رأى نائب الرئيس العراقي إياد علاوي أن المشكلة مع ايران لا تقتصر على الملف النووي فحسب، ولكن على المبادئ التي يجب أن تحترم، وفي رأسها الاحترام وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، متسائلاً عن موقف طهران إذا ما دعمت دول عربية الأكراد أو البلوش أو العرب الإيرانيين.وأشاد علاوي خلال مؤتمر صحافي مع عدد من الصحف الكويتية، خلال وجوده في البلاد رئيساً لوفد بلاده في مؤتمر المانحين الثالث لدعم الوضع الإنساني في سورية، بنتائج المؤتمر المانحين، معتبراً أنه لا يمثل قضية دعم انساني فقط، بل جاء بمثابة تذكير للعالم بان هناك أزمة حقيقية في بلد مهم تطورت لتصبح أزمة عالمية.وإذ أبدى علاوي عدم إيمانه بنظرية تسليم أميركا العراق لإيران، أعرب عن قناعته في أن أي دولة لا يمكنها ابتلاع العراق، متوقعاً أن تصطدم ما أسماه «عنجهية بعض الدول» بالصخر، لافتاً إلى أن عودة مصر إلى دورها العربي والتقارب السعودي - التركي سيعززان فرص السلام في الاقليم، كما أبدى تفاؤله بمستقبل المنطقة على ضوء ما أسماه «الصحوة العربية» ونتائج القمة العربية الأخيرة، معتبراً أن العرب خرجوا بموقف موحد ضد الأزمات في المنطقة وهذا ما يبشرنا بالخير.وشدد نائب الرئيس العراقي على ضرورة اغلاق هذا الملف السوري الذي أسفر عن المعاناة الانسانية كبيرة، محذراً من أن الإبقاء عليه مفتوحاً سيفرز العديد من القضايا مثل الإرهاب وغيره، والذي انتقل من سورية للعراق.وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:• الأزمة السورية إلى أين تتجه بعد خمس سنوات على بدايتها؟- قبل كل شيء أرغب بتقديم الشكر لسمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، وحكومة الكويت على استضافتها مؤتمر المانحين الثالث، الذي لا يمثل قضية دعم انساني للشعب السوري فقط، بل هو بمثابة تذكير للعالم بأن هناك أزمة حقيقية وكبيرة في بلد مهم، وأنها تطورت لتصبح أزمة عالمية، تسببت في نزوح وتهجير الملايين من أبناء الشعب السوري، ولهذا طرحت خلال كلمتي في المؤتمر ضرورة العمل بمسارين، الأول المساعدات الانسانية للسوريين بالداخل والخارج، والثاني هو انهاء القضية سياسيا، فمن دون اغلاق هذا الملف ستبقى المعاناة الانسانية كبيرة، وتتسع وتفرز العديد من القضايا مثل الإرهاب وغيره، والذي انتقل من سورية للعراق.وبكل صراحة أنا متفائل بمستقبل المنطقة، على ضوء الصحوة العربية ونتائج القمة العربية الأخيرة، والتي خرج بها العرب بموقف موحد ضد الأزمات في المنطقة وهذا ما يبشرنا بالخير، وقد كنت دائما أقول إذا لم ينهض العرب ويزول الوهن العربي فإنه سينعكس على سلامة واستقرار شعوب المنطقة.• دعوتم الكويت لاستضافة مؤتمر للنازحين السوريين، فهل وافقت الكويت؟- نحن دعونا لمؤتمرين الأول لمعالجة التوترات السائدة في المنطقة بصورة مشابهة لمؤتمر شرم الشيخ الذي عقد خلال الفترة التي كنت أتولى فيها رئاسة الوزراء، بحضورالجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسامي والتعاون الخليجي والامم المتحدة وأوروبا، والذي حقق نتائج ممتازة، فالمنطقة حاليا بحاجة لمثل ذاك المؤتمر ليس لمعالجة مشكلة النازحين فحسب، وانما لمعالجة الاشكالات، وأن تكون العلاقات بين الدول مبنية على تبادل المصالح واحترام السيادة، وقد تحدثت في هذا الأمر مع عدد من القادة العرب وفي مقدمهم سمو أمير الكويت والأمم المتحدة، وكانت هناك مشاكل تعيق تنفيذ الفكرة، وقد تحدثت مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووجدته متحمساً جدا لهذه الفكرة، فهو مؤتمر لمعالجة عملية لمشكلة اللاجئين، ويوقف تدفق الكم الهائل من البشر، الذي أصبح يهدد العالم، فالكثير من النازحين من الدول التي تمر بأحداث عن طريق البحر يتعرضون للغرق وغيره من الصعاب، لذلك علينا أن ننقل مؤتمر المانحين نقلة نوعية ليكون مؤتمراً لمعالجة مشكلة النازحين وايقاف تدفقهم، وإعادة الاعتبار لهم سواء من سورية أو غيرها، والقضاء على أسباب النزوح.• التحليلات تشير إلى أن الولايات المتحدة قد سلمت العراق إلى ايران، فكيف تتصورون الوضع في العراق وإلى أين يسير؟- أميركا ارتكبت أخطاء مهمة أيام الاحتلال وما زالت تداعياتها حتى اليوم، بسبب تفكيكها الدولة العراقية واسقاط النظام، لكني لا أؤمن بنظرية المؤامرة بأن أميركا سلمت العراق لايران، هناك خطأ بالسلوك وخطأ عدم فهم ديناميكية الأوضاع لدينا، وخلال محادثتي الأخيرة مع المسؤولين الأميركيين أوضحت لهم ضرورة أن يكون هناك فاصل ومساحة ما بين مساعدة العراق في حربه ضد داعش و السماح لإيران بالتغلغل، وما نراه اليوم في تكريت هو ما أتحدث عنه، وعلينا الاستمرار بالضغط دولا وجماعات، على الولايات المتحدة لإفهام قيادتها الصورة الحقيقية، أن المشكلة مع ايران لا تقتصر على الملف النووي، ولكنها تقوم على المبادئ التي يجب أن تحترم، وهي الاحترام وحسن الجوار وعدم التدخل بالشؤون الداخلية. وقد تحدثت في هذا الأمر شخصيا مع وزير الخارجية الايراني في دافوس، لهذا لاأعتقد أن علينا الذهاب لهذا التفكير بهذا المستوى ومع هذا إذا حصل ما تشيرون إليه في السؤال فسيكون لكل حادث حديث بكل تأكيد، ولا يمكن لأي دولة أن تبتلع العراق وأعتقد أن «العنجهية التي تصيب بعض الدول تصطدم بالصخر والأمور ليست بالسهولة التي يتوقعونها»، وان شاء الله تتوحد جهود العرب لبسط السلام في المنطقة وليس لشن الحروب، ولله الحمد بعد فرقة طويلة بعد غزو النظام العراق للكويت، والذي أدى لشرخ الأمن القومي العربي، بدأت العرب بالتجمع مرة أخرى بشكل أكثر انفتاحا وايجابية، ومؤتمر القمة الأخير كان دليلا واضحا على ما أقول، إضافة الى الصحوات العربية التي حدثت، وفي مقدمتها مصر وانتصار الشعب المصري، فمصر بلد رئيسي في المنطقة، ولهذا فإن عودتها لموقعها، والتقارب السعودي - التركي أخيراً سيعززان فرص السلام في الاقليم.• كان هناك رفض وتحفظ عراقي ضد الحرب في اليمن، والدعوة للحوار فكيف ترون الأوضاع اليوم؟- لم يكن هناك رفض عراقي للتدخل العسكري في اليمن بل كانت هناك دعوة للحوار، وأعتقد أن فهم الصورة على حقيقتها سيؤدي لاتخاذ المواقف الصحيحة، فأنا زرت اليمن قبل الأحداث، وكان الرئيس صالح آنذاك يشكو من الحوثيين وارتباطاتهم الخارجية، وعن القاعدة وايذائهم لليمن، وأذكر انني تحدثت مع بعض أعضاء الحراك الجنوبي، وطلبت منهم فتح باب الحوار، وأستغرب الآن من محاولة تحييد الآخر، وأعتقد انه يجب الزام صالح بالالتزام بالمبادرة الخليجية، لأننا جميعا معنيون ودول الخليج أول المعنيين بما يحصل في اليمن.• كان لديكم هاجس في وقت سابق بأن العراق سيكون دولة أو لا دولة، فهل مازال هذا الهاجس لديكم؟- نعم ما زال، و(رغم) الحديث الذي قاله رئيس الوزراء العراقي انه يتجه لبناء الدولة، ولكننا بانتظار التنفيذ العملي لهذا القول على الأرض، وفي مقدمتها قضيتان مهمتان، أولاهما تحقيق المصالحة الوطنية وبناء مؤسسات الدولة الناجزة المبنية على الكفاءات وليست على الطائفية أو القبلية أو المذهبية، وعدم تهميش الآخرين واقصائهم، والخروج من الطائفية السياسية وبناء عراق يتسع لكل أطياف شعبه، وحتى الآن ليست لدينا مصالحة وطنية أو توجه للبدء فيها، وأجهزة المؤسسات لدينا لا تقوم على المهنية والحرفية، على الرغم ان هذا يعتبر ضد المبادئ الدستورية للعراق، فالدستور العراقي ينص على تشكيل مجلس خدمة اتحادي لوضع الاسس والضوابط للتوظيف بالمؤسسات العامة، ولا وجود أو ذكر لمذهب الموظف بل شهادته وخبرته، وبالرغم من أن كلام دولة الرئيس العبادي جيد، لكن التنفيذ لم يحصل حتى الآن والأمور لا تزال عالقة.• ما المعوقات التي تؤخر تنفيذ هذه الأمور؟- الحرب الأخيرة مع الجماعات الارهابية «داعش»، وكما تعلمون فان الجهد العراقي كامل الآن تجاه محاربة داعش.• كيف تصور الأوضاع حاليا في حربكم ضد داعش وموضوع تكريت الذي لم يحسم لحد اليوم، وهل اقترب داعش من نهايته؟- لا، فداعش تنظيم وليد من (تنظيم) القاعدة، وبعد ضرب القاعدة في العراق وقتل الزرقاوي واعتقال جماعته تحولوا لما سمي بالدولة الاسلامية في بلاد الرافدين من داخل السجون، ومن ثم تحولوا لدولة العراق الاسلامية، وبعد ذلك حدثت عملية فرار واسعة من السجون، واختفوا لفترة ثم ظهروا بعد الأحداث في سورية، تحت مسمى الدولة الاسلامية في سورية والعراق وأصبح لديهم أنصار في نيجيريا وباكستان وافغانستان وليبيا، وجميعهم يبايعون البغدادي بالخلافة، وهذا تحول كبير، فالقاعدة لم تكن تؤمن بمبدأ احتلال الأرض، ولكن داعش يحتل الاراضي لإعلان الخلافة الاسلامية، وهذا ما يدعوني للاعتقاد بأن المعركة معهم لا تزال طويلة وليست في العراق فحسب أو سورية، انما في جميع دول العالم، وما جرى في فرنسا وبلجيكا هو افرازات لداعش، والوسيلة المهمة لكسب الحرب ضد داعش، هي تحسين المجتمعات بتحقيق العدل والمساواة بين المواطنين بجميع البلدان المسلمة، حتى لا ينحرفوا ويتجهوا للتطرف، وهذا ما كان يدعوني عندما كنت في المعارضة العراقية لطلب عمل مصالحة وطنية، ليكون هناك عدل ومساواة بين أفراد المجتمع كافة.• هناك تصريحات ايرانية تهاجم التحالف العسكري القائم ضد الحوثيين في اليمن، فهل سينتج عن ذلك المزيد من التوتر في المنطقة؟- اذا وقعت ايران الاتفاق في شأن برنامجها النووي، بعد مفاوضاتها مع دول 5+1، فانها لن تستطيع الاستمرار في نشاطها السابق بتوسيع رقعة الالتهابات في المنطقة.واعتقد ان المؤشرات الأولية ايجابية على الرغم انها بحاجة لوقت ومتابعة ومسألة الحوثيين كما قال لي شخصيا الرئيس السابق علي صالح وتصريحات بعض المسؤولين ان لايران دورا في دعم الحوثيين وهذا لا يجوز، فماذا سيكون موقف ايران لو دعمت دولة عربية مثلا أكراد ايران او البلوش أو عرب المحمرة وهل ستقبل مثل هذا التدخل؟ لهذا نأمل أن تسيرالأمور بشكل جيد.
محليات
أعرب عن تفاؤله بمستقبل المنطقة في ضوء «الصحوة العربية»
علاوي: ما موقف إيران لو دعم العرب الأكراد أو البلوش أو عرب المحمرة؟
05:34 ص