عدن، صنعاء - وكالات - تعرض المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم في مدينة عدن الجنوبية، أمس، لغارات عنيفة من قوات التحالف في اطار عملية "عاصفة الحزم"، فيما اشارت تقارير إلى سيطرتهم بعد ظهر أمس على القصر الرئاسي في المدينة حيث استقر الرئيس عبد ربه منصور هادي اثر فراره من صنعاء في فبراير، قبل ان يتوجه الى السعودية. وقتل جندي من حرس الحدود السعودي وأصيب عشرة آخرون في اشتباك قرب مركز حدودي في منطقة عسير على الحدود اليمنية.وقال مسؤول أمني يمني شاهد وصول المتمردين الى القصر ان "عشرات من عناصر ميلشيا الحوثيين وصلوا على متن مصفحات وناقلات جند الى قصر المعاشيق".وذكرت مصادر عسكرية وطبية ان ما لايقل عن 44 شخصا بينهم 18 مدنيا قتلوا في عدن خلال اشتباكات عنيفة بين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة وانصار هادي من جهة اخرى.وقال مصدر عسكري ان "عشرين متمردا حوثيا قتلوا في المعارك" في حين اكد مصدر طبي "مقتل 18 مدنيا وستة من عناصر اللجان الشعبية" الرديفة للجيش الموالي لهادي.وكان المتمردون قد تراجعواعن بعض المناطق في وسط عدن، تحت تأثير الضربات الجوية لقوات التحالف بعدما كانوا تقدموا إليها ليل أول من أمس.وذكر سكان أن المقاتلين الحوثيين انسحبوا من بعض مناطق خور مكسر في وسط المدينة بعد الضربات التي وقعت فجرا، لكنهم بقوا في أجزاء أخرى من المنطقة.وقالت مصادر ان ثلاث آليات تابعة للمتمردين تمكنت أول من امس من الوصول الى مشارف القصر الرئاسي في عدن لفترة قصيرة بعد اشتباكات مع اللجان الشعبية.واضاف السكان ان مئات من «اللجان الشعبية» وصلوا من محافظة ابين الى عدن بقيادة عبد اللطيف السيد لمواجهة الحوثيين.وأكد شهود ان اللجان الشعبية وصلت لتعزيز صفوف المقاتلين في دار سعد وخور مكسر.واشتبك المقاتلون الحوثيون وحلفاءهم مع مسلحين ايضا في منطقة كريتر في عدن.وقال سكان إن هناك المئات من الحوثيين والمقاتلين المتحالفين معهم في كريتر وإنهم مدعومون بالدبابات والعربات المصفحة.ونظرا لاشتداد المعارك، دعا وزير الخارجية اليمني رياض ياسين اللاجئ في السعودية السكان الى «تقديم الدعم للجان الشعبية لوقف تقدم الحوثيين». وقال لقناة «العربية» ان المتمردين «لم يستطعوا السيطرة على عدن».وأكد سكان أن مسلحي الحوثي أطلقوا قذائف الدبابات والـ «آر بي جي»، على منازل المواطنين. وأضافوا أن «تلك الهجمات أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من المواطنين المدنيين، مؤكدين أن بعض الأسر لا تزال عالقة في منازلها، لافتين إلى أن الحوثيين نشروا قناصة على أسطح المباني، حيث يتم استهداف أي شخص يحاول المرور في محيط تلك المنطقة».وتضاربت الأنباء حول إنزال عشرات الجنود في ميناء عدن.وقالت وكالة «رويترز» إن عشرات الجنود أنزلوا من سفينة في ميناء عدن، من دون ان تتمكن من تحديد هويتهم.لكن موقع «عدن الغد» الإخباري اليمني المحلي نقل عن مصدر في إدارة ميناء عدن نفيه للأنباء عن وصول قوة عسكرية أجنبية إلى عدن.وقال المصدر إن ما حدث هو أن «بارجة حربية صينية وصلت لإجلاء 230 شخصا من جنسيات عربية وأجنبية مختلفة»، موضحا أن «البارجة تعرضت لحظة توقفها لإطلاق نار من قبل أطراف مجهولة».وأكد أن «واقعة إطلاق النار التي تعرضت لها البارجة دفع العشرات من جنود البارجة إلى الانتشار في محيط الميناء لحماية الأشخاص الذين حملتهم معها البارجة».وقال المصدر إن «الجنود عادوا إلى البارجة لاحقا وغادروا الميناء دون أن يتمكنوا من إجلاء 34 شخصا بسبب واقعة إطلاق النار».ونفى المصدر أن يكون ما حدث عملية إنزال، مشيرا إلى أن البارجة غادرت لاحقا.من جانبه، قال مدير عام مكتب الصحة في عدن الخضر ناصر إن المستشفيات تكدست بعشرات القتلى والجرحى، وأشار إلى أنه من الصعب تحديد أعدادهم مع استمرار الاشتباكات العنيفة.وأوضح أن الوضع الإنساني صعب للغاية مع استمرار تزايد الضحايا خصوصا المدنيين، إلى جانب النقص الكبير في الكادر الطبي في المستشفيات.وذكر سكان أن ضربات جوية نفذت أيضا الليلة قبل الماضية في بلدة شقرة الساحلية التي يسيطر عليها الحوثيون وتقع على الساحل بين عدن والمكلا.إلى ذلك، قال مصدر عسكري لوكالة «فرانس برس» ان قائد اللواء 33 المدرع المنتشر في محافظة الضالع العميد عبد الله ضبعان، دعا جنوده الى القاء السلاح بسبب كثافة الغارات الجوية. واللواء 33 موال للرئيس السابق علي عبد الله صالح.واضاف ان «الجنود تركوا اماكنهم لكن الحوثيين طاردوهم وقتلوا اربعين منهم بعد ان رفضوا تسليم اسلحتهم الشخصية».وأكد مصدر عسكري آخر ان «الجنود القتلى هم من تعز واب والحديدة» المحافظات الواقعة في وسط البلاد والتي «يعارض سكانها الحوثيون».وفي تطور حدودي، قتل جندي من حرس الحدود السعودي وأصيب عشرة آخرون في اشتباك قرب مركز حدودي في منطقة عسير.وأعلن الناطق الأمني لوزارة الداخلية السعودية أنه «أثناء أداء رجال حرس الحدود لمهامهم في إحدى نقاط المراقبة الحدودية المتقدمة بمركز الحصن في منطقة عسير تعرضوا لإطلاق نار كثيف من منطقة جبلية مواجهة داخل الحدود اليمنية، مما اقتضى الرد على مصدر النيران بالمثل، والسيطرة على الموقف بمساندة القوات البرية».وقال: «نتج عن تبادل إطلاق النار استشهاد العريف سلمان علي يحيى المالكي، وإصابة 10 من رجال حرس الحدود بإصابات غير مهددة للحياة، حيث تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج والرعاية الطبية اللازمة».
خارجيات
قائد اللواء 33 الموالي لصالح يدعو جنوده لإلقاء السلاح
غارات ضد الحوثيين في عدن وتقارير عن سيطرتهم على القصر
02:36 ص