أغلب الإعلاميين البارزين في المنطقة... سعوديون!هكذا وبكل ثقة، عبّرت الكاتبة والإعلامية السعودية روزانا اليامي، عن الفخر بالنهضة الإعلامية الكبيرة في بلادها خلال السنوات الأخيرة، مبينة في حوار مع «الراي» أن الإعلام السعودي لا ينقصه شيء، فهو يواكب طفرة الإعلام العصري الحديث، ومعتبرة أن رأيها لا يعد تحيزاً إلى موطنها - المملكة العربية السعودية - بل يعبّر عن الحقيقة التي لا يدركها البعض (وفقاً لكلامها). وعلى جهة أخرى، انتقدت اليامي من وصفتهم بـ «مرتزقة الإعلام» ممن دأبوا «بحسب تعبيرها» على بث السخافات والمقاطع غير اللائقة عبر مواقع التواصل، موجهة في الوقت ذاته تحذيراتها إلى «ضعاف النفوس» الذي يحاولون استغلال بعض المشكلات الاجتماعية الثانوية في بلادها، كحق المرأة في قيادة السيارة وغيرها، للضغط على المملكة دولياً.اليامي كشفت أيضاً عن استعدادها لدخول القفص الذهبي أخيراً، بعدما تأخر زواجها بسبب عملها في مجال الإعلام، والذي أخذ حيزاً كبيراً من وقتها في السابق، مشيرةإلى رفضها الزيجات من قبيل «المسيار» أو «المتعة»، كما تطرقت إلى العديد من القضايا، والتفاصيل في السطور الآتية:• في البداية، حدثينا عن روزانا اليامي التي لا يعرفها الآخرون؟- أنا إعلامية سعودية، أحاول أن أحترم إنسانيتي وأطرح قناعاتي عبر نافذة الإعلام الحر، بعيداً عن وحشة الحياة ومتناقضات العالم المرئي، هذه أنا بكل اختصار.• هل لك أن تحدثينا قليلاً عن الأسرة، وهل أنت متزوجة ولديك أطفال؟- لست متزوجة، ولكنني على وشك الزواج قريباً، وأسرتي مختصرة في والدتي، فهي عالمي كله، والحضن الذي يغمرني بحبه وحنانه، لا سيما بعد وفاة والدي «رحمه الله»، وأنا أعشقها كثيراً، ليس لأنها والدتي فحسب، بل لأني أجد فيها الصديقة الوفية التي تقف إلى جانبي، كلما اشتدت عواصف اليأس والإحباط في مشواري الإعلامي، كما أنها لا تتوانى هنيهة عن تقديم الدعم إلي أينما كنت وحيثما ارتحلت.• على ذكر الزواج، انتقدت قبل فترة بعض أنواع الزيجات مثل المسيار والمتعة وغيرهما، لماذا؟- أنا لا أنتقدهما فقط، بل إنني أشجب وأستنكر بشدة مثل هذه الزيجات غير المكتملة الأركان، كونها لا تعدو ستاراً شرعياً لفعل الفاحشة، أو بمنزلة ترخيص قانوني للرذيلة.• ولكن الكثيرين من شيوخ الدين إلى جانب الناس العاديين يعترفون بشرعية هذه الزيجات ويباركونها أيضاً، فلماذا الشجب والاستنكار، خصوصاً أنك إعلامية ولا تمثلين جهة دينية أو ما شابه ذلك؟- بالفعل، لكننّي أتحدث من وجهة نظر شخصية، فأنا لا أعترف إلا بالزواج الشرعي، الذي أحلّهُ الله سبحانه وتعالى وباركه نبينا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وأرفض الزيجات الأخرى كزواج المسيار أو زواج المتعة أو غيرهما، وهذا رأيي الخاص ولا أفرضه على أحد.• حسناً لنعود إلى موضوعنا الأساس، فمتى ظهرت ملامح موهبتك في مجال الإعلام؟- مذ كنت صغيرة، وأنا يتملّكني هوى القراءة وحب الاطلاع، وعندما كبرت اشتد شغفي الأدبي، فشربت الثقافة من مناهل الشعراء والأدباء العرب والعالميين، أمثال أبو الطيب المتنبي، نزار قباني، نجيب محفوظ، طه حسين، إرنست همنغواي، وليام شكسبير، والقائمة طويلة، لدرجة أن الكثيرين من الأقارب والأصدقاء اعتبروني «مجنونة الإعلام»، التي لا تكل ولا تهدأ في البحث عن الجديد دائماً، حيث كان انشغالي في عملي سبباً رئيسياً في تأخر زواجي.• وما أهم الأعمال التي قدمتها منذ بداية مشوارك الإعلامي والأدبي؟- لعل أبرز ما قدمته هو رواية «ألف رجل في ليلة واحدة»، إضافة إلى جملة من الأفكار التي طرحتها في بعض حلقات مسلسل السيت كوم السعودي «فينك»، فضلاً عن عملي كمقدمة للنشرة الإخبارية في محطة إم بي سي الإذاعية، وعملي كمذيعة في برنامج «هوانا مع روزانا» على محطة بانوراما إف إم.• وعن ماذا تتحدث رواية «ألف رجل في ليلة واحدة»؟- هي تروي حكاية طفلة حالمة، تسعى إلى تحقيق أحلامها البريئة، قبل أن تواجه الكثير من المصاعب والعراقيل التي تثبط طموحاتها وتقف حجر عثرة في طريقها، وليس بالضرورة أن بطلة الرواية تعكس تجربتي الشخصية أو سنوات الطفولة التي عشتها، بل هي شخصية من وحي الخيال، لكن أحلام تلك الطفلة تلامس مخيلة العديد من الفتيات في عمرها.• لكن عنوان الرواية يحمل «ألف رجل» وليس طفلة واحدة؟- أنا أتحدث عن الطفلة باعتبارها بطلة الرواية، والشخصية المحورية التي تدور حولها الأحداث بما في ذلك الألف رجل. فالقصة طويلة ولا يمكن سردها في بضعة أسطر.• صفي لنا كيف كانت بدايتك في مجال الإعلام؟- بدأت في وقت مخيف، حيث نوافذ الفكر موصدة في مجتمعنا، وحرية الرأي محدودة ومكبلة، خصوصاً بالنسبة إلى المرأة، وبالرغم من كل الظروف، فلم تتحطم أفكاري التي تتنقل معي في فضاء الإعلام الإذاعي والمرئي والمقروء، إذ إنني كلما شعرت بالضعف والإحباط، ألجأ إلى والدتي - أطال الله في عمرها - لكي أستمد منها القوة وأستعيد الثقة بمبادئي.• كانت لديك تجربة مؤلمة، أثناء عملك كمنسقة لبرنامج «أحمر بالخط العريض» وبالتحديد عندما اتُهمتِ بالجهر بالمعصية على قناة «ال بي سي»، فهل لك أن تحدثينا عنها؟- أعتذر بشدة، فالموضوع أصبح شيئاً من الماضي، ولا أود الخوض فيه على الإطلاق.• يُقال إنه حُكِم عليك بعقوبة الجلد 60 جلدة، قبل أن يتدخل العاهل السعودي المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ويصدر عفواً ملكياً عنك؟- نعم بالطبع، فإن جلالة الملك عبدالله، طيّب الله ثراه، هو من أنصفني وبرّأني من التهمة الباطلة التي وُجِهت إليّ، من دون أن أرتكب أي ظلم أو معصية.• صفي لنا انطباعك عن الوضع السائد في الإعلام العربي في الوقت الراهن؟- للأسف أن الوضع حالياً أضحى مُحبِطاً بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، حيث بات العمل الإعلامي مهنة من لا مهنة له، فما نراه ونسمعه من مرتزقة الإعلام في بعض البرامج التلفزيونية أو على مواقع التواصل، لا يمكن تصنيفه إلا في خانة «التهريج»، علماً أن من أقصدهم هم ثلة بعينها من الإعلاميين، ممن لا تنطبق عليهم شروط احتراف العمل الإعلامي، خصوصاً الذين دأبوا على بث السخافات والمقاطع غير اللائقة في «إنستغرام» و«سناب شات» وما إلى ذلك.• من هو مثلك الأعلى؟- ليس لدي مثل أعلى، ولا أطمح لكي أكون مثل أحد، فأنا لست كغيري، وأعتبر العمل الإعلامي هوايتي المحببة التي أمارسها بكل حب واستمتاع من دون غلو أو مبالغات.• وما نوعية البرامج التي تستهويك؟- أعتقد أن برامج الفكر والثقافة والرأي هي الأقرب إلى نفسي.• متى نراك مذيعة في أحد البرامج التلفزيونية؟- قريباً جداً سوف أظهر بشكل مختلف وغير تقليدي، لكنني أتحفظ حالياً على اسم البرنامج، ريثما تظهر ملامحه ويبصر النور.• علاوة على الأدب والإعلام، ماذا تمتلكين من مواهب أخرى؟- المواهب كثيرة والحمد لله، لكنني كسولة و«ملولة» بطبعي، فلا أكترث كثيراً بمهمة البحث عما في داخلي من مواهب واكتشافها ورعايتها، فالملل يجعلني أتوجه نحو أشياء بسيطة وغير معقدة.• في رأيك، ما الذي ينقص الإعلام السعودي ليواكب نظرائه في المنطقة؟- الإعلام السعودي لا ينقصه شيء، فهو يواكب طفرة الإعلام العصري الحديث، وكلامي لا يعد تحيزاً للإعلام في وطني، بل إنها الحقيقة التي لا يدركها البعض، فلو نظرت إلى كم الإعلاميين البارزين في المنطقة، لوجدت أن الغالبية منهم يأتي من المملكة العربية السعودية.• كمواطنة سعودية، ما الأحلام التي تودين ترجمتها إلى واقع ملموس في بلادك؟- أنا أملك حقوقي الإنسانية كاملة، أما الحقوق الأخرى كقيادة المرأة السعودية للسيارة في بلادها، أو شرط تواجد المحرم برفقتها كلما خرجت من المنزل، أو العمل في الأماكن المحظورة على النساء، فهذه قرارات سيادية في يد ولاة أمورنا، نتمنى منهم إعادة النظر فيها، ولكن لا يحق لأحد أن يتدخل في شؤوننا الداخلية، خصوصاً من ضعاف النفوس، ممن يحاولون استغلال مشكلاتنا للضغط على الحكومة لأهداف أخرى لا تخدم مصالحنا، وإنما الغرض منها تأجيج الأوضاع، لا حلحلة القضايا العالقة في المجتمع السعودي.
فنون - مشاهير
حوار / «ضعاف النفوس يستغلّون مشكلاتنا الداخلية للضغط على المملكة دولياً»
روزانا اليامي لـ«الراي»: أبرز الإعلاميين في المنطقة... سعوديون!
12:29 ص