعتنق المسيحية ويغيّر إسمه إلى «مارتن» خلال مراسم تعميده في الكنيسة ذاتها الأسبوع الفائت.وفي سياق وصف مراسم تحوّل «محمد» إلى «مارتن»، أشار التحقيق إلى أن قس الكنيسة الذي يدعى غوتفريد مارتنز سأل اللاجيء الإيراني: «هل توافق على أن تنبذ الشيطان وأفعاله الشريرة؟ هل توافق على أن تنبذ الإسلام؟» فأجابه محمد قائلا: «نعم»، فقام القس بتعميده «باسم الأب والإبن والروح القُدُس».ومضى التحقيق موضحاً أن اللاجيء محمد زونوبي «هو نجار من مدينة شيراز الإيرانية ووصل إلى ألمانيا مع زوجته وطفليهما قبل نحو خمسة أشهر» أملا في أن يحصلوا على حق اللجوء، منوهاً إلى أنه يتشابه مع بقية «المتحولين» الآخرين في أنهم يزعمون أن الإيمان الحقيقي هو الذي دفعهم إلى التخلي عن الإسلام وإعتناق المسيحية، لكن ذلك لا يكفي – حسب التحقيق – للتغاضي عن الحقيقة التي مفادها أن قرار التحوّل سيسهم بشكل كبير في تعزيز فرص حصولهم على حق اللجوء إذ أنه سيسمح لهم بأن يزعموا لدى السلطات الألمانية أنهم سيواجهون اضطهادا دينيا في حال إعادتهم إلى أوطانهم.ونقل التحقيق عن القس مارتنز قوله إنه يدرك تماما أن بعض أولئك اللاجئين المسلمين يعتنقون المسيحية من أجل تحسين فرص بقائهم في ألمانيا، لكنه أكد أن الدافع الذي يكمن وراء ذلك التحول ليس مهما في نظره، موضحا أنه يعتقد أن 90 في المئة منهم سيتأثرون لاحقا برسالة الديانة المسيحية إلى درجة أنهم سيقتنعون بها تماما وستغير حياتهم، بينما لن يعود الـ10 في المئة الباقون إلى الكنيسة بعد تعميدهم.ورغم وصفه للإسلام بأنه «الشيطان وأفعاله الشريرة» خلال مراسم تعميد محمد زونوبي، قال القس مارتنز للصحيفة: «إن مجرد التحول إلى المسيحية لا يفيد المرء، ولقد ذهبت المستشارة أنجيلا ميركل إلى حد التأكيد مرة أخرى على أن للإسلام مكانا هنا في ألمانيا».وإذ نوّه إلى أن تحوّل المسلم إلى المسيحية في دول إسلامية عدة يعرضه إلى عقوبة الإعدام أو السجن أو على الأقل الإضطهاد الاجتماعي، خلص التقرير إلى أن ذلك يعني أنه ليس من المرجح أن تقرر ألمانيا ترحيل أولئك «اللاجئين المتحولين» وإعادتهم إلى أوطانهم.وأشار التحقيق إلى أن كثيرين من اللاجئين المسلمين الذين كانوا في كنيسة القس مارتنز كي يتم تعميدهم ليصبحوا مسيحيين، رفضوا الكشف عن أسمائهم خشية أن تتسرب الأخبار وتصل إلى أقاربهم في أوطانهم. ورغم أنهم جميعا زعموا أنهم اتخذوا قرار التحول استنادا إلى «الإيمان»، فإن لاجئة إيرانية شابة – رفضت الافصاح عن هويتها أيضا – قالت للصحيفة إنها مقتنعة تماما بأن معظمهم لم يقرروا اللجوء إلى الكنيسة وطلب اعتناق المسيحية إلا لغرض تحسين حظوظ حصولهم على حق اللجوء.