في جلسة حوار استمرت نحو ثلاث ساعات، استطاعت الكاتبة الأميركية باميلا أولسن إدماع عيون معظم الحضور تأثرا بما روته وكشفته من مضايقات وجرائم ترتكب ضد أبناء الشعب الفلسطيني في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، لافتة إلى أن مقتل الناشطة الأميركية راشيل كوري كان المحفز لها لزيارة فلسطين.وكشفت أولسن خلال حوار نظمته لجنة «كويتيون لأجل القدس» في المكتبة الوطنية مساء أول من أمس لمناقشة كتابها «FAST TIMES IN PALESTINE» - عن نيتها باصدار كتاب جديد بعنوان «PALESTINE D.C».وأكدت الكاتبة الأميركية باميلا اولسن أنها لم تكن تعرف شيئا عن الشرق الأوسط ولا العالم العربي ولا المسلمين بصفة عامة ولا القضية الفلسطينية بصفة خاصة، لافتة إلى أن زيارتها لعدد من الدول والمدن العربية ومنها مصر ولبنان والأردن وفلسطين قد غيرت من فكرتها النمطية عن المنطقة وسكانها، حيث لم تلمس منهم العداء أو تلحظ عليهم العنف، موضحة أنها كانت في حيرة كبيرة في شأن القضية الفلسطينية والصراع العربي - الإسرائيلي، ما بين ما تعلمته طوال حياتها وبين ما سمعته من الجانب العربي عن ملابسات القضية، إلا أن زيارتها للأراضي المحتلة على أرض الواقع كشفت الكثير من الملابسات وأوضحت الحقائق الغائبة عنها وعن المواطن الأميركي وهذا كان الدافع وراء إتمام مشروع الكتاب.وقصت اولسن على الحضور مشاهداتها حول معاناة الفلسطينيين مع الجدار العازل وصعوبة التنقل وأوقات فتح نقاط المرور وساعات الانتظار، لافتة إلى وجود أكثر من 500 نقطة تفتيش وحاجز في الضفة الغربية تمنع الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى من التنقل، مشيرة إلى أنه من يفشل في العبور من نقاط التفتيش أو الحواجز لنابلس على سبيل المثال فعليه أن يتسلق الجبال والطرق الوعرة للوصول لوجهته، موضحة أنها أدركت أن الهدف من الجدار العازل ليس الحرص على الأمن ولا الأمان ولكن لعزل الفلسطينيين عن ممتلكاتهم، مبينة أنها بعد عودتها لأميركا بعد زيارتها الأولى لفلسطين بدأت عملية بحث وتقص موسعة على صعيد الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وأعادت قراءة القضية بشكل موسع للبحث عن الحقيقة وهذا كان السبب المباشر في تكرار زيارتها للأراضي المحتلة.وشددت اولسن على أن أكثر من 40 الف فلسطيني معزولون في سجن مفتوح في قلقيلية والتي يحيط بها الجدار العازل من كل مكان، لافتة إلى أن المستوطنات أضحت كيانا سرطانيا يخنق المناطق الفلسطينية ويلتهمها، مشيرة إلى عدد من ممارسات المستوطنين اليهود ضد الفلسطينيين ومنها إجبار أصحاب المحلات على إغلاقها ومنع طلاب من الذهاب إلى المدارس، وضع القاذورات أمام المنازل، قطع أشجار الزيتون وحرقها وكتابة العبارات المسيئة على جدران المنازل، بالإضافة إلى المضايقات التي تتعرض لها النساء ومنها نزع الحجاب عنهن.وأشارت اولسن إلى أن غزة مدينة جميلة تجمع بين قارتي آسيا وأفريقيا، إلا أن أي عمل من أعمال المقاومة فيها يعتبر إرهابا وتتعرض للقصف المباشر والتدمير كعقاب جماعي من قبل سلطات الاحتلال، لافتة إلى معاناة أهالي قطاع غزة في الحصول على احتياجاتهم اليومية، موضحة أن الكثيرين منهم مشردون ويعيشون في منازل محطمة أو شبه مدمرة لعدم وجود بديل لهم.واستعرضت مع الحضور عددا من العبارات المسيئة التي يكتبها المستوطنون على جدران البيوت الفلسطينية والأماكن العامة ومنها: العربي الوحيد الجيد هو العربي الميت، وهذه المرة على المباني والمرة المقبلة على البشر وكل عربي عدو بالإضافة إلى عدد من العبارات المسيئة للسيد المسيح والنبي محمد صلى الله عليه وسلم.وبينت اولسن أن أكثر من 650 الف فلسطيني سجنتهم القوات الإسرائيلية منذ بداية الاحتلال عام 1967 وهم ما يشكلون ما نسبته 40 في المئة من الذكور في التعداد السكاني الفلسطيني، بالإضافة إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد قبضت على أكثر من 1000 طفل فلسطيني في عام 2005 والربع الأول من عام 2006، مضيفة أن هذا علاوة على أن كل الصادرات والواردات الفلسطينية تحت سيطرة الاحتلال الاسرائيلي، حتى إمدادات الماء والكهرباء وبناء المنشآت.