ثلاثة يعشقها «سيف القادسية» الحشان، منها اثنان تحققا في ليلة واحدة: الاولى عندما تم زفافه على من هواها قلبه واختارها شريكة لحياته، والثانية ان كل من حضر الحفل ردد من دون اتفاق اغنية مطرب العرب الفنان السعودي الكبير محمد عبده والتي رأى الجميع انها تنطبق على المعرس «الحالة والشخص» الا وهي «ليلة خميس» والتي يقول فيها: ليلة خميس... طرز بها نور القمر... شط البحر... نصف الشهر والليل من فرحة عريسليلة خميس... ليلة لقانا... موعد الساعة ثمان... كان الندى موعود مع رمش الزهر...هو الزهر سهران عطر بالحنان... ليلة لقانا كان الفرح ثوبي الجديد... لقياك عندي يوم عيدموج البحر مغنى وقصيد... والليل من فرحة عريس... لية خميس.اما العشق الثالث للحشان فليس له ولا لعروسه وانما لعشاق كرة القدم الكويتية بصفة عامة والقدساوية بصفة خاصة والذين يتمنون عودته الى ملاعب كرة القدم بعدما ابعدته الاصابة اللعينة عنها طويلا، وهي اللحظة التي ينتظرها الجميع لان غيابه كان غمّاً ومكانه لم يملؤه احد ومكانته لم يطولها لاعب.سيف الحشان موهبة فذة خطفها من دون تردد رفاعي الديحاني عضو إدارة القادسية ونائب رئيس لجنة كرة القدم من أبو حليفة مقر نادي الساحل الى حولي مقر «النادي الملكي» في نقلة كبرى حولت مسار هذا النجم من مجرد رقم ضمن قائمة نادٍ على خصام مع البطولات الى قلعة شغلها الشاغل حصد الالقاب وتحقيق الانجازات.ومجرد ان داعب الكرة على بساط القادسية داعبت الاحلام جماهير «الاصفر» بل الكويت برمّتها بميلاد موهبة طال انتظارها، فكان الحشان «السيف» البتّار الجديد.بالطبع الموهبة تناجي الموهبة والحبات الاصيلة من المعادن النفيسة تنجذب الى مثيلاتها، فقد تفاهم بسرعة الصوت مع نجم النجوم بدر المطوع ليشكلا في فترة وجيزة ثنائياً أشبه بالثنائي جاسم يعقوب وفيصل الدخيل.الحشان والمطوع قادا القادسية الى بطولة كأس الاتحاد الاسيوي بعد الفشل في محاولتين في النهائي، الاولى أمام الاتحاد السوري، والثانية أمام «الكويت»، فكان اللقب القاري الاول في تاريخ «الملكي» المجيد.بعد الانجاز القاري التاريخي، جرى بناء الآمال على الحشان لإعادة «الأزرق» الى منصات التتويج في «خليجي 22» وتقديم الافضل والاجمل في كأس آسيا 2015 في استراليا، لكن الاصابة وقعت وتبدل كل ما كان في الحسبان.سيف تعرض للاصابة في «الرباط الصليبي» في المباراة امام خيطان ضمن بطولة الدوري (فيفا ليغ)، فحرم «الازرق» من خدماته مرتين وكان ذلك سببا من اسباب النكستين في الرياض وملبورن، كما اثر الغياب على مسيرة القادسية، فتضاءلت آماله بالحفاظ على بطولة الدوري، وخسر لقب كأس ولي العهد، وهو يصبو الى القيام بكل ما يلزم لانقاذ الموسم من خلال احراز كأس سمو الامير.كان الحزن كبيراً في القادسية على غياب الحشان لانه اعتُبر المولود الفذ في زمن العقم والسنبلة الخضراء في زمن السنوات العجاف في بداية الثمانينات حين اختفت البطولات من خزائن «الملكي» رغم وجود فيصل الدخيل وعبدالعزيز حسن ومؤيد الحداد.هذا الثلاثي وقف عاجزا عن استرجاع المجد القدساوي سوى من خلال بطولة كأس الامير 1990 وكانت بمثابة الهدية الثمينة التي قدمها الفريق الى فيصل الدخيل الذي أعلن أعتزاله في حينه.الحشان اصبح قصة من قصص النجوم منذ تأسيس القادسية، ومن ابرز تلك القصص عثمان العصيمي ومحمد المسعود وعبدالله العصفور، وبعدها توالت المواهب فبرز المرحوم فاروق إبراهيم «المايسترو والموسيقار» ثم تفجر منبع النجوم فبرز جاسم يعقوب «أسطورة الخليج» والدخيل «الملك» فكان الثنائي الأشهر وتعدى صيته المحيط المحلي والاقليمي والقاري ووصل الى قمته في مونديال اسبانيا 1982.القادسية يختلف عن بقية الاندية اذ ان جماهيره عاشقة - كجماهير البرازيل - للمواهب. تنظر الى المهارات الفردية أكثر من أي شيء آخر. وجدت في بدر المطوع منذ اطلالته الاولى مع الفريق ملاذها في الاستمتاع، فكان لها ما أرادت خلال السنوات العشر الماضية التى متعها «بدران» من خلال فنونه الفريدة وقاد الفريق الى حصد البطولات المحلية بالجملة والمفرق.الحشان كان عريسا «اجتماعياً» قبل يومين، لكن عرسه الكروي سيكون الاهم جماهيرياً وذلك من خلال عودته الى «المستطيل الاخضر» لقيادة القادسية وإعادة بريقه الذهبي المفقود، دون ان ننسى التونسي نبيل معلول مدرب «الازرق» الذي أكد أنه ينتظر على احر من الجمر عودة «اللاعب المصاب» ليعزز صفوف المنتخب ويسلّحه بـ«سيف الحشان» على اعتاب التصفيات المؤهلة الى كأس العالم 2018 في روسيا وكأس امم اسيا 2019 في الامارات.