قال مصدر قيادي حكومي على أرض معركة الزبداني لـ «الراي» إن «المدينة تُعتبر منطقة إستراتيجية تستخدمها حركة أحرار الشام وجبهة النصرة وآخرون كنقطة أساسية للانطلاق ودعم الفصائل المعارضة الموجودة في الغوطة الشرقية والقلمون والخلايا النائمة في العاصمة دمشق، ومن جهة اخرى يعتبرها حزب الله بنفس أهمية مدينة حلب للنظام السوري نظراً لموقعها الجغرافي المشرف على الحدود اللبنانية - السورية وعلى الطريق الدولية وخط التنقّل من والى سورية ولبنان وكونها خاصرة ضعيفة تستطيع المعارضة الانطلاق عبرها نحو الأراضي اللبنانية، وكذلك يعتبرها حزب الله قاعدة انطلاق مستقبلية يتم استخدامها من قوات النخبة والحشد للانطلاق بعمليات واسعة مستقبلية في الداخل السوري».وشرح المصدر أن «النصرة وأحرار الشام والفصائل المعارضة الاخرى قاموا بعمليات عسكرية موسّعة وعمليات هجومية في اكثر من مدينة مثل درعا وحلب وإدلب وجسر الشغور ونبّل والزهراء والحسكة وريف حماة، ما دفع النظام ومعه حزب الله الى تثبيت مواقع الدفاع واتخاذ قرار بعدم التراجع عنها ونصب الكمائن الضخمة لوقف أي هجوم ودحر التقدم نحو خطوط حمر كانت تدل على ان المنطقة كانت متجهة الى اعادة خلط الاوراق والتسريع بسقوط النظام، ما حفّز معركة الزبداني».ويضيف المصدر: «استطاع حزب الله التقدم والوصول الى المربعات السكنية داخل المدينة في وقت قياسي وسريع بعدما كان اعتقد انه يحتاج الى اسابيع لملامسة المدينة من حدودها الخارجية فقط والاشراف عليها بالنار، فأتت المفاجأة، ولا سيما ان النصرة واحرار الشام أقاموا استحكامات دفاعية غرب الزبداني مقابل السلسلة الجبلية التي تتصل بداخل الاراضي اللبنانية في النبي شيت، ما دفع قوات النخبة في حزب الله الى الهجوم من الجهة الشمالية فاتحاً ثغرة مماثلة غرب الزبداني المدينة».ويؤكد المصدر نفسه لـ «الراي» ان «حزب الله يعتمد اسلوب التقدم السلس وذلك بقضم أبنية ومربعات سكنية، من دون التسرّع بالتقدم كما حصل في معركة القصير، وذلك لمنع وقوع خسائر بشرية عالية في صفوفه، وان الهدف النهائي هو السيطرة على كامل المدينة، مع العلم ان قوات النخبة تلاقي مقاومة شرسة حيث يحاول الحزب خنق المسلّحين وحصارهم من كل الجهات مع تصميم بالقضاء عليهم جميعاً او استسلامهم لأنه، وللمرة الاولى، لم يترك الحزب اي منفذ للخروج كما كان يحصل في معارك القصير والقلمون الماضية، ولا سيما ان الجزء الاكبر من هؤلاء ممثل بشتات مقاتلي القصير ويبرود وحمص».ووضع «حزب الله» سقفاً زمنياً حتى بداية الخريف كحد أقصى للانتهاء من معركة الزبداني واستعادتها بالكامل، فاذا حدث ذلك تكون هذه المعركة هي الاولى من نوعها لجهة تَوقُّع سقوط بين 700 الى 1000 مقاتل معارض في مدينة واحدة، وهو الرقم الذي يعتقد الحزب انه يمثل حقيقة القوى المسلحة داخل المدينة المحاصَرة من الجهات الاربع والتي دخلتها قوات الحزب مدعومة بالطيران السوري.