أعادت منافسات الجولة الثالثة لتصفيات كأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019 الفوارق الكبيرة بين منتخبات القارة الصفراء الى ما كانت عليه قبل انطلاق التصفيات في جولتيها الاوليين.وبعد ان حققت بعض منتخبات القارة «النامية» نتائج مشجعة في هاتين الجولتين بثت الامل في نفوس القائمين على الكرة الاسيوية ببوادر تطور في المستويات، عادت الامور الى ما يشبه نقطة الصفر بخسائر قياسية تعرضت لها منتخبات التصنيف المتأخر في آسيا كانت اشبه بـ«مذابح كروية» اكثر منها هزائم.في عالم كرة القدم تعكس ان نتيجة كبيرة اما قوة الفائز او ضعف المهزوم او الحالتين معاً، وفي الحالة الاسيوية الاخيرة كان واضحاً ان ضعف الخاسرين كان السبب في الارقام الكبيرة التي شهدتها المباريات اكثر منه قوة المنتصرين، كما ان من الملاحظ ان انتقال المنتخبات الصغيرة الى ملعب المنافسين ولعبها خارج اراضيها يفقدها الكثير من العناصر التي ساعدتها على احراج منافسيها في الجولتين الاولى والثانية.الفوز الكبير لايعني بالضرورة تطوراً في مستوى الفائز ولنا في منتخب الكويت مثالاً واضحاً، فالأزرق الذي سحق ضيفه «الافتراضي» ميانمار بـ9 أهداف دون مقابل، قدم اداء اقل بكثير مما كان عليه امام المنتخب اللبناني في لقائه معه في الجولة الاولى والذي انتهى بفوز كويتي ثمين، على الاقل من ناحيتي الانضباط الدفاعي والتركيز.وعلى عكس ما هو منتظر، تحصل مهاجمو ميانمار على العديد من فرص التهديف كان من بينها انفرادات صريحة لو احسنوا التعامل معها لعكروا صفو الانتصار الثاني للازرق.تغنت وسائل الاعلام الخليجية بانتصارات منتخباتها العريضة غير ان عليها ان تلفت انظار القائمين على هذه المنتخبات ان ما احرزته من انتصارات ما كان له ان يتحقق لولا حالة «الوهن» التي كان عليها المنافسون الذين بدوا بلا حول ولا قوة وهم يستقبلون اهدافاً بالجملة في شباكهم.ووسط الانتصارات الكبيرة جداً لغالبية الخليجية، كان لافتاً المستوى الباهت الذي ظهر عليه المنتخب البحريني والذي خسر مباراته الثانية في التصفيات على ارضه امام منتخب كوريا الشمالية لتتضاءل آماله في التأهل في مجموعة تعتبر الأصعب بوجود منتخبات اوزبكستان وكوريا الشمالية والمفاجأة الفيليبين التي اسقطت الاحمر البحريني في الجولة الاولى.المنتخب الاردني هو الآخر سجل نتيجة مخيبة لآمال مشجعيه بعد ان سقط في فخ التعادل السلبي امام ضيفه منتخب قيرغيستان الذي كان الاقرب لتحقيق الفوز لولا تألق الحارس عامر شفيع في التصدي لأكثر من محاولة للمنافس، هذا التعادل سيصعب من مهمة الاردنيين في مجموعة تضم مرشحاً فوق العادة هو المنتخب الياباني.76 هدفاً شهدتها الجولة الثالثة للتصفيات وبنسبة تسجيل تجاوزت الخمسة اهداف في المباراة الواحدة وهي نسبة عالية قد تجبر الاتحاد الاسيوي على ان يعيد النظر في الطريقة التي انتهجها في التصفيات المشتركة والتي اتاحت لمنتخبات ضعيفة فرصة اللعب في الأدوار الاولى وسمحت لمنتخباتنا ان تستعرض عضلاتها عليها!

معلول: دعونا نحتفل

رفض التونسي نبيل معلول مدرب منتخب الكويت لكرة القدم، خلال المؤتمر الصحافي الذي أقيم بعد المباراة أمام ميانمار،الرد على الانتقادات التي طالته خلال الفترة الماضية، وأبرزها عدم تفرغه لهذا العمل،بل العمل أيضا كمحلل في إحدى القنوات الرياضية الفضائية.وقال: «هذا ليس وقت الرد على الانتقادات. دعونا نحتفل الآن بالفوز الكبير على ميانمار»، وكرر: «شعارنا إدخال البهجة والفرحة الى قلوب الجماهير الكويتية».