تقول مصادر قيادية معنيّة ومشاركة في الصراع السوري ان تركيا تحاول اقتلاع جزء من سورية (مدينة حلب) وجزء من العراق (الموصل) لتأخذ حصتها من الصراع الدائر على ارض الرافدين وبلاد الشام حتى تتقاسم المنطقة مع كل اللاعبين مثل «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)، و«حزب الله» والاردن، لتتقلص دولة سورية الى جزء يقتصر على دمشق ومنطقة الساحل من اللاذقية مروراً بتلكلخ حتى القصير والزبداني ويبرود والقلمون.وتؤكد المصادر لـ «الراي» ان «تركيا تمنح إقامة دائمة لأي سوري من مدينة حلب، واستبدلت اكثر من 2000 رقم سيارة تحمل لوحة حلب بلوحة تركية، وهي تقدم المعلومات الاستخباراتية والدعم العسكري واللوجستي للمعارضة السورية بما فيها (النصرة) للتقدم في الشمال السوري والسيطرة على حلب كما حصل في إدلب، إلا ان تركيا تقدم ايضاً التسهيلات لـ (داعش) في الشمال - عدو «النصرة» - لمنْع الاكراد من بسط سيطرتهم على مساحة شاسعة، وذلك لرفضها إنشاء منطقة عازلة يسيطر عليها الأكراد، وهو ما يجعل تركيا جامعة للأضداد، اي داعِمة الأعداء والأصدقاء معاً، تحت عنوان حماية الأمن القومي التركي الذي تحدّث عنه الرئيس رجب طيب اردوغان، بضرورة انشاء منطقة عسكرية عازلة على طول الحدود التركية - السورية ولكن تحت سيطرة تركيا وليس الأكراد».وتشرح هذه المصادر ان «الولايات المتحدة استفادت من تجارب الآخرين في افغانستان (روسيا) وتجاربها هي في العراق وافغانستان ومن حروب المنطقة التي خاضتها إسرائيل لتقف اليوم موقف المتفرج - الداعم من دون التورّط بالوحل الشرق اوسطي، فالولايات المتحدة لا تمانع ان يتورّط الرئيس اردوغان داخل سورية لتقلّم أظافره وتصبح قواته هدفاً للقوات الكردية والقوات السورية وقوات حزب الله الموجودة على طول المساحة الجغرافية لسورية اذا دخلت قواته التركية الى داخل حلب، فبمجرد ان تدخل قوات أنقرة الاراضي السورية تصبح قوات احتلال وتعطي مشروعية للاكراد بشنّ الحرب عليها خصوصاً ان حلب تتواجد على بُعد نحو 33 كيلومتراً من الحدود التركية وعلى المسافة نفسها تقريباً من اللاذقية وطرطوس، ويستفيد اردوغان من الحركة العسكرية داخل الاراضي السورية للدعوة الى انتخابات مبكرة خصوصاً بعدما فشل حزبه العدالة والتنمية بتحصيل الغالبية في البرلمان، ما يدفعه الى مغامرة عسكرية تعيد القوة إليه كما حصل عند اسقاط طائرة سورية اثناء معارك كسب، مدّعياً انها تخطت الحدود السورية - التركية».أما عن الوضع الحدودي، فتؤكد المصادر ان «حزب الله استطاع فرض سيطرته على القلمون، والمعارك دائرة هناك لضمّ المنطقة التي تُعد أقل بقليل من المساحة الجغرافية للبنان الى مناطق نفوذه من دون نزاع عليها، ما يؤكد ان الحزب لن يخرج من سورية لسنوات طويلة مقبلة».أما عن درعا، فتذكر المصادر ان «الاردن يحاول تقديم الدعم اللازم كي تتمركز القوات السورية المعارِضة للنظام في المنطقة الحدودية التي لا تمانع إسرائيل ان تنضم من حيث النفوذ الى الاردن، وبهذا يكون النظام يتحصّن في المدن الرئيسة ليحافظ عليها ويدع مناطق نفوذ القاعدة وداعش ليتنازع عليها جميع مَن يريد، لتنتقل قوات الاسد الى الدفاع وتحصين المواقع وقضم المناطق الاستراتيجية لمنْع دخول المسلحين إليها، ما سيجعل من سورية بلداً مقسّماً من حيث النفوذ بين أطراف متعددة تستمر فيها الحرب الى فترة طويلة لا أفق لها».
خارجيات - تقارير خاصة
تقرير / الأسد يحصّن مواقعه ويترك الأطراف لـ «القاعدة» و«داعش»
سيناريو التقسيم في سورية وارد ... لكن دون أن يمتلكها أحد
01:53 ص