قبل عام تماماً، أعلنت الولايات المتحدة الحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية»(داعش) فحشدت خلفها حلفاً لم يسبق له مثيل، تحالف فيه الغرب مع بلدان إسلامية ضد خطر تمدّد وإرهاب التنظيم المتطرف، الذي استهدف المسلمين أولاً، من دون ان يميّز بين السنّة والشيعة، أو بين المدنيين والعسكريين.وأكد الموفد الخاص للرئيس باراك أوباما للتحالف الدولي لمحاربة «داعش» السفير بريت ماكغرك، أن «داعش خسر 30 في المئة من الأراضي التي كان يحتلها منذ سنة في العراق وأكثر من 1700 كيلو متر مربّع من شمال سورية»، مضيفاً أن «التحالف الذي يضم 62 دولة يبقى قوياً ومتضامناً ومصمماً على إنهاء العدو المتوحش داعش».وتابع أن «داعش تراجع من الهجوم الى الدفاع والضغط العسكري الاميركي سيتضاعف في الاسابيع المقبلة وكل ساعة تمرّ تحمل المزيد من الضربات لتحرير المزيد من الأراضي التي يحتّلها داعش في كل المناطق من الأنبار الى بيجي حتى الحسكة في سورية».ويجد «داعش» نفسه اليوم، محاصَراً في العراق، حيث تطوّق القوات العراقية مدينة بيجي والرمادي وتتقدم حول الفلوجة، بعدما انتزعت هذه السنة مدن العلم والدور وتكريت، كما حررت قبلها مدن بعقوبة والمقدادية وصلاح الدين وكذلك جرف الصخر ومناطق متعددة حول كركوكك، كما ان التنظيم بات في موقف دفاعي دائم، ما عدا بعض السيارات المفخّخة والانتحاريين الذين لا يفعلون سوى تعزيز الصورة الإرهابية والوحشية للتنظيم، من دون تحقيق أي مكاسب على صعيد التوسع الجغرافي.أما في سورية، فقد خسر «داعش» كوباني وأكثر من 90 قرية محيطة بها، وآخر ما دُحر منه هو محافظة الحسكة الشمالية، فيما تتعرض مدينة الرقة، التي اتخذها التنظيم عاصمة له، بشكل يومي للقصف من التحالف الدولي.ويعتمد «داعش» على مهاجمة أهداف سهلة لا توجد داخلها حماية كبيرة، ويزجّ في معركة واحدة المئات من المقاتلين وعدداً كبيراً من الانتحاريين ليسجّل انتصاراً يتناقله الإعلام ويصوّر التنظيم على انه لا يزال قادراً على المبادرة. إلا أن الحقيقة ان الجغرافيا الواسعة في سورية وضعف تواجد الجيش السوري في مناطق عديدة، يسمح بانتصارات تكتيكية، يحاول من خلالها التنظيم جذْب مهاجرين، بعدما خفّ التدفق الى الأراضي التي احتلها، خصوصاً بعد فقدانه ريف محافظة الرقة.ومن المؤشرات الأخرى على ضعف «داعش»، الدخول الميداني للقوات التركية في الحرب السورية لإجهاض حلم أكراد سورية بالحكم الذاتي، لأن هذا التنظيم لم يعد أداة فاعلة في المنطقة، وبالتالي سمحت تركيا لأميركا باستخدام «قاعدة إنجيرليك» ودخلت في الحرب ضد «داعش» مع التحالف.ويضيف ماكغرك: «كل دولة داخل التحالف تحاول جهدها وتقدم ما تستطيعه لمحاربة داعش، ونحن نشكر الجميع على ذلك».وشاركت أستراليا بقصْف «داعش» وتقديم مساعدات تدريبية ووحدات خاصة، فيما كانت البحرين من أوائل الدول التي قصفت التنظيم، وكذلك بلجيكا. أما كندا فقدّمت مساعدات جوية واستخباراتية وكذلك الدانمارك، بينما قصفت مصر التنظيم في ليبيا، وقدّمت ألمانيا المساعدات العسكرية لكردستان ودرّبت الأكراد لحماية مناطقهم واستعادة مناطق عديدة سيطر عليها «داعش» سابقاً، وشاركت فرنسا بتحرير آمرلي وطوز خورماتو وكذلك بضربات جوية متعددة. وكذلك فعلت إيطاليا والأردن وقطر والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة ودول أخرى عدة.