تعددت التفسيرات والنتيجة واحدة!هروب الطلاب من المدارس ظاهرة لم تستطع وزارة التربية مواجهتها وإيجاد الحلول لها، على الرغم من إصدار قرارات تحمل الطالب مسؤولية هروبه، بدءا من توجيه الإنذارات والتهديد بالفصل، وانتهاء بخصم درجات من معدله العام.ومع ذلك بقيت مشكلة هروب الطلاب من المدارس مطلع اهتمام الكثير من أولياء الأمور والمعلمين والأخصائيين الاجتماعيين لحلها وايجاد السبل المناسبة لعلاجها وتفاديها من قبل طلاب المدارس. فالمشكلة قد تنتج اثارا سلبية لا يعي لها الطلاب على مستقبلهم الدراسي والاجتماعي.وللوقوف على هذه الظاهرة وتقصي أسبابها ومظاهرها وطرق حلها، تم استطلاع آراء أطراف القضية من جهاز تروبي وإداري وطلبة، حيث أوضح مدير مدرسة حمود برغش السعدون المتوسطة للبنين الأستاذ وليد الكندري أن هناك الكثير من الأسئلة تتعلق بمشكلة هروب الطلاب من المدارس، فهناك أسباب لهروب الطلاب من المدرسة، وهناك أنواع الهروب من المدرسة، وما هي المخاطر التي تترتب عليها مشكلة هروب الطالب من المدرسة. وقال الكندري إن من أنواع الهروب من المدرسة هو هروب قبل الدوام، اذ يأتي الطالب الى المدرسة في الصباح ولكن لا يدخل ويخرج الى مكان اخر، وهروب عبر سور أو باب المدرسة، اذ يقوم الطالب اثناء الدوام الرسمي بتسلق سور المدرسة للهروب أو بمغافلة الادارة المدرسية والهروب من باب المدرسة، وهناك هروب من الحصة الدراسية بالاختباء في بعض مرافق المدرسة مثل (دورات المياه أو صالة التربية البدنية أو المطعم).كما تحدث الكندري عن بعض مخاطر هروب الطلاب من المدرسة، فقال إن من أهم المخاطر هو تدني المستوى التعليمي لدى الطالب الهارب. فعندما يهرب الطالب فهو لا يحصل على المادة العلمية أو الأهداف المعرفية في الحصة الدراسية، فهذا يؤثر على الأهداف الحركية والأهداف الوجدانية لدى الطالب. وأضاف الكندري أن الطالب قد يتعرض الى الخطر أثناء هروبه سواء من الحصة أو المدرسة. فقد يتعرض الطالب الى حادث مروري أو أن يقوم بأمور سلبية على شخصيته مثل السرقة أو التعرض للاخرين، فما يشجع الطالب على ارتكاب هذه الأمور عند هروبه من المدرسة هو عدم وجود رقابة عليه. وقال الكندري إن من الأمور السلبية أيضا هو أن يكون الطالب ملاذا للناس السيئين، فربما قد يصاحب ناس مدخنين أو سارقين أو متعاطين للمخدرات، مؤكدا أن كل هذه التصرفات السلبية تحدث بسبب عدم وجود رقابة على الطالب الهارب من المدرسة.وأوضح الكندري أن من المخاطر المترتبة هي الأثر السلبي على الأسرة، فقد يبدأ الأب بلوم الأم والعكس صحيح. فهذا قد ينتج عن انفصال الوالدين والتفكك الأسري. وأضاف أن من مخاطر هروب الطالب من المدرسة هو اضاعة جهود الدولة وهدر المال العام للدولة. فالدولة تبني مؤسسة كبيرة ومنظومات مثل المدارس، فيرسب الطالب بسبب هروبه من المدرسة، وهذا ما ينتج عن اضاعة المال العام.وشرح الكندري أسباب هروب الطالب من المدرسة، فهناك عدة أسباب لهروب الطالب، فالسبب الحقيقي والرئيسي على حد قوله، عدم وجود رغبة حقيقية لدى الطالب للتعلم. فهناك من الطلاب الذي يكره الدراسة والتعليم ومحب للكسل والخمول. هذا الطالب غير الراغب في التعلم يبحث عن شيء اخر مثل الهروب والاختباء واثارة المشاكل مع زملاء الدراسة. فهذا يعتبر سببا رئيسيا للهروب من المدرسة وعدم مواصلة المرحلة التعليمية. وأشار الكندري بما يتعلق بالاهمال الأسري لدى الطالب، فاهمال الوالدين للطالب قد يؤدي أيضا الى مشكلة الهروب من المدرسة. فبعض أولياء الأمور يوصل أبناءه الى الجمعية التعاونية قبل المدرسة بدافع الحصول على وجبة الافطار، ومن ثم الذهاب الى المدرسة سيرا على الأقدام، وبذلك يقوم الطالب الهارب بالذهاب الى مكان اخر غير المدرسة بسبب عدم مراقبة ولي الأمر له أثناء دخوله باب المدرسة. وأضاف الكندري أن هذه المشكلة تحدث بشكل يومي في بعض المدارس المختلفة، مشيرا أنه هو بنفسه قد عاش هذه الأحداث منذ الصغر.وأكد الكندري أن من الأسباب الرئيسية لهروب الطالب من المدرسة هو الروتين المدرسي، فلا توجد أنشطة تجذب الطالب للمجالات والهوايات التي يفضلها، فهذا يحدث مللا لدى الطالب عندما يعيش روتينا معينا لا يتجدد، فيحدث ما هو سلبي لدى الطالب وهو الهروب من المدرسة والتعليم. وأشار الكندري أن حلول مشكلة هروب الطلاب من المدرسة ترتبط تماما مع أسباب هذه المشكلة، مؤكدا أنه يجب تغيير الروتين لدى الطلاب في المدارس عن طريق تنمية هواياتهم والاطلاع على ميولهم ومتابعتها عن كثب. وأضاف أن سوء معاملة الطالب في المدرسة أو في البيت تعد من أسباب توليد الانتقام لدى الطالب. فعندما يقوم ولي الأمر أو المعلم باستخدام العنف الجسدي ضد الطالب، تزرع هذه الفعلة فكرة التحدي والمعاقبة لدى الطالب لولي الأمر أو المعلم. فيقوم الطالب بالهروب من المدرسة والتخلف بالدراسة وأداء الجهد المطلوب، مشيرا أن بهذه الطريقة يظن الطالب الهارب أنه يعاقب الأب أو الأم أو المعلم، ولكن حقيقة أن الطالب يعاقب نفسه ويدمر مستقبله الدراسي.وأوضح الكندري أن سبب كثير من حالات هروب الطلاب من المدرسة هم الاباء أو الأمهات أو الادارة المدرسية. وقال إن افتقار المدارس للبرامج التربوية أيضا يساهم في هروب الطالب من المدرسة، فعلى سبيل المثال بعض الادارات المدرسية لا تنصت لأقوال الطالب وارائه، وبذلك يقوم الطالب بالاتجاه الى شخص اخر يقوم بالاستماع اليه، فمن المحتمل أن يكون هذا الشخص الاخر من أصحاب السوء الذي يجر الطالب الى مستقبل مجهول.من جانبه، أوضح الاخصائي الاجتماعي بثانوية محمد النشمي للبنين التابعة لمنطقة الأحمدي التعليمية الأستاذ أحمد ابراهيم عن أهم الأسباب لهروب الطلاب من المدارس، والتي تكمن في التعرف على رفاق السوء والانتماء لهم خارج المدرسة، وكذلك مشاكل الطلاب في ما بينهم تدفع البعض منهم للهروب من هذه المشكلات وبالتالي الهروب من المدرسة، وتدهور المستوى التعليمي للطلاب وانعدام الرغبة في التعليم. وأشار حمد الى أن افتقار بعض المدارس للبرامج الترفيهية للطلاب قد تدفع بعضهم للتفكير بتغيير الروتين المدرسي الممل، وهذا ما يجعل الطالب يهرب من المدرسة، وأضاف أن عدم تفعيل القوانين واللوائح المدرسية على الطلاب تعد من أهم أسباب هروبهم من المدارس، مضيفا تدني مستوى التربية الأسرية والتوعوية للطلاب يساهم في تفكيرهم بالهروب، وكذلك عدم المتابعة الجيدة من المنزل وترك الطالب يتصرف كيفما يشاء.وفي نفس السياق أوضح حمد المخاطر المترتبة على هروب الطلاب من المدارس، ألا وهي تعرض حياة الطلاب الهاربين وسلوكياتهم وتربيتهم للخطر وتدهور المستوى التعليمي للطلاب وتعرض الطالب الهارب للتعرف على أصدقاء السوء والتأثير على غيره من الطلاب، مؤكدا أن هذا ما قد يجر الطلاب الهاربين للتدخين والادمان على المخدرات.من جهة أخرى، كشف الطالب عبدالله العنزي بالصف العاشر من ثانوية محمد النشمي للبنين عن أسباب هروب الطلبة من المدارس يحدث لعدم المتابعة الجيدة من المنزل للطالب وعدم وعي الطالب بأهمية الدراسة وكذلك عدم وجود برامج ترفيهية ووسائل ترفيه كافية بالمدرسة. واقترح العنزي بعض الوسائل الممكنة لجذب الطلاب للمدرسة والتعليم، مشيرا برفع الوعي التثقيفي للأسر وتوفير وسائل ترفيهية لجذب الطلاب وتنوع أسلوب المعلمين بالفصل الدراسي ما يجذب الطالب للدراسة، بالاضافة الى عمل ندوات ومحاضرات تحث على أهمية الحضور وعدم الغياب والهروب من المدرسة.
محليات
تربويون أرجعوا الظاهرة إلى روتين المدارس وفقر الأنشطة التي تنمي المواهب والهوايات... ثم تأتي الأسرة
هروب الطلبة... المدرسة في قفص الاتهام
09:14 ص