أوقفت شرطة مدينة برايتون الإنكليزية سائحاً كويتياً يدعى ناصر الانصاري أول من أمس واحتجزته واستجوبته لبضع ساعات بموجب قانون مكافحة الإرهاب، وذلك بعد أن تم رصده وهو يصور مقطع فيديو سيلفي «سنابشات» لنفسه أمام أحد أكبر مجمعات التسوق في المدينة.ووفقا لتقارير إخبارية فإن الانصاري، البالغ من العمر 38 عاماً، أثار الشكوك إزاءه لدى قيامه بتصوير مقطع فيديو «سنابشات» لنفسه أمام مركز «تشيرشل سكوير» للتسوق، وهو المقطع الذي كان يوجه فيه العزاء باللغة العربية إلى مواطنيه في الكويت في ضحايا التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد الإمام الصادق قبل نحو أسبوع وحصد أرواح 27 مصلياً على الأقل.ونوهت التقارير إلى أن تصرفات الانصاري أثارت شكوك حراس أمن مجمع التسوق، إذ إن التصوير ممنوع في داخله وحوله، فطلبوا إليه أن يحذف مقطع الفيديو الذي قام بتصويره لكنه رفض، فاستدعوا الشرطة التي وصلت وأوقفته واحتجزته في داخل شاحنة الدورية ثم نقلته إلى موقع قريب، حيث جرى إخضاعه للاستجواب لمدة 3 ساعات متواصلة، قبل أن يقرر رجال الشرطة أنه «لا يمثل تهديداً فورياً» وأطلقوا سراحه موقتاً، لكنهم صادروا هاتفه النقال لإجراء مزيد من التحقيقات والتي سيكون من بينها إخضاع الانصاري ومحتويات هاتفه لفحوصات أدلة جنائية.وعن ملابسات الواقعة، نقل أحد التقارير عن الانصاري قوله: «كنت أقوم بتصوير مقطع سيلفي سنابشات أقدم من خلاله التعازي (إلى الكويتيين) إذ إنه كان هناك حادث (إرهابي) في وطني، لذا فإنه لم يظهر في المقطع سوى وجهي فقط...شرحت لرجال الشرطة ما حصل، وقال لي أحدهم: هل يمكن أن تعطيني جهاز هاتفك؟، فأعطيته إياه...أخذوا هاتفي واحتجزوني لمدة 3 ساعات تقريباً ثم أقلوني بسيارة إلى ساحة انتظار سيارات، وهناك قال لي رجال الشرطة: أنت الآن موقوف بموجب المادة 41 من قانون مكافحة الإرهاب، وأي شيء ستقوله سيتم استخدامه ضدك، فقلت لهم: إنني متعاون بنسبة 100 في المئة، وسأذهب إلى حيث تشاؤون، وكل ما أريده فقط هو أن أعود إلى وطني».ومضى التقرير موضحاً أن الشرطة أطلقت سراح الانصاري بعد ذلك دون أن تقرر استمرار احتجازه، ثم توجه إلى مركز الشرطة لاحقاً في محاولة لاسترداد هاتفه الآيفون لكن طلبه قوبل بالرفض.وأشارت صحيفة «ديلي ميل» إلى أن الانصاري هو مصرفي سابق ويقيم في لندن بتأشيرة سياحية منذ العام 2013، منوهة إلى أن توقيفه بموجب المادة 41 من قانون مكافحة الإرهاب يعني بوضوح أن ضباط الشرطة «اشتبهوا لأسباب معقولة في كونه إرهابياً».وعن انطباعاته ومشاعره إزاء ما حصل معه قال الانصاري: «لقد كانت تجربة مروعة جدا ومن غير المقبول أن تحصل دون أي مبرر أو اشتباه محدد المعالم...لكنني كنت متفهماً جداً وقلت لهم: أعلم أنني كنت أتحدث بلغة أجنبية وأن عنصري هو أحد العوامل، لكن أرجوكم أن تكونوا منصفين».وتقوم الشرطة الإنكليزية حالياً باستكمال تحقيقاتها لتحديد ما إذا كان ينبغي توجيه تهمة الإرهاب رسميا إلى الانصاري، ووفقاً لمصادر أمنية فإنه إذا تم توجيه ذلك الاتهام إليه فسيصبح في مواجهة عقوبة قد تصل إلى السجن لمدة 10 سنوات في حال إدانته.وقال المفتش بول واتس، كبير محققي شرطة برايتون، إن هاتف الانصاري يجري إخضاعه حالياً إلى فحوصات رسمية لتحديد ما إذا كان يحتوي على أي شيء يدل على ارتكاب انتهاكات جنائية، منوهاً إلى أنه سيتم الانتهاء من تلك الفحوص في أسرع وقت ممكن وأن الهاتف سيعاد إلى المشتبه به في حال اتضح أنه ليس هناك مبرر لاستمرار مصادرته.